لم تفارق روحها ذاكرتي .
في مساء ذلك اليوم البارد، كنتُ أجلسُ مع أقربائي ونتحدثُ عن صحة جدّتي التي أذلّها المرض. كانت تحتاج إلى العناية الطبية المستمرة وكان جسدها الجميل يعاني الكثير، في حين كانت ملامح وجهها الجميلة تشع بالخير والبركة. بعد ذلك، رن هاتفي فجأةً، فتلقيتُ خبر رحيل عزيزة قلبي، جدتي، التي كانت تعني لي الكثير في هذا العالم. جاء الخبر بومضات من الألمِ الشديدِ في كلِّ نبضةٍ من نبضاتِ قلبي، فبكيتُ الدموعَ وأفاجأتُ بآثارها الواضحة على وجهي المهزوز. أحسست بالألم والنار تحرقُ قلبي. كلما تذكرتُها، انقبض قلبي بشدة وتقطعت نبضاته. كنتُ أشعر بأنني تركتُ وحدي، وأنه لا يمكنُ استعادةَ ما كان. لقد حاولتُ التحمل والصبر وقبلتُ مشيئة الله الواحد الأحد، الذي يحيي ويميت بمشيئته للخلق. لكني لم استطع التخلصُ من شوقي الكبير لها، إذ أحترقتُ من الداخل شوقًا لجدتي التي كنتُ أحبها منذ صغري وانفتقدها الآن. الذكريات مثل جرحٍ قديمٍ يزيل الأوجاع ببطءٍ متناهي، ولكنها لا تفارقني. في ذلك اليوم المؤلم، كان الحزن غير قابلِ للتحمل والألم الجسدي لا حدود له، وعشتُ في عالمٍ من الحنين والوجع. لكنني أشكر الرب على كل ما قدمه لي ومقتنعٌ بأن هذا هو القدر الذي أراده لي ولجدتي، وسنظل نذكرها بأحضانٍ مفتوحةٍ وقلوبٍ خاشعةٍ.
بقلم الكاتب سجاد حسين /العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق