القصة الطويلة
رجل تحت جلد إمرأة
الجزء الخامس
أحدثت ضجيجاً غير مسبوق ببيتها . مما أصاب أولادها بالذهول
ولأنها عزيزة على قلوبهم تعاطفوا معها رقصوا وصفقوا . وأثناء هذا الصخب قرع جرس الباب ؟
هرع أصغر اولادها ليرى من الطارق ثم عاد بعد مسرعاً . أمي رجل غريب يسأل عن بيت رجل لم أسمع به من قبل . سميرة خرجت لتفهم الموضوع . محمد كان هو الطارق . قال لها من دون مقدمات ؟
غداً سأنتظرك عند باب المنتزه الذي يقع بقرب الجامعة . ثم رحل بعد ان تركها مذهولة .
عادت لغرفتها لاتعرف كيف تتصرف . صوت جرس الباب يرن مرة أخرى . أسرعت لنافذة غرفتها لترى من الطارق ؟
فكانت المفاجئة ؟
إبن عمها وشقيق زوج الراحل قد فتح له الباب أصغر أبنائها ودخل .
خرجت من غرفتها ، وجدتها جالساً على الأريكة بصالون بيتها . سلمت عليه وجلست أمامه . بعد السلام دار حديث فيما بينهما عن الأولاد ودراستهم عن صحتها وأمورها المادية . صمت ، ونظر إليها بنظرة
كتلك التي رأتها عندما كانت بعالم اللاوعي ؟
ثم بادر بالحديث قائلاً
ياسميرة أنت بحاجة لرجل يقف بجانبك ليكون لك سنداً وعون على مواجهة هذه الحياة . وأنا إبن عمك وعم أولادك لن تجدي من هو أفضل مني ليكون لك كل المسميات . سميرة لم تكن تشعر بإتجاه إبن عمها بشعور يمكنها من الإرتباط فيه . هو بمثابة الأخ ليس أكثر . رغم إنه لايعيبه شيء ، ورجل له مكانة مرموقة بالمجتمع
ولكن القلب ومايهوى ؟
إعتذرت منه للمرة المليون . هذا الأمر أزعجه كثيراً . نهض من مكانه متتجها نحو الباب الخارجي . وعند الباب وقف إبن العم ليؤكد لها بأنه لن يسمح لها بالزواج من غيره حتى وإن كان ثمن ذلك حياته . أثناء ذلك تعالا صوت أناس بالحي وكأن هناك مشاجرة . هرع الجميع للباب الخارجي لمعرفة ما الامر ؟
محمد يضرب صديقه المقرب بقسوة . وصلت الشرطة وإقتدادته للمركز القريب من حيهم . وتم نقل صديقه للمشفى . عم الاولاد ودعهم ودخلوا جميعاً وأغلقوا الباب خلفهم . سميرة لم تكن مرتاحة ، تريد معرفة قيام محمد بضرب أعز أصدقائه . طلبت من إبنها وسام ان يعرف ماسبب هذه المشكلة ؟
بالفعل خرج وسام ثم عاد بعد عشر دقائق ليخبر والدته بما جرى
الرجل الذي تم نقله للمشفى تحدث عن إمرأة بالحي بسوء . هذا الحديث أزعج الرجل المخفور .
تقصد دافع عنها ؟
نعم .. هذا ما قاله لي أحد أصدقائي الذي سمع وشاهد كل شيء . سميرة إزدحمت الأسئلة بجمجمتها . ياترى من هي تلك المرأة التي دافع عنها محمد لهذا الحد الذي دفعه لضرب أعز أصدقائه ؟
لن يحظر غداً بالموعد . أعتقد بأن التوقيت كان مناسباً جداً بالنسبة لي . لأني بالفعل كنت مترددة لتلبية طلبه . أنا بالفعل تعبت من كل مايحدث معي . غريب تأصل بداخلي . وإبن عم يهددني ، ومسؤولية الأولاد تؤرقني ، وذكرى زوجي تلاحقني ، رحماك ربي .
في صباح اليوم التالي ذهبت لتشتري الخضراوات من محل الخضراوات القريب من المقهى . سألته عن المشاجرة
قال لها محمد بالسجن وكمال بالمشفى بعد ان أجريت له عملية جراحية . لقد كسر أنفه ، ولن يخرج محمد من سجنه إلابعد ان يخرج كمال من المشفى ويسقط الدعوى المقامة ضده . بهذه الأثناء
إلتفتت سميرة خلفها بعد ان سمعت صوتاً يشبه صوت من قال لها مساء الخير . وإذا بمحمد يقف خلفها بحجة إنه يريد ان يسلم على بائع الخضرة . فرحت كثيراً وأسرعت لبيتها لتضع ما إشترته وتخرج بعد ذلك متجهةً نحو المنتزه . بعد وصولها بدقائق محمد يقف أمامها . إرتبكت ولم تعد تحسن التصرف . قالت له كيف خرجت من السجن وصديقك مازال بالمشفى ؟
لقد تكفل أخي بكل مصاريف العلاج . ودفع مبلغاً كبير ليسقط الدعوى عني . وبصراحة ضابط المركز صديقي من ايام الطفولة
لذلك أخرجني بكفالة . بعد سماع ذلك دخلا المنتزه . كان أول لقاء لها مع رجل غريب . جلسا معاً على ذلك المقعد الخشبي البعيد جداً من مدخل المنتزه . عبر محمد عن إعجابه وتعلقه بها . لكنها إستدركت الأمر قائلةً ؟
مع من كنت تجلس بذلك المطعم الفخم ؟
لم يتردد ولو للحظة وأجابها بكل ثقة . هي زوجتي وأم أولادي ، ودعودتها على العشاء لأنها كانت مريضة جداً وأجريت لها عملية جراحية . وهي الآن بفترة النقاهه
كان جواب محمد صادم بالنسبة لها . ومادمت متزوج لِمَ تطاردني وتعرض ماتعرضه علي ؟
لأنني بكل بساطة ؟
أحبك
تحبني ؟
نعم .. أنا أحبك
وأريد ان أتزوجك
هل أنت مجنون ؟
لا .. أنا لست بمجنون ، أنا مغرم فيك حد النخاع !
لكنك لاتعرف عني أي شيء . كيف ومتى أحببتني ؟
صحيح انا لا أعرف عنك اي شيء ولكني أشعر وكأني أعرف عنك كل شيء . وأنك خلقتي لأجلي .
ماذا .. هل أنت مجنون ، أم إنك زير نساء . أنت لاتعرفني ، أنا لست من النوع الذي تعرفه ؟
انا أم لاولاد ومن عائلة كريمة ، ولاتروق لي فكرة اللهو . وأخاف الله قبل كل شيء .
أقسم لك بالله أني أحبك
طيب .. مالذي دفعني لضرب أعز صديق لي ؟
قولي
لا أعرف
ضربته وبشدة لأنه تحدث بالسوء عنك .
عني انا ؟
اجل عنك انت تحديداً
مالذي رآه عني ليتحدث بسيرتي ؟
قال لي بأنك تخرجين كثيراً من بيتك . وإنك أرملة يسهل على الرجال الإيقاع بك .
هنا جن جنونها
بدأت تسب وتلعن ، وفقدت أعصابها ، وكأنها بركان ثائر . طلب منها ان تهدء ، لكنها كانت كالقنبلة تريد الإنفجار لتدمر كل شيء . تمكن محمد من ان يمتص غضبها . كانت عصبيتها المفرطة مفتاح لسانها المعقود ؟
قالت له أسمعني ؟
أنا احبك أيضاً ولكن كرامتي فوق كل شيء . وأنا لست ككل النساء إن شعرت بأنك تريد اللهو سأمزقك وسأنتزغ قلبي من تحت أضلاعي إذا تمسك بحبك . وأنا احذرك مني
أنا عندما أحب ؟
أحب بجنون وأعشق التملك . ولعلمك عندما أصاب بنوبة العصبية أفقد السيطرة على كل شيء وأهم شيء الا وهو لساني
لاتقل لي لم تخبريني بذلك ؟
انا لست ظل لأي أحد . أنت مازلت على البر ، وعائلتك أولا بك . أنا لا أبني سعادتي على أنقاض سعادة الآخرين . وأنا أرملة وأم لخمسة أولاد ، وإبن عمي يريدني زوجة له ، وهددني بأنه لن يسمح لي بالزواج من غيره وهو ذو سلطة ونفوذ .إن أخترتني تتحمل كل شيء .
وبكل هدوء أجابها بكلمة سحرية جعلتها كنسمة ربيعية هبة على حقل الياسمين لتثير عطره فتعطر أناسه . بنبرة عاشق قال لها ؟
أموت عليك يامجنونة .
وسأتحدى الكون كله لتكوني لي
نظرت إليه وإبتسمت ، ثم رحلت وهي بقمة السعادة .
يتبع
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق
4/1/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق