{لم أعد عربيًا}
جَاءَنِي أُسْتَاذُ التَّارِيخِ
يَتَبَخْتَرُ گطير الْبَجَعَ
يُلَقْلِقُ وَيَتَكَلَّمُ
وَبِأَمْجَادِ عُرُوبَتِنَا يَتَغَزَّلُ
وَأَنَا أَسْمَعُ
وَأَسْمَعُ
وَأَدْمُعٌ
وَأَتَوَجَّعُ
وَأَشْعَرَ إِنَّ جِدَارَ قَلْبِي يَتَدَاعَى
وَإِنَّ جُيوشَ أَنْفَاسِي
أَمَامَ رَابِطَةِ جَأْشِهِ تَتَقَهْقَرُ
مُتَبَاكِيَةً عَلَى مَجْدٍ مَضَى..
متألْمَة
..... 2
قُلْتُ:
لَمْ أَعُدْ عَرَبِيًا
بَعْدَ هَذَا السُكَاتْ
لَقَدْ خَرَجْتُ عَنْ الثَّبَاتْ
يَا أُسْتَاذِ تَارِيخِ أَزْمَانِنَا الْعَابِرَاتِ
الْمُتَقَلِّبَاتِ
اِقْرَأْ وَاُكْتُبْ عَنِ الْبُطولَاتِ
وَخُضْ مَاشِئْتُ مِنَ الْفُتُوحَاتِ
وَحَارَبَ بِسَيْفِ كِتَابِ تَارِيخِكَ
طَوَاحِينَ الْهَوَاءِ
وّاضْرب بِحَدِّهِ رَقْرَقَات المَاء
وَاِشْرَحْ عَنْ مَجْدِنَا الضَّائِعِ
مَا شِئْتُ مِنَ الرَّوَائِعِ
وَمِنْ حِكَايَاتٍ أَسُلَاَّفَنَا اِنْتَقِي وَاِجْمَعْ
وَكُنْ ذَاكَ الْفَارِسِ الْعَرَبِيِّ الْمَارِدِ
وَلَا تَرْكِعْ
وَكُنْ عَلَيْهُمْ مُؤْتَمَنٌ
لَكِنَّ...
بِأمَانَةٍ أَقُولُ لَكَ
جَمِيعَ مَا مَضَى
أَصْبَحَ مِنَ الْعَدَمِ
....... 3
تَوَقَّفَ قليلًا وَتَمَهُّلٌ
وَاُنْظُرْ حَوْلَكَ مَا يَحْصُلُ
فَكُلَّ شَيِّئْ يَا أُسْتَاذِي
فِي عَصْرِنَا هَذَا قَدْ تَبَدَّلَ
فَالْبُطولَاتِ دَاخِلَ كُتُبِ التَّارِيخ
لَوْ حَفِظَنَا حُروفُهَا
وَخَتَمَنَا أجْزَاءَهَا بِتَمَهُّلٍ
وَعُدْنَا نُكَرِّرُ قِرَاءتَهَا
مِِئََة مَرَّةً مِنَ الْأَوَّلِ
لَنْ تُعِيدَ عِزَّةُ عُرُوبَتِنَا وَلَنْ تَنْفع
وبالنَبْرَة العَالِيَة
أُذُنَ تَارِيخُنَا
لَنْ تُصْغِيَ لِصَرْخَاتِنَا
وَلَنْ تَسْمَعَ
وَأَمْجَادَ زَمَانَنَا الْغَابِرَ
لَنْ يَعْتَلِيَ صَهْوَةُ خَيْلِ الْبَرْقِ
وَإِلَيْنَا يَرْجِعُ
لِيُرْقِصُ بِسَيْفِهِ فِي الْمَيْدَانِ
رَقْصَةَ النَّصْرِ الْمُحَتَّمِ
.......4
يَا أُسْتَاذِ الْوَهْمِ
إِنَّ جَسَدَنَا قَدْ أَصَابَهُ الْوَهْنُ
وَلَا يَسْتَطِعْ أَْنْ يُدْخِلُ نَفَقُ الزَّمَنِ
وَيُخْرِجُ مِنْ كُوَّةِ الْجِدَارِ
إلى عَالَمِ الْأَقْدَار
لِيَجْمَعُ شَتَاتُ الْفُرْسَانِ
وَيَخُوضُ الْحُروبُ
مَعَ الرُّومَانِ وَالْمَغُولِ والتَّتَار
كَمَا الْأَوَّلَ
فَكُلَّ شَيْىءٍ قَدْ تَحَوَّلَ
فَخُيُولَنَا الْآنَ أَصَبَّحَتْ لِلْمُرَاهِنَةِ
وَتُسَاقُ لِمَنْ يَدْفَعُ لَحَجْفَلَتِهَا أَكْثَرَ
وَفِي مَيْدَانِ النِّزَالِ
لَا تَعَدْ تُهَمِهِمُ
وَلَا تَعَدٍّ تَصْهَلُ
فَشَمْسَ عُرُوبَتِنَا قَدْ آفَلَ
وَقُرْصَهَا الْمُجَنَّحَ
تَقَيَّحَ
وَتُورَم
......5
يَا أُسْتَاذِ الْهَذَيَانِ
يَا أَيِّهَا الْفَارِسَ الْمِقْدَامَ
إِنَّ نِصَابَ سَيْفِنَا
قُطِّعَ كَفُّهُ وَاِضْمَحَلَّ
وَغِمْدَهُ النَّابِضَ لَانَ
وَبَهَتَ قَلْبُهُ وَتَهَلْهَل
وَعَبَسَةَ نِصَالِهِ أَصَابَهَا اُلْهُوَان
لَمْ تَعُدْ أَمَامَ الْغَزَاةِ تَلْمَعُ
وَتُزَغْرِدُ وَتُهَلِّل
بَعْدَ أَْنْ وَشَمَّتْ جَبِينُهَا بِالْعَارٍ
أَبَالِيسَ الْخِذْلَاَنِ
فَكُلَّ مَا تَحْلَمُ بِهِ شُعُوبُنَا الْآنَ
يَا أُسْتَاذِ تَارِيخِنَا
هُوَ أَْنْ تشْرِبُ مِنْ مَنْبَعٍ
بعيدًا عَنْ مَشْرَبِ الْمُسْتَنْقَعِ
وَتُحْظَى بِرَغيفِ خُبْزٍ
لِتَطْعَمُ أَطْفَالُهَا كَيْ تَشْبَعُ
وَخَيْمَةً لِتَسْتُرُ مُؤَخَّرَتُهَا المُشَرَّعة
فَاعْطِني كِتَابَ التَّارِيخِ
بِمَا يَحْتَوِيهِ مِنْ مُعَارِكٍ
وَقَبَائِلٍ
وَأَعْرَاقٌ
لِنُحْرِقُهُ
لِنُشْعِرُ ولو قليلًا
بِالدِّفْءِ مِنَ الْأَوْرَاقِ
بِفَصْلِ جَلِيدِنَا الْمُوجِعِ
وَلَا تَسْأَلْ عَنْ رَبِيعِنَا
فَقَدْ أَزْهَرَ نارًا وَدَمًا
فَاتِرَكَ تَدْرِيسَ التَّارِيخِ
وَاُدْعِ اللهَ لِكَيْ يُعَيِّنَهَا وَيُعَيِّنَنَا
وَتمَوْضَعَ قُرْبَ نَاصِيَةٍ
مَعَ بَسْطَةِ بِطِّيخٍ
لَعَلَّهَا لَكَ أَجَدْرٌ وَأَنْفَعُ
فَأَمَّتْنَا الْآنَ
مُغْتَصَبَةٌ
مُشَرِّدَةٌ
مُنْهَزِمَة
مُنَكَّسَةُ الرَّأْسِ ...
مُحَطِّمَةٌ
بَعْدَ أَْنْ كَانَ جَبِينُهَا
كَطَائِرِ ( الرُّيخَّ )
يُعَانِقُ نَجْمُ الْمِرِّيخِ
وَيَتَلَحَّفُ السَّدِمُ
• علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق