يا بؤسَ قومي ..
هذا الأسى ما كَانَ في الحسبانِ
والهول لوّنَ بالأسى وجداني
صبّ العدوّ على الخيام وأهلها
من حقده نارًا كما البركانِ
هي وقعةٌ ضجّتْ لها أرواحنا
منها أديمُ الأرض في رجفانِ
وسرى أنينٌ في الأثير على المدى
من شرّ إنسانٍ على الإنسانِ
والمسْلمونَ مقسّمونَ طوائفًا
وتقطَعتْ فيهمْ عرى الإيمانِ
يا بؤسَ قومي النّازفاتُ جراحهم
والقهرُ منهمرٌ كما الطّوفانِ
أقدارنا فِتَنٌ وغدر كلّها
إذْ يفتكُ الإخوانُ بالإخوانِ
هلْ دينكم يدعو إلى قتْلٍ وهلْ
يدعو لهُ دينٌ من الأديانِ
إنّ الفؤادَ بنار قَهرٍ يصطلي
أسَفي أضعتم حرمةَ الأوطانِ
أعداؤنا اكتسحوا البلاد وأهلها
وَتنَالنَا أيدٍ لَهُمْ بِهَوانِ
هدموا الدّيار وبعثروا سُكّانَها
شَعْبٌ يبادُ على يدِ الطُّغيانِ
تحتَ الخيام تلمّسوا منجاتهمْ
والموتُ لاحقهم إلى الأركانِ
وإذا المنَايا حاسراتٌ خلْفَهُمْ
تتعقّبُ الأرواح في الأبْدانِ
إنّي المقيّدُ في سراديب الأسى
روحي تشظّتْ والمنامُ جَفَاني
أشقى وغربان النّفاق تحوطني
سَبَقتْ إليّ حوادثَ الأزمانِ
العمرُ أمسى مثل غصنٍ ذابلٍ
هبّتْ عليهِ عواصفُ الأشْجانِ
حزنٌ يمور بخافقي .. ويقول لي
ينسي الأسى حرفٌ وسحرُ بيانِ
رفا الأشعل
تونس (12/06/2024)
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق