( هلوسات وأحلام يقظة )
ذات مساء , كنت مستلقيا على سريري , وعيوني شاخصة , تتفحص سقف غرفتي , هلاوس وأفكار كانت تعبث بيّ وبرأسي , تطير كأنها عصافير ونجوم , وأنا أسبح بينها عائما في بحر أفكاري , أقلب صفحات حياتي التي مرت بسرعة دون أن أشعر بها , تارة أكون حجارة بيد ثائر , وأخرى أنتقد فيها نفسي وحظي في الدنيا العاثر , أود لو أنني أستطيع أن أنقذ ذلك الملاك الصغير من بين الانقاض , لكنني كنت أخرج في كل مرّة منها , مخذولاً خائفاً خالي الوفاض , أحيانا أرسم قلبا وسهم , وأعانق حبيبا صنعته من خيالي والوهم , وأعيش حياتي من غير همّ , لكن ذلك حتى في أحلامي , لم يتم , فعلى أعتاب الخيال , كل شيء مباح , حتى المستحيل ممكن , لكنني منه لم أتمكن , وفِي مُحاولةٍ مني للخَلاصِ مما كنت أعانيه , دهست أفكاري وأوجاعَي بقدم النِّسيان , أخرجت ذاكرتي من رأسي فأحرقتها كي أتدفئ بها , وبينما كانت الافكار تحترق , كنت أنا أختنق , وكانت تلك هي النهاية .
هيثم الزهاوي/ العراق
الأحد، 17 نوفمبر 2024
نص نثري تحت عنوان{{هلوسات وأحلام يقظة}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{هيثم الزهاوي}}
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق