"صرخة النسخة الأصلية"
نحنُ
ذرّاتُ ضوءٍ
تتصاعدُ من جحيمِ الواقع،
تُصهَرُ في قوالبِ القطيع،
ثم تُباعُ على أرصفةِ الصمتِ
كأحلامٍ مُعلّبة.
نحنُ
أبناءُ الأُفقِ المشقوق،
نكبرُ في فُوَّهاتِ الأسئلة،
نحبو على شظايا اللغة،
ونكتبُ الوهمَ
بمدادِ الرضوخ.
الأرضُ
تلوكُ أقدامنا
كأننا فُتاتُ النبوءة،
نهذي بالمستقبلِ
بين أضراسِ ماضٍ
لم يُهضم.
العالمُ
ثوبٌ مقلوب،
خياطتُهُ من كذبٍ مُنمّق،
وأزرارُهُ
نجومٌ صُمِّمتْ
لتُبهرَ العتمةَ فقط.
الزمنُ
حدادٌ أعمى،
يطوي وجوهنا
بمطرقةِ التكرار،
يصقلُ هشاشتنا
ويُسمّيها نضجًا.
نحنُ
نحيا في زمهريرِ الواقع،
حيثُ الدفءُ
يُمنَحُ
لمن يكتبُ تقاريرَ الطقس،
لا لِمن
تشقّقتْ عظامُه من البرد.
نحنُ
نرفعُ راياتِ التكيّف،
كأن الانحناءَ طقسٌ مقدّس،
كأنّ الفناءَ
مأوى عقلاني.
الحقائقُ
لا تُنطقُ هنا،
بل تُبرَّد
في ثلّاجاتِ الإعلام،
ويُعادُ تغليفُها
بنكهاتٍ يرضى عنها الراعي.
نحنُ
نكشطُ وجوهَنا
كي نُشبه الصور،
نتبرّعُ بأرواحنا
ليعيشَ القالب،
وتُنسى النسخةُ الأولى
في الكواليسِ الصامتة.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق