تأمّلْ
رَمَوْنا في القُمامَةِ كَالزّبالَهْ
فَصِرْنا في الوُجــودِ منَ الحُــثالَهْ
خَشينا فاستَبَدَّ بِنا ضِباعٌ
مِنَ الحُكَّامِ في وَطـــني سُـــلالَه
أَرادوا أَنْ نَكونَ لَهُمْ عبيداً
إذا أَمَــــروا أَطَعْـــناهُم جهـــالهْ
وَإنْ نَحْنُ انْتفَضْنا أَوْ عَصينا
رَمَوْنا في السُّــــجونِ بِلا عَدالهْ
فَقُلْ للْحاكِمينَ كفى احْتِقاراً
وَظُــــــــلْماً للرِّقابِ وَلِلأَصـــــالهْ
تَرَكْنا الجَهْلَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ
وَفَوْقَ رُؤوسِنا سَـقَطَ البِــناءُ
هُبوطٌ لَوْ كَشَفْتَ الغَيْبَ عَنْهُ
سَتُدْرِكُ أنَّ مَصْـدرَهُ الغَــــباءُ
أَحَطَّ عُقولَنا شَرْقاً وَغَرْباً
فَما سَـــلِمَ الرّجالُ ولا النِّــساءُ
وَهذا الحالُ أَرْضعنا المآسي
ومِنْ نَكساتِهِ انْتَشَرَ الوَبـــاءُ
وَمَنْ لَمْ يَجْتَهِدْ بالعِلْمِ كَسْباً
تَحَكَّمَ في تَفَــــكُّرِهِ الــــهُراءُ
مَتى بالعِلْمِ تَرتَفِعُ الرُّؤوسُ
وَتَشْفى منْ وَساوِسِها النُّــفوسُ
مَتى التّعليمُ يَمْنَحُنا طُموحاً
فَتَرْقى في مَدارِسِــنا الدُّروسُ
ألَيْسَ العَيْبُ أَنْ نَبْقى شُعوباً
تُسَيِّرُها الوَساوِسُ والنُّــحوسُ
سَقَطْنا في الحَضيضِ وَكانَ عاراً
تَدَنَّتْ منْ مساوِئهِ الرُّؤوسُ
وفي حاناتِنا كَثُرَ السُّكارى
وَزادَتْ منْ تَدَفُّقِها الكُــــؤوسُ
أَبَعْدَ المَجْدِ نُصْبِحُ كاليَتامى
أَمِ الحُكّامُ قَدْ زادوا انتِـــقاما
نُساسُ كما يُريدُ لنا الأَعادي
وفينا النّاسُ قَدْ فقَدوا الكَـلاما
تَأمَّلْ ما تَراهُ وَكيفَ يَجْري
سَتُبْصِرُ حينها الدُّّنْيا ظَــلاما
شُعوبٌ تَرْتَقي ليْلاً نهارا
وَأُخْرى فاقَ ساسَـتُها اللِّئاما
ألَمْ تَرَ بالجَزائِرِ ما رأَيْنا
وَما سَنراهُ وَيْلاً مُسْــتَداما
علينا أنْ نَعودَ إلى الكِتابِ
على أُسَسٍ تَقودُ إلى الصَّـوابِ
وَبالتّعْليمِ نَبْني جَيْلَ عِلْمٍ
فَنَنْهضُ بالطّفولةِ والشَّــبابِ
وَإنْ نَحْنُ اسْتَبَدَّ بِنا التَّدنّي
سَنَُصْبِحُ في التَّمَـلُّقِ كَالكِلابِ
وما الإِهْمالُ للتَّعْليمِ إلاّ
هروبٌ بِالشُّعوبِ إلى الخَرابِ
فقُمْ بالمُستطاعِ لعَلّ جَيْلاً
سَيأْتي بالفلاحِ من الكِـتابِ
محمد الفاطمي الدبلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق