*** الـــشعر ***
الشعرُ تاجُ الفارسينَ وصولةٌ
و به الممالكُ شيِّدت والمدائنُ
وبه المسالكُ تُقطعُ الأزمانَ في
عزفِ القلوبِ وزهوِها والمواطنِ
الشعرُ لا يخشى القيودَ ولا العنا
يمضي كطوفانِ الجبالِ الراسنِ
وسُلطانهُ برقٌ وعصفٌ جامحٌ
لا يُختزلْ في جرّةٍ أو ساجنِ
يستدعيَ الموتى ويوقظَ حلمَهم
و يعيدُ أنفاسَ الغيابِ الكامنِ
لغةُ الهوى، وجراحُنا، وأنينُنا
و سكونُنا وجنونُنا وتأنُّنِ
ما الشعرُ إلا رجعُ روحٍ حُرّةٍ
أبصرتَها فوقَ الزمانِ تطاحنِ
ما الشعرُ إلا بوحُ حبٍّ خافقٍ
أو دمعةٍ سالتْ بسكبِ المحزنِ
أو زهرةً نبتتْ بأحجارِ الأسى
أو نخلةً عاندتْ عصفَ الزمنِ
أو صرخةً خرجتْ من القلبِ الذي
لم يلتفتْ يوماً لصوتِ الطاعنِ
يا سائلي عن سرّنا في قولِنا
الشعرُ خلقُ الخالدينَ الخالدِ
من لا يُحبُّ الشعرَ في أعماقهِ
لم يُبصرِ الدنيا بعينِ الشاهدِ
أ. محمد الصغير الجلالي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق