الاثنين، 5 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{أتابعُكِ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{رياض النقاء}}


أتابعُكِ..
وقدْ آمُ لي أنَّكِ تعبُرينَ خُلْسَةْ..
أرتبُ لكِ القصيدةَ من شذى الذّاكرةْ،
من الوجعِ المُعلَّقِ بينَ الجفونِ..
ومن حنينٍ ينسجُ العتمةْ..
تعالي..
أُقسِمُ أنَّ الليلَ لن يطويَنا..
سنبقى هنا..
نرسمُ الكلماتِ على جدارِ الزمنِ..
ونكتبُ ما تبقّى منّا..
اخترتُ لكِ الحروفَ التي لا تُباعُ،
ولا تسقطُ مثلَ أوراقِ الخريفِ..
اخترتُ لكِ كلماتي..
التي ما زالتْ تحملُ رائحةَ القهوةِ..
وضوءَ الفجرِ..
خذيني..
فكلُّ ما فيّ هوَ قصيدةٌ..
وكلُّ ما في القصيدةِ هوَ أنتِ
فَماذا عَساني أَصنعُ لِفِراقِكِ؟
أَو أَكْتَشِفُ أَنَّكِ فِيَّ كَالْبَرْقِ تَمُرِّينَ..
سَأَبْكِي عَلَى مَا لَمْ يُكْتَبْ بَعْدُ،
وَأَرْصُدُ فِي المِرْآةِ كُلَّ الَّذِي يَغِيبُ..
أَسْأَلُ نَفْسِي: هَلْ كُنْتِ الظِّلَّ أَمْ كُنْتِ الضِّيَاءَ؟
وَكَيْفَ لِلْقَلْبِ أَنْ يَحْتَاجَكِ.. ثُمَّ تُحْرِقِينَ؟
سَتَمْضِي كَكُلِّ الَّذِينَ مَرُّوا..
كَالنَّدَى عَلَى زُجَاجِ الصَّبَاحِ..
كَالْحُلْمِ الَّذِي لَا يُبْقِي سِوَى وَجْعِ السُّؤَالِ..
وَسَأَبْقَى أَرْسُمُ أَسْطُرًا فِي الهَوَاءِ..
وَأَعْرِفُ أَنَّ الكَلِمَاتِ لَنْ تَرُدَّكِ..
فَاصْنَعِي بِي مَا تَشَائِينَ..
اِحْرِقِيْنِي.. اِذْهَبِي.. اِتْرُكِينِي..
فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُ طَرِيقَ العَوْدَةِ إِلَى نَفْسِي..
وَمَا زَالَ فِي القَلْبِ مَكَانٌ لِكُلِّ مَا مَضَى..
لَكِنْ..
إِذَا مَرَرْتِ كَالْبَرْقِ..
فَلا تَنْظُرِي خَلْفَكِ..
فَقَدْ أَكُونُ قَدْ صِرْتُ..
مِثْلَكِ..
مَجَرَّدَ سَرَابٍ
بقلمي فلم المنطق

 

ليست هناك تعليقات: