السبت، 21 أكتوبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{ذاك أبي}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{غزوة يونس}}


ذاك أبي
صوت الماء في الجداول
صوت القمح في المنازل
يشعرني بالحنيّة
من شدّة اليتم..تبنّتني القضية
فاحترت في برّها..
وتلك أمّي
تمثال مصلوب بالضّجيج
وعبارة منسيّة
تعبت من طول الوقوف
من برد التخاذل، من حرّ البليّة
تعبت..من ضغط الأصابع
لتشكّل الصمت اللجوج
أهكذا تخلّد القضيّة؟!
وذاك وطني
شارع طويل، محفوف بالأسرّة
تنام الأحلام في وطني فتصحو سبيّة
تنام الأعراس في وطني، الموائد، الزغارد
جمعا ، جمعا
تفرّقه المنيّة
وجدران كثيرة، خلف كلّ جدار قبر
في الليل تطلع الحكايا من القبور
تتجوّل في الطرقات
تتدلّى من النوافذ
تتفقد ذاكرة الأموات
نتعثّر بسردها، نحسبه الجنّية
وذاك عمري
يروح .. يجيء
وجهي محبوك بخيط أعزل
سقفي ملفوف بعقال أمحل
وأمامي دلو كبير
أغسل فيه حصاد المنجل
لا ماء يكفي هنا
لا ماء في الجدول
لا قمح في المنزل
لا أبي هنا ولا أمي هناك
ولا حتى فتات
لنطعم جوع القضيّة!!

الشاعرة غزوة يونس 

ليست هناك تعليقات: