القصة الطويلة
رجل تحت جلد إمرأة
تنويه
أسلوبي بكتابة القصص الطويلة قريب جداً من كتابة الرواية . أتناول تقريبا أغلب التفاصيل ليعيش القارئ أحداثها ويتفاعل معها . أكيد الرواية أكثر تفصيل للأحداث . سبب كتابتي التفصلي للقصة لتتضح معالم القصة بشكل أفضل من الإختصار .
قصتنا هذه ، قصة إجتماعية تحاكي الواقع الملموس . وأعتقد بأن هذه الحالة موجودة بهذا العالم الإفتراضي .
أردت ان أنوه على التفصيل بسرد الأحداث . وذلك لصالح السرد والمضمون . ولاتنسوا بأن جيلنا جيل القارئ الصبور .
أشكركم على سعة صدوركم أصدقائي .
الجزء الثالث
بعد ان دخلت من باب المطعم الفخم
صدمت بما رأت ؟
محمد يتناول العشاء مع سيدة خمسينة . لكنها تمالك نفسها ، وأكملت سيرها لتجلس أمام صديقتها التي لاحظت الإرتباك عليها . سألتها عن سبب ذلك ؟
أجابتها
إجابة مقتضبة وبنرة صوت حزين
لاشيء مازال أثر المرض واضح علي . لم تقتنع صديقتها بذلك لكنها تناست الأمر . كان جلوسها غير مريح . وكأنها تجلس على جمر . كانت تنظر بزواية عينها لذلك الغائب الذي كان سبب كل ما هي فيه . ما أزعجها بالأمر ؟
إهتمامه المفرط و لهفته على تلك الخميسينة التي تظهر عليها النعمة من ملامحة وثيابها . حاولت ان تسترق السمع عدة مرات لكنها فشلت بذلك . محمد لم ينته لوجود سميرة كان شغله الشاغل الإهتمام بتلك السيدة التي تجلس معه . سميرة لم تكن مرتاحة أبداً بجلوسها . لم تأكل إلا القليل من العشاء الفخم الذي دعتها عليه صديقتها رغم إلحاحها على تناوله
المزيد لم تأكل شيء . لم تعد تحتمل وجودها بذلك المطعم . شعرت بالإختناق . هي بحاجة للهواء لتتنفس . نهضت من مكانها ، وأسرعت بخطوتها لتخرج تبعتها صديقة المذهولة من تصرفات .
مابك ؟
لاشيء .. أريد العودة للبيت أشعر بالتعب . كان لها ما أرادت . ألقت بنفسها على سريرها بعد ان أقفلت باب غرفتها بالمفتاح لتنفجر بالبكاء . شعرت بخيبة الأمل ، سبت ولعنت زير النساء . لِمَ فعل ذلك بي ؟
جعلني أشعر بقربه مني . أوقعني بفخذه ، وغلفني بخيوط مصيدته كعنكبوت ، وتركني أعاني .
هل يريد مني ان أتوسله لينهي كل عذاباتي بغرس ذلك الناب المسموم . هل أنا بالنسبة له فريسه مغلفة جاهزة للهضم عندما يشعر بالجوع . لكن لا لن أستسلم أنا لست ضعفية لهذا الحد . أنا إمرأة تحدت الآقدار بعد رحيل زوجها لتربي أولادها رغم كل الصعوبات . سأنتزعه من بين أضلاعي وأكمل رسالتي التي حملتني إياه الأقدار . نعم انا أكبر من ان أكون فريسة وظل ظليل لأي أحد . كفكفت دموعها بعصبيتها المعهودة . فتحت باب غرفتها لتطمئن على أولادها . تماسكت ليشعرو بأنهم فعلاً بأمان . بعد ان أكملت كل مايخص أمور بيتها . دخلت غرفتها لتنام ، إستلقت على ظهرها على سريرها نظرت لسقف غرفتها . أطالت النظر إليه بصمت . وكأن السقف تحول لشاشة عرض سينمائي ؟
أطفئت الإضاءة ذاتياً . وفتحت ستائر الشاشة الكبيرة . سميرة صامتة ومذهولة . ومن مسند رأس سريرها بعثت حزمة ضوئية لتظهر على الشاشة الكبيرة كتابة
( بدأ العرض ) ؟
( رجل تحت جلد إمرأة )
فيلم أخرجته الأقدار . بطله الراحل الخالد وبطلته إمرأة ليست ككل النساء . سميرة تشاهد بصمت وذهول . شعرت بوجود أناس حولها يحيطون بها من كل مكان !
هي تعرفهم جميعاً . أقرب الجالسين إليها كان زوجها الراحل وشقيقها ووالدتها ، وأولادها ، وإبن عمها صاحب النفوذ الذي يريدها زوجة له بعد رحيل زوجها . الكل ينظر بتركيز لتلك الشاشة الكبيرة . إلا إبن عمها كان ينظر إليها بنظرة حادة ولمع ناب بفكه العلوي .
شعرت بالخوف ، حاولت اللجوء لزوجها لكنه كان كالضباب إخترقته يداها . حاولت مع والدتها وشقيقها وأولادها لكن الكل كان كالضباب . ضحك إبن العم بصوت مرتفع . عيناها حائرتان وفؤاده يرتجف ، تعرقت ، وإختنقت من شدة الخوف . قهقهت إبن العم زادت من خوفها . إختلطت عليها الأمور لتجد نفسها تقف عند حافة هاوية سحيقة . إستسلمت لقدرها أغمضت عيناها ليبدأ السقوط الحر لينهي كل عذاباتها . بدأت رحلة اللاعودة ، وبدأ التخلي عن كل شيء ومن العدم ..
يتبع
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق
2/1/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق