الاثنين، 21 أبريل 2025

نص نثري تحت عنوان{{تفاصيل صغيرة لا نراها}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"تفاصيل صغيرة لا نراها"

نتجاوز ظلَّ الخطى،
ولا نسأل الترابَ:
هل تأوّه حين داسه حنينٌ
منسيًا في جيب العابرين؟

نعبرُ ارتجافة النهار،
ونظنه لا يختبئ،
ولا يتكوّر على نفسه.

نرتّب الصمت على الرفوف،
ولا نلاحظ أن صدى الكلمات
يذوب في الزوايا
كندمٍ مؤجلٍ عن كلمةٍ لم تُقل.

نضحكُ،
ولا ننتبه لدمعةٍ
تسلّلت من بين أسنان الضحكة،
ولا لوجع القلب
حين يتقن فنّ التماسك.

نُطفئ المصابيح،
ونغفل أن الضوء
يرتجف في العتمة،
وأن الجدار يئنّ
حين يُغلق الباب على صمته.

نمرُّ على الأيدي المرتجفة
كأنها نَفَسُ شجرة في مهبٍّ عابر،
لا نعلم أنها تنزفُ
من جرحِ الفراغِ المتراكم في الحضور.

ننظر إلى الوجوه،
ولا نُبصرُ تلك التجاعيد
التي تشبه طَرقاً
على أبواب الزمن.

نقرأ الرسائل،
ولا نرى الحبرَ يرتجف،
ولا الورقَ
يستعير أنفاسه من حريق الانتظار.

نمشي،
ولا نسمع الأرضَ
تتململ من وطأة الوقت،
ولا الزمنَ
يُكشّر عن أنيابه
تحت أقدامِ من ظنّوا أنهم خالدون.

تفاصيلُ صغيرة،
تتكور في رعشةِ إصبع،
أو تنحني خلفَ نبضٍ
يقاومُ إعلانَ الرحيل.

ربما لا نراها، لا لأنّها خفيّة، بل لأننا نسينا كيف نُصغي لما لا يُقال.
او ربما لاننا تقزّمنا في الإدراك، وانفلتنا من جلدِ الدهشة.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: