حقيقة الدنيا
الليل يبتلع الغروب
والشمس يطويها الإياب
ولقاك جرح في الهوى
يرمي الخطوب بلا عتاب
دنيا تقتضينا سدى
والروح تركض في ارتياب
كالنفس يخدعها الصدى
والقلب يرجو لها المتاب
وسألت نفسي لم أنا
من غربة إلى اغتراب
قد تهت في بحر الضنا
ظمآن يبحث في سراب
والعمر يطويه الفنا
ويطوي ريعان الشباب
والحلم يبني بالمنى
أوهام ناطحة السحاب
تزهو على متونها
طيوف آمانيه العذاب
وفي شفاه الذكريات
تساؤل بلا جواب
إن الحياة سفينة
نبنيها في بحر الخراب
والعمر ربان لها
مسافر بلا إياب
يمضي مع أيامه
نحو الجنائز في الذهاب
وكل وقت ينقصي
يصير من ذكرى الحساب
فسفينة الدنيا ترى
ترسو بنا تحت التراب
ترمي بنا تحت الثرى
إلى محاجر الغياب
مجردون من الحلى
ومن القصور والقباب
فاعمل بدنياك بما
ينجيك من هول العذاب
واسلك سبيل الصالحين
لتفوز في دار الرحاب
بقلمي عبد الحبيب محمد
ابو خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق