الأحد، 16 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{روحٌ مسروقةٌ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"روحٌ مسروقةٌ"

في الممرّاتِ الضّيّقةِ،
حيثُ يقتاتُ الظلُّ على بقايا الضّوءِ،
ويبتلعُ الصّدى صوتَهُ قبلَ أنْ يُولدَ،
هناكَ روحٌ تَسيرُ بلا أثرٍ.

الأبوابُ المفتوحةُ ليستْ حُرّيّةً،
والنوافذُ لا تَهَبُ الرّيحَ
إلّا لِمَن لا جَناحَ له،
والطّرقاتُ لا تَحفَظُ آثارَ
مَن لا وَطنَ لَهم.

هناكَ جَسدٌ يَنزلقُ بينَ أضلاعِ الغيابِ،
سَرَقوا الرّوحَ وأبقَوا الجَسدَ شاهِدًا،
وصاغوا من أنينِها نشيدًا
يردّدهُ الفراغُ.

هيَ صَرخةٌ اختنقَتْ في حَنجَرَةِ الصَّمتِ،
لا هواءَ يَكفي لامتلاءِ الرّئتَينِ،
ولا ماءَ يَروي العَطَشَ الّذي امتدَّ عبرَ الزَّمَنِ.

في المَعابدِ الّتي لا تُصلّي،
في الكُتُبِ الّتي لا تُكتَبُ،
في العَزفِ الّذي لا يَسمَعُهُ أحدٌ،
كانتْ أثرًا يتردَّدُ بينَ الأصداءِ.

تَبحَثُ بينَ وجوهٍ عابِرةٍ،
تُنقّبُ في نُدوبِ الأيّامِ المُتهالِكةِ،
تحاولُ أنْ تَستَعيدَ صوتَها،
لكنَّ الصَّدَى كانَ أسرعَ منها دائمًا.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: