الثلاثاء، 7 نوفمبر 2023

قصيدة تحت عنوان{{يعودُ الضّيَا}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


يعودُ الضّيَا ..

متَى من جَديدٍ يَعودُ الضّيا 
ويطلَعُ فجْرُكَ .. طالَ المساءْ

مَتَى ستزيحُ سحَابَ المآسي
يَعُودُ لأُفْقِكَ ذاكَ الصّفَاءْ

لماذا الزّمانُ عَلَيكَ تجنّى
يمدّ يَدًا بصُنُوفِ البَلاءْ

لمَاذا أرَاكَ كسيرَ الجَنَاح 
كئيبًا لبست السّواد ردَاءْ

وتَغْزو شطوطَكَ أمواجُ قَهْرٍ
وقدْ هَاجَمَتْكَ  جيوشُ الفنَاءْ

يُحَيّرُني فيك هذا  الشُحُوبُ
يُحَيّرُني فيكَ هذا العيَاءْ

وَكَمْ قَدْ سَمَوْتَ على كُرَبٍ
إذا الدّهْرُ جَارَ وجَارَ القَضَاءْ

وَكُنْتَ الرّبيعَ بأزْهارهِ
إذَا النّورُ غَابَ بكهفِ الشّتَاءْ

وَكَمْ بينَنَا قَدْ جَمَعْتَ بعَدْلٍ
كَمَا جُمِعَتْ أنْجُمٌ في السّماءْ

وكمْ كُنْتَ حضْنًا لنا دَافئًا
نسرّحُ طَرْفًا بمرْجِ الضّياءْ

فخِفْنَا مصيرًا رأيناهُ مزرٍ
ولكنّ خوفَ البلاءِ .. بلاءْ

فثرْنا وكنّا  نريدُ  خَلاصًا
هَدَمْنَا وكنّا نريدُ البنَاءْ

أرانا فَقَدْنَا  مَلاذًا وأمْنًا
تُتَعْتِعُنَِا غُرْبَة وَ شَقاءْ

لمَاذا سكتنَا .. لماذا ضَعُفْنَا
فجارَتْ علينَا طُيُورُ المسَاءْ

يُعَادي الرّعاةُ قطيعَ الخرافِ 
معَ الوحشِ .. صاروا لهُ أصدقاءْ

وباعوا ببَخْسٍ ضَمَائرَهُمْ
فباعوا الكَرامَةَ .. بَاعوا الحَياءْ

ورَاعٍ تَجَنّى يخُونُ  العُهُودَ 
رَفَعْنَاهُ .. مزّقَ صكّ الوَفَاءْ

وهاهو يأكُلُ من لحمنَا
ويشْرَبُ من دَمْعنَا والدّمَاءْ

ولَنْ يعْتَريني قُنُوطٌ ويأْسٌ
فلا بدّ بعد الظّلامِ ضِياءْ

وأعْلَمُ أنَّ سَحابَ الهمومِ
غَدًا يَتَوارى ..  يَعودُ الصّفاءْ

تمزّقُ عنكَ وشاحَ الدّياجي
وَتَرْفُلُ في حُلَلٍ مِنْ سنَاءْ

غَدا سوفَ تُشْرقُ شَمْسُ الصَباحِ
تُزيحُ من الأفقِ غيمَ المَسَاءْ

تعود الطّيورُ لأعشاشها 
لأرض السّلامِ وأرْضِ الإخَاءْ

                 رفا الأشعل 

                على المتقاربْ 

ليست هناك تعليقات: