قصة قصيرة
استبداد
عندما خرج من باب قسم الشرطة كان قميصه المهترىء البالي قد فقد جميع أزرته.
وعندما استدار كان على قفاه طبعة من الغبار مرسومة على شكل حذاء من جراء ركلة تلقاها أثناء خروجه.
كان الرجل الاربعيني الذي يشكو من مختلف الأمراض منها السكري وضغط الدم وعدة تجلطات قديمة وحديثة.
يبدو كما وأنه في الثمانين من عمره،
لكنه كان مبتسم إبتسامة سخرية بالرغم من كل ماحدث.
سار حتى اختفى في السوق الشعبي القريب.
لقد كان صعوده من غابات الجبل القريب هو الحل الوحيد كي يصل إلى السوق الشعبي البعيد جدا من أقصر طريق.
حتى لو كان الصعود مرهقا،لكن ربما يفيده أيضا بإنزال السكر في جسده السقيم.
لكن لابد من شراء (ربطة الخبز لكوم اللحم في المنزل) وإلا من يحضرها وأن حكمة الله ألايرزقه بأولاد إلا وهو في الأربعين ليقول له (تريد أولاد..حسنا خذ ياعبدي من التوائم كما تشاه).
ولابد أيضا من رؤية المشاهد المزعجة التي تفرض عليه في الطرقات،فيحوقل ويستغفر ويغض بصره عن مشاهد الفجور.ويردد دائما:
-الله يستر على بنات الناس؟
كان قسم الشرطة في قمة الجبل يطل كاشفا أسفل الأشجار.
مستقر في مقدمة المدارس والبيوت السكنية ،
أطلق على الجبل تسمية " جبل العشاق "من قبل طلاب وطالبات المدارس.
هناك تكثر القطط الشبقة والكلاب الضالة،
يستطيع كل شاب الوقوف مع فتاته وراء شجرة صنوبر ساترة أجسادهم العلوية وكاشفة سيقانهم لحد الركبة.
(غير مهم طالما أن الوجوه مخفية)فلن يتعرف عليهما أحد،
هناك يتبادلون القبل وما بعدها إن أتيحت لهما الفرصة،لقد كانت كثرة الطلب على شجر الصنوبر جعلته طقوس للعشاق.
وكان أسهل من البحث عن بيوت للإيجار .
عندما استوقفه رجل الشرطة أثناء مروره من أمامه محني الظهر من قسوة الفقر وارتفاع الجبل ،كان قد ضحك ساخرا.
قاده إلى رئيسه..طلب بطاقته الشخصية ووجه إليه بعض الأسئلة وقام بتدوينها.
كان الرجل لايزال مبتسما:
سأله رجل الشرطة بغضب :
- لماذا تبتسم ؟
قال :
-اريد أولا أن أسألك أنا سؤالا واحدا يا سيدي حتى لو كان فيه بعض الوقاحة؟
قال :
-اسأل ..أرني ماعندك يا هذا؟
-الآن ومع كل مشاهد الفجور في الجبال والطرقات التي تحدث في العلن لم يريبكم
سوى مرور رجل أربعيني يصعد الجبل يوميا لشراء (خبزات الأولاد )ههههههه؟
ضحك رئيس الشرطة وقال :
- لا بل احضرناك لنكرمك على وقاحتك هذه وبعدها ....ربما ...تتابع طريقك .
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق