الأربعاء، 23 أبريل 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
         بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
             يدك
              -٣-
   

تسللت يدي ببطء لتستقر فوق يدها التي كان 
ملمسها كملمس الحرير ،كانت دافئة بحيث 
أخرجتني من جو الوحشة والوحدة،
بقيت يدها فوق قلبي بينما يدي ترجوها بأن تطيل   
البقاء ، ثم بدأت لغة جديدة لم أكتشفها 
سوى في ذلك اليوم ..هي لغة اليدين ،
نعم..وهي لغة أجمل بكثير من لغة العيون المباشرة،
وقراءة ماتقول ،فأن تلك اللغة أبلغ بكثير  ..أنها
 لغة اللمسات ..وجس النبضات،
فكرت في أن أستدير وأن أنظر خلفي لأرى وجهها 
الذي كشفت عن جمالة تلك اليد ،نعم.. إذا كانت يدها
بهذا الجمال فكيف سيكون وجهها ..وقوامها..و..
صوتها ،
لكني لاأعرف ماذا ستكون نتائج إستدارتي و
نظرتي التي قد تكون ليست في صالحي ،قد 
تغير النظرة ذلك الوضع ..وماحصلت عليه الأن،فلماذا الطمع بأكثر .
فبقيت أتساءل ؛ياترى من تكون ..وماهو مبتغاها..
هل تعرفني ..أم أنه لقاء عابر ،هل ..يمكن أن تكون
هي ..لا..لا مستحيل.
رفعت يدها ..تأملتها..كانت بيضاء ..لامعة..تزينها 
الكثير من المزايا الربانية والدنيوية كبعض النقاط السودا "الشامات"..التي زادتها جمالا.
والخاتم الذهبي وطلاء الأظافر ،رفعت يدها ..
وضعتها على وجهي كما وأني أتبارك بها ،فأستنشقت رائحتها الجميلة الممزوجة برائحة عطرها ولأني لاأراها 
ذلك منحني الجرأة والتمادي إلى تقبيلها 
على باطنها ،إرتعشت خجلة ..تكورت ..بقيت 
على قبضة لبرهة من الزمن بينما أنا لاأجد 
أي طريقة للإعتذار ،فتحت تلك الأصابع من جديد 
فبدت مثل الزهرة عندما تتفتح..سبحت على 
صدري ..إرتفعت ووقفت أمام وجهي ثم قامت 
بحركة عتاب ولوم وتحذير من تكرار ذلك الفعل 
ثانية وإلا غادرت بلا عودة ،
أمسكتها بكفي المرتعشتين معتذرا ..متوسلا أن 
تقبل إعتذاري، أخيرا قبلت إعتذاري وعادت للتجول 
مرة أخرى فوق صدري ثم حطت ثانية فوق 
قلبي.. فعانقت يدي يدها من جديد.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أفاقت اليد فجأة من نومها مذعورة كما وأنها قد
أفاقت من حلم مزعج عند وصول الحافلة إلى
مقر شركتها في عمان .
تركت قلبي وغادرت من بين فتحتي المقعدين  تاركة الدفء ،أضيئت جميع أضواء الحافلة ..
فتحت أبوابها ..صعد السائق درجات الحافلة  
ومن على بابها قال لي :
-الحمد لله على السلامه أستاذ ..تفضل؟
وقفت ..نظرت إلى المقعد الذي خلفي مباشرة 
لكني لم أرى أحدا ..تجولت بنظري في جميع 
المقاعد الخالية من المسافرين بينما السائق ينظر
إلي بإشفاق ثم كرر قوله :
-تفضل ياأستاذ؟
ثم نزل ،
نزلت درجات الحافلة كانت المضيفة تقف إلى 
جانب السائق وقالت :
-الحمد لله على السلامة أستاذ ؟
-الله يسلمك .
ثم قلت :
-أين بقية المسافرين الذين كانوا معي ؟
صمتت المضيفة لكن السائق قال :
-لقد غادروا؟
تركتهم مغادرا وكنت كلما نظرت خلفي أراهما 
لازالا يتابعاني بظراتهما المشفقة حتى إبتعدت .

"يتبع..."

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: