الأربعاء، 19 أبريل 2023

قصيدة تحت عنوان{{ كِنَايَاتُ أُمِّي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{توفيق الشطي}}


قصيدة : كِنَايَاتُ أُمِّي

رَغْمَ أنّي طَفِيفُ البَهَاءْ .. 
مَحْدُودُ المَلَامِحِ والأساريرْ ..
وزهيدٌ في الوسامةِ والجمالْ ..
فلقد كنتِ امرأةً وحيدةً ،
من دون  سائر النساءْ ...
تُشَبِّهِين شَعْرِيَ بالحَرِيرْ ..
وتَنْظُمِين في عَيْنَيَّ القَرِيضَ ،
والقصائدَ الطِّوالْ ..

حَتَّى تَخَلَّقَتْ لَدَيَّ ،
 مِنْ شَدْوِكِ المَوَّالْ ..
بِعَذْبِ ذَاكَ المَدِيحِ والثَّنَاءْ ..
كِنَايَاتُكِ ثُمَّ مَجَازَاتُ جَرِيرْ ..

وَعَلَّمْتِنِي 
مِنْ مَحِيكِ روايات الخَيَالْ ..
عن الفاتنات بنات الأمراء ...
عاشقات ابن الفلاح الفقير ..
كيف ينعقد الشوق ،
في الصدر ،
والتشويق في السرد ،
ممتعا ، لذيذا ، منقطع النظير ..
 

وتخَرَّجْتُ في الأخير ..
بفضل تلك القريحة ،
من سلالة الرواة والشعراء ...
لكني استهنت بالنصيحة ،
وأنا الآن شخص غرير ..

فحبيباتي فاتنات ،
فائقات الجمال ..
وجميعهن خرائد وحسان ،
وعددهن كبير ..

غير أن قدر الفطنة عندهن ،
والذكاء  ...
و كذلك حبهن للوسامة ،
والجمال ..
والوجاهة  والسخاء ...
أكثر مما أملك بكثير ..

وأنا ما أدركت ، يا أميمتي ،
إلا بعد فوات  الآجال ..
قدر السذاجة عندي ،
و منسوب الغباء ...
فلقد تركنني كلهن بلا حياء ...
للزواج من سلالة الوالي ..
أو من طاقم السيد  الوزير ..

                     توفيق الشطي 

                   السواسي .. تونس .. 

ليست هناك تعليقات: