-صرخةُ أُم-
وتناثرت الأوراقُ في مَهبِّ الريحِ
تبحثُ عن كفٍّ يَضُمُّ بقاياها
والريحُ تَلهو بين أنقاضِ الدُّنى
تسألُ الأشجارَ أينَ ظِلالُها؟
يا أيها الحَرفُ المُسافرُ في الدُجى
قد ضاعَ صوتُكَ وانطفت الآهَ
لا الّليلُ يشفعُ للأراملِ في الأسى
والصبحُ يُولَدُ دامعاً بفناها
هل كان ذنبُ الأرضِ أنَّ تُرابَها
روّى الدماءَ فباتَ قبراً ماها؟
وتبعثَرَت في الأُفقِ أنفاسُ الجِراحِ
تُنادي فلا تلقى صدى لمداها
والأُمُّ تَحمِلُ نصفَ طفلٍ في الدُجى
والنصفُ الآخرُ غابَ في يُمناها
يا موتُ مهلاً لم يَعُد في دارِنا
إلّا بقايا مِن رمادٍ حكاها
والشمسُ تبكي فوقَ أنقاضِ الرُبى
قد أحرَقَتها النارُ في مَغناها
فإلى متى نحيا ونمضي بيننا
والموتُ يكتبُ ما تبقّى رواها
وإلى الجذورِ تَمُدُّ كَفَّكَ فانتَمِ
للأرضِ واحمِل في المَدى ذِكراها
لا الريحُ تقوى أن تقلعَ نخلةً
نَمَتِ اعتزازاً في ثرى مَثواها
هذي الديارُ وإن جفَّت ينابيعُها
فالعِشقُ يسقي روحَها وحَناها
لا تنحني يوماً فأنتَ سنابلٌ
نمتِ اعتزازاً في عُلا عُلياها
إن مُزِّقَت كلُّ الدروبِ فَسَيِّدٌ
مَن سارَ فوقَ جِراحهِ يتحدَّاها
هذا تُرابُكَ فاحتضِنهُ فإنَّهُ
أُمٌّ تَشُدُّكَ للمَدى... بيَداها
فالروحُ إن غادرتَ أرضَكَ مُرغَماً
تبقى تَحِنُّ وتستبيحُ رُباها
هذا الترابُ كيف تهجرُ ظِلَّهُ؟
هو النبضاتُ في عينيكَ لا تنساها
يا ابنَ الأرضِ تَجذَّرَن كالطُودِ فيها
فالضوءُ يحيا حين نحمي حماها
صفوح صادق-فلسطين
٤-٤-٢٠٢٥.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق