(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"مابعد الموت "
السجين
-١-
كان الطفل في السادسة من عمره، مشى في الممر وكانت ثيابه صيفية خفيفة بالرغم من شدة البرد والأمطار والرياح في الخارج.
كان لمروره فتنة عجيبة ،وذلك الشعور الذي يفتننا بالأطفال، حتى وصل إلي وتوقف مطل علي ،وماأن نظر متفرسا في تقاسيم وجهي حتى عرفت في البداية تلك الثياب ،وعرفت على الفور بإنها ثيابي التي تعود إلى عام ١٩٧١ على وجه التقريب،وأنا أعرفها ..أعرفها جيدا، نعم إنها ثيابي في ذلك الزمن.
أما عندما جلس إلى جانبي حينها فقط تأكدت بأنه ..أنا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جميل جدا أن أسافر مع نفسي هذه المرة، لست بحاجة إلى أي تعارف جديد.
مع نفسي سأسافر ،نعم ،وأنا لاأعني بقولي هذا أن أخلو بنفسي ،لكني كنت بالفعل مع نفسي ؛وهذه هي نفسي تجلس إلى جانبي، نتحدث ونتسامر في رحلة الليل الطويل ،مع هطول الأمطار التي كانت تقرع سقف الحافلة وتضرب نوافذها بالحجارة الماسية.
كان عمرها-أي-نفسي كما قلت في البداية و في تلك المرحلة العمرية ست سنوات أو أقل بقليل،وكنت أرتدي الثياب ذاتها التي تظهر بها نفسي الأن ، السروال الأحمر القصير ذو الحمالات على الكتفين.
لكن الحديث ونبرات الصوت كانا أكبر من ذلك العمر بكثير ،أن الخبرة تتجاوز الخمسين عاما.
ياترى إن كانت تلك هي روحي ؛ أانا حي الأن ،أم ميت!!
أخرجني من تساؤلاتي عندما قال :
-مارأيك برحلة عبر الزمن لنرى حالنا في المستقبل البعيد؟
رديت بدهشة:
-وأنستطيع ذلك ؟
-بكل تأكيد.
إستمر حديثنا حتى وافقته أخيرا، وافقت نفسي على العرض المغري وهو رحلة بعيدة جدا عن هنا لأرى ماذا سيكون حالي في مستقبلي البعيد جدا، وأين ستكون روحي ،في أي جسد ، ومن ثم نعود .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم أشك للحظة بأن كل ذلك كان في سجن ،لقد كان أجمل حتى من شقتي .
طراز لأحدث الأثاث والديكور والنقوشات والستائر ووسائل الترفيه؛كل ذلك كان في غرفة واحدة.
وبالفعل أن ذلك في الحقيقة ماهو سوى سجن.
تجولت بنظري في أنحاء الغرفة الضيقة ،الكنبة الثمينة، طاولة الطعام ..والستارة التي تحجب سرير النوم عن الأنظار.
أضأت شاشة موبايلي للتأكد من الزمن وكان تاريخ اليوم هو ٢٠٤٩٩،لقد إبتعدت بي كثيرا يانفسي .
أزحت ستارة السرير لأجدها مستغرقة في النوم ،فتذكرت ماحدث قبل قليل ،تأملتها جيدا ؛إنها فتاتي الريبوتية "شوزي ".
" وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق