الثلاثاء، 29 أبريل 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
         بقلم 
   تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
              يدك 
              -٥-              

بسبب  ظلام الحافلة لم أستطع تمييز ماورائي ،لربما
تكون قد رأت ماأفعله بمرآتي ثم أخفت نفسها إلى
الأسفل ،أو اخفضت رأسها ،أو حتى تكون قد 
تركت المقعد كليا وذهبت بسرعة قبل أن ترتفع مرآتي.
فقد كان مقعدها خاليا تماما ،لكني رأيت من 
مسافة ليست ببعيدة طفلة في حوالي السادسة 
من عمرها كانت تمشي ببطء فوق مساند المقاعد 
باتجاهي ،وكانت تستند بيديها في سقف الحافلة
أثناء سيرها فبدت كما وأنها ملتصقة به كالعنكبوت. 
كانت ترتدي فستان السهرة الأبيض الخاص بحضور حفلات الزفاف ،وكان فستانها جميل جدا
بالرغم من بعض البقع الحمراء التي كانت تلوثه 
ربما كانت طعام أو كاتشب أو أحمر شفاه وماشابه.
لمحت بعض الوجوه البعيدة الغير واضحة القسمات 
بسبب العتمة أو لسبب أني أراها من خلال إنعكاس
المرآة.
ماكادت الطفلة تصل إلى مسند مقعدي حتى رأت
المرآة بيدي وعلمت أني أنظر إليها حتى أستدارت
عائدة من فوق المقاعد وبنفس الطريقة العجيبة مصدرة صوت خشخشات. 
أنزلت مرآتي وأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة من الحظ
السيء ،وتذكرت قولي لصديقي "ماجد "الذي كان السبب في عملي هذا و"تجربتي" الجديدة ،القول 
الذي أكرره دائما حتى مل هو من تكراره " أنا طول
عمري خايب "
أو "أنا حظي سيء في الدنيا لاتمشي معي حتى 
لا يؤثر ذلك على حظك أنت أيضا، بحيث تنتقل العدوى إليك"
هذه المرة تأكدت فعلا من حظي ..وخيبتي ،لماذا 
لم أنظر إليها من البداية..لماذا لم أقف وأنحني 
وأحيها وأقبل يدها ..لماذا تهاونت بكرم  القدر 
وعطاؤه.
لماذا لم أستغل مبادرتها مهما كانت النتائج ..كم 
أنا رجل سطحي ، 
ربما تكون قد إعتبرت ذلك عدم إكتراث لها 
أو سخرية منها وإبتعدت ...لا..لا..أنا لاأحب ذلك 
الاحتمال ،
مرت الدقائق بطيئة جدا،
شعرت بالضيق ،أمسكت بمرآتي ..رفعتها ثانية،
تفاجأت بوجه الطفلة خلفي مباشرة تكاد أن تلمسني ليكون وجهها 
متضحا تماما هذه المرة في المرآة ،كانت دموعها
تنهمر بغزارة مبللة وجهها وكان فمها ملون بالأحمر
أيضا،
أنزلت مرآتي  ..إستدرت واقفا ،لكنها كانت هي  أيضا قد إستدارت كالعادة وذهبت بنفس 
 طريقتها العجيبة.
شعرت بشيء بداخل مسند مقعدي  يحتك بجانب
ظهري ،وقفت ..تحسست المقعد ..كان ذلك الشيء
بداخل إسفنج المقعد تحت القماش ،
رأيت ثقب صغير كان قد تسبب به ذلك الشيء المعدني ،أدخلت أصابعي فيه لاخرج ذلك الشيء ،عندما اخرجته شعرت بالسعادة الغامرة 
والأمل...لقد عرفته على الفور.

"يتبع...."

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: