-أثرُ العطاءِ-
-إذا ما الدهرُ حطَّ عليكَ سطرا
فكن للخيرِ مفتاحاً وذرّا
-وزِد في الناسِ معروفاً وبِرّا
تكن نَجماً يُضيءُ الدربَ فجرا
-وكن عوناً لمن يرجوكَ صبرا
وأشعل في دجى الأيامِ نورا
-فكم غادٍ توارى تحتَ تُربٍ
وما أبقى سوى الأخلاقِ دثرا
-فخذ للدربِ زاداً من سجايا
تُخلِّدُ حُسنها دهراً فدهرا
-وكن للضعفِ بلسمَ كلَّ جُرحٍ
وكن للناسِ في الآلامِ سِترا
-فكم من بسمةٍ للروحِ تبني
جداراً في الأسى يُدنيكَ قصرا
-وكم من كلمةٍ رقَّت فأحيت
قلوباً قد غدت صخراً وصحرا
-فلا تحيا بلا وِدٍ وخيرٍ
ولا تمضِ وتتركَ في الورى شرّا
-ستمضي ثم تبقى في الليالي
حديثاً يُروى إشراقاً وفخرا
-فلا تبخل إذا ما جادَ وقتٌ
بفرحٍ أو بعونٍ يُجبرُ الكسرا
-وإن جارَ الزمانُ فكن جريئاً
ولا تخشَ الخُطوبَ ولا تَفِرَّا
-فبالعزائمِ تعلو كلُّ نفسٍ
وتحيا في المدى مجداً وعُمرا
-فصُن ذكراكَ بالأفعالِ تُزهرُ
وتُبقي عِطرَها في الناسِ نشرا
-فما الأرواحُ إلا بعضُ نورٍ
يضيءُ إذا ملأتَ الدربَ خيرا
-فإن سارت خُطاكَ لدارِ فقدٍ
فلا تخشَ الرحيلَ وكن صبورا
-فكم مرَّت على الدنيا وجوهٌ
وغابوا غيرَ أنَّ النورَ أجرى
-يُخلِّ دهُم بأفعالٍ عظامٍ
ويبقى ذكرُهُم حُلُماً ونُدرا
-فكن نهراً وكن غيثاً وعيشاً
لمن ضاقت به الدنيا وأضرى
-وإن حلَّ الرحيلُ فدع صداكَ
يُرَدِّدُهُ الأنامُ سناً ونورا
-فما الإنسانُ إلا بعضُ أثرٍ
إذا ما غابَ يبقى الدهرَ ذكرا
-فازرع في القلوبِ ودادَ حُبٍّ
وسِر في الناسِ مصباحاً وفخرا
-وإن طالَ المدى فاللهُ يُبقي
جميلَ الفعلِ للإنسانِ ذُخرا
صفوح صادق-فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق