السبت، 21 ديسمبر 2024

قصيدة تحت عنوان{{جبلٌ هواي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الطائي}}


( جبلٌ هواي ) 
معارضة مقدمة غزلية لابي تمام الطائي
بقلمي : جاسم الطائي 
---------------------------- 
دارَت رحى الأيّامِ وهي تَجهَّمُ
والرّكبُ ناءٍ والحوادثُ ظُلّمُ
ولقد أرى الآفاقَ تأكلُ بعضَها
وبغفلةِ الغافي رمَتكَ تبَرَّمُ
حتى أتتكَ من الدوائرِ صولةٌ
فاسْتَزأرَتْ ما كادَ منها يَهجمُ
بانَت فغطّى الربعَ في قفراتهِ
مجرى الرحيقِ سمومُها والعلقمُ
أتقُدُّ ثوبَ الحسنِ من جنباتهِ
والزهوُ فيكَ يضوعُهُ ذا المَعلَمُ
وأنا وهذا الوجدُ حطّ برحلهِ
وأناخَ عند الخافقين يُدمدِمُ
ناجيتُ أنفاسَ الهوى من طيفِها 
إذْ ما أطَلّ فقلتُ أنتَ الملهمُ 
هذا عذابُ البينِ أرَّقَ خافقي
فانظُر مراسيلَ الهوى، لو تعلَمُ
منكَ الشفاعةُ حين تنقُلُ عبرَتي
طيّ القوافي وهيَ كم تتألّمُ
فتعودُ أدراجَ الصدودِ تؤُمُّهُ
ويرى بشاشَتَها بَدَت فيُهمهمُ
فإذا أشارَت باللحاظِ هنيهةً
ألقاً فكيفَ بها إذا تتحوَّمُ
أرجو فتسلو والنواظرُ أعرَضَت
فإذا بعينَيْ خافقي تستسلمُ
وهي التي تُرخي حبائِلَ حُسنِها
لأرى الزمانَ بضوعهِ يتكلّمُ
فامدُدْ جناحَ الخفضِ ما دامَ الهوى
واحذَرْ لنائبةِ الصّدودِ تبرَّمُ
ما لي أراهُ على فيوضِ سخائهِ
ليصولَ صولاً في الفؤادِ فيَهزِمُ
ويفيضُ بي ما ليسَ يسهلُ ردّهُ
جبلٌ هوايَ وإنني لمتيمُ
------------------

جاسم الطائي 

ليست هناك تعليقات: