الأحد، 16 أبريل 2023

قصيدة تحت عنوان{{ ألا انتهيتِ}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{مريم كباش}}


قصيدة : ألا انتهيتِ 
--------------------------
هديلُ الرّوحِ يسألُ : ماجنيتِ ؟!
أرى يانفسُ ليسَ سواكِ أنتِ
إلى دربِ الغوايةِ تأخذيني
مع الأهواءِ والشّهواتِ مِلتِ
بكِ الأوهامُ تلعبُ مثل طفلٍ
وتتبعك الأماني حيثُ كنتِ
فهل يَلقَى المُعَذَّبُ مايُعَزِّي
فؤاداً قد تَفَجَّرَ بعد كَبْتِ
وهل تُجدِي فتاوى العَفْوِ حقَّاً
إذا جاءتْ إلى العَاصِينَ تُفتِي؟!
أَيَا نَفسِي الشّقيّةُ هَلْ مَتَابٌ
وربَّ الكونِ بالحُسنَى رَجَوْتِ ؟
إلى رُكْنِ العَظيمِ لَجأتُ كُلّي
لأذرف عَبرَتي في كلِّ وقتِ
يعاتبني ويسألني بحبٍّ
لماذا عن نداءاتي ابتعدتِ ؟
فتخذلني الحروفُ ولا تناغي
وتدخلُ في الخشوع عيونُ بنتِ
وأعتزلُ القصائدَ والأغاني
ولا يبقى سوى رسمي ونحتي
وقد بُدِّلتُ بعدَ الصّفوِ همّاً
وباتت ترسمُ الدّمعاتُ صمتي
يراوحُ في مزاجِ البؤسِ جسمي
أخافُ من الذي يوماً سيأتي
فأشعلتُ النّداءَ إليكَ ربّي
وأوقدتُ الدّعاءَ بكلِّ وقتِ
وأخمدتُ القنوطَ بذاتِ صدري
بقنديلِ الرّجاءِ أضأتُ زَيتِي
على بابِ الدُّعاءِ سَفَحتُ دمعي
وناياتُ المخاوفِ عزفُ صوتي
وكم كابرتُ ، كم قاومتُ ضعفي !
ونبضُ القلب يهتفُ : كم ذبلتِ !
دبيبُ الحزنِ يمشي في كياني
على حالي بكت جدرانُ بيتي
إلهي إنّ قلبي في سَقامٍ
وعنك البعدُ يأخذني لموتي
 زجرتُ النَّفسَ أنْ تأتي هواها
عن العصيانِ قلتُ : ألا انتهيتِ ؟!
لعلّ اللّه يشملني بعفوٍ
بمحض الفضل يانفسي سموتِ

________
البحر الوافر 
بقلمي : 

مريم كباش 

ليست هناك تعليقات: