الأربعاء، 7 مايو 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية
         بقلم
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
           يدك 
           -٧-

وضعت قطعة القماش، أو الطرحة؛ كما تسمى، على 
أنفي .إستنشقت رائحتها، وكانت لاتزال تحتفظ 
برائحتها العطرة الجميلة.
أما النقاط الحمراء فلم أستطيع تمييز ماذا يمكن
أن تكون ،
لم تكن ذاكرتي فقط هي القوية كما يصفني الكثير من
الناس ،بل أن حاسة الشم لدي كانت أقوى بكثير
من ذاكرتي،
أن تلك الرائحة قد أعادتني إلى الوراء لأكثر من 
عشرة سنوات ،رائحتها..رائحة عطرها ،ذلك 
المزيج الذي لايمكن أن أنساه أبدا، 
بلا شك لم تكن تجربتي العاطفية مع "لينا" هي التجربة الأخيرة لي مع فتاة 
  حكمت عقلها كما تقل وإختارت 
مستقبل افضل ،هو الرجل الغني الذي يوفر لها
العيش الرغد والرفاهية ..نعم.. لتعيش في نعيم 
في الجزء الأكبر المتبقي من عمرها.
وبذلك تنتقم من الفقر ..و..من الحب أيضا..!! لأن 
الحب على حد قولها هو" كلام فارغ " وهلوسات
مجانين،
أنه موجود فقط في الروايات والأفلام...ماذا 
فعلت بالحب يالينا..؟!
 أنت بلا شك  أهنت  الحب"!!
لكن أن تلك الرائحة ليست رائحة لينا ،بل هي رائحة 
"فداء "ذلك الحب الذي حكم عليه القدر بالفراق ،
تلك القلوب التي فرقها القدر بقسوته ..وحكمت 
عليه العادات والتقاليد بالفراق ،
فأنا بلا شك لم أنسى فداء أبدا ولن أنساها أبدا، 
أما لينا فقد كانت مجرد وسيلة لأتمكن من خلالها نسيان  ألم الفراق، فراق فداء.
لقد كان محكوم على فداء بالزواج من إبن عمها 
الرجل المصاب بالصرع ،والذي يكبرها بسنوات وكانت تعاوده نوبات صرع بين الحين والأخر.
عندما أجبرت فداء على الزواج من أبن عمها الثري
إتخذت أنا قراري وهو الخروج من حياتها وإلى
الأبد ،لأن ذلك الوجود لن يكون من حقي ..بل 
ويرفضه الدين والمجتمع والأخلاق.
بالرغم من إنها أعتبرت خروجي من حياتها هروب
وجبن وتخلي عنها .
لكن لماذا قطعة القماش موجودة هنا ..؟ تحت مقعدي ..؟هل هي الصدفة ..؟ لكن مر على قصتي 
مع فداء أكثر من عشرة سنوات ،
قد تكون تلك الرائحة تشبه رائحتها ..أو ربما ...
... ويشتد الصداع ..ياترى أين هي الأن..؟وكيف
تعيش حياتها مع رجل مريض أجبرت عليه وهو
يكبرها بسنوات ،وهي لاتحبه..بل لايمكن أن تحبه،
رأيت أضواء أعمدة النور في عمان ..تلك الأضواء 
التي إخترقت نوافذ الحافلة وقطعت علي شريط 
أفكاري وذكرياتي، 
وضعت قطعة القماش في حقيبتي واستعديت 
للنزول .

"يتبع...."

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: