الغفلة
الكل سمع ان فلان مات، ذهبوا إلى الجنازة نظروا إليه آخر نظرة ثم دفنوه، إن الموت علينا حق، قالها الإمام نظر كل منهم إلى من يقف بجانبه، دقت القلوب وسألوا بعض من عليه الدور وهل جهزنا مؤونة اللقاء، في تلك اللحظة الكل أصابه الفزع لأن لا أحد متأكد من مؤونته وهل تكفي أم يجب أن يضيف لها أكثر .
ثم كل واحد منهم ذهب إلى سبيله كانت لحظة استفاقة، لكن ماذا بعد أن خرجوا من المقبرة وكل واحد منهم ذهب إلى سبيله؟!.
الذين في قلوبهم مرض بعدما أتموا الجنازة خرجوا ورجعوا لحياة الطمع والجشع والأنانية وحب المال والسرقة وشرب الخمر والمخذرات وربما القتل وسفك الدماء كذلك، فقد ذهبوا إلى الجنازة لكي يروهم أنهم رجال صالحون وهم منافقين يكذبون ويلعبون على وتر المشاعر .
هذا ما كان من الصنف الأول أما الصنف الثاني فقد اكملوا الجنازة وترحموا على الميت ودعوا له بالثبات في السؤال وقرؤا بعض السور القرآنية ثم انصرف كل واحد لعمله ولسانه يسبح الله ويحمده ويستغفره ويدعو الله أن يختم حياته بصالح الأعمال وقد قرر أن يساعد المحتاج ويعين من يريد المساعدة ويعمل بالحلال مخافة الله ويصبر على الشدائد والأزمات والمحن ويقول هذا إمتحان من عند الله ليرى مدى إيماننا وصبرنا على البلاء.
ندعوا الله حسن الخاتمة وهدايتنا وهداية كل غافل وارشاده إلى الطريق القويم، فبين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، فإلى متى ونحن غافلون؟، نسينا أننا في اي لحظة راحلون رحلة اللارجوع متى نتغير؟!!!، وماذا جهزنا لها وإلى متى نماطل ونقول غدا سنتوب؟.
هل عرفت متى سترحل لكي يكفيك الوقت لإصلاح نفسك قبل فوات الأوان أم مازلت غافل ؟!!!.
بقلم الأديبة عطر محمد لطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق