الخميس، 26 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{قَــــافِلَةُ الصُّمُودِ}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عبد المجيد زين العابدين}}


                  قَــــافِلَةُ الصُّمُودِ (02)
               
سُبْحَانَ اللَهِ مُصَوِّرِنَـــــــــــــا **وَمُقَدِّرِ كُلِّ مَصَائِرِنَــــــا
لَا يَغْفُلُ عَنْ خَلْقِهِ أَبَـــــــدًا **وَلَئِنْ ضَاقَتْ بِهِمُ ذِي الدُّنَى
يَحْبُوهُمْ دَوْمًا بِرَحْمَتِـــــــهِ ** وَيُهَدِّئُ خَاطِرَهُمْ زَمَنَــــــا
وَإِذَا مَا الْوَرَى قَدْ شَقُوا وَشَقُوا**سَخَّرَ الرَّحْمَانُ لَهُمْ عَائِنَا
طَالَمَا جَاهَدُوا فِي نَيْلِ الْمُنَى**كَانَ رَبِّي لَهُمْ دَائِمًا مُحْسِنَا
               ******************
كَيْفَ ذَلِكَ؟: اُنْظُرْ مَاذَا تَرَى؟**سَتَرَى ثَوْرَاتٍ هُنَا وَهُنَا
الْغَرْبُ يَثُورُ بِأَجْمَعِـــــــهِ **وَيُنَافِسُ عُرْبًا لِنُصْرَتِنَـــــا
ضِدَّ الْعُدْوَانِ وَمَنْ غَيْرُهُمْ**زُمْرَةُ الْاِحْتِلَالِ وَمَنْ خَانَنَا؟                                    بِنِدَاءِ الْعَالَمِ أَجْمَعِــــــــــهِ **كَيْ يَحُلَّ الْيَوْمَ قَضِيَّتَنَـــــا   
فِي جُمُوعٍ لَيْسَ لَهَا آخِـرٌ ** تَرْجُو وَتُنَادِي أَحِبَّتَنَــــــــا
               *****************
شَغَبٌ جَمٌّ فِي شَوَارِعِهِمْ **رُبَّمَا قَدْ تَحَدَّى تَصَوُّرَنَــــا
وَهُمُ فِي اِتِّحَادٍ يَجْمَعُـهُمْ **صُلْبٍ كَالْحَدِيدِ وَلَنْ يَهِنَــــا
يَأْبَوْنَ الظُّلْمَ وَحُلْكَتَـــــهُ**وَيَرُومُونَ حَقًّا أَضَا كَالسَّنَــا
وَيَرُومُونَ عَدْلًا وَنَخْوَتَهُ **مَا أَبْعَدَ ذُلًّا عَنْ سَاحِنَــــا 
شَرَّفُونَا حَقًّا بِثَوْرَتِــــهِمْ **أَوَلَمْ يُرْعِبُوا مَنْ أَهْمَلَنَا ؟
                ******************
قَدْ عَايَنَ ظُلْمًا هُنَا جَاثِمًا **لَمْ يَبْرَحْ غَزَّتَنَا زَمَنَـــــــــا
مِنْ بِلَادِ الْغَرْبِ نَرَى زُمَرًا**قَدْ أَتَوْنَا جَمِيعًا لِنُصْرَتِنَا
يَهْتِفُونَ لِغَزَّةَ فِي عَجَبٍ **مِنْ ظُلْمِ اِحْتِلَالٍ لَازَمَنَــــــا
بِاِنْتِقَامٍ يُبِيدُ عَوَائِلَنَــــــــا **بِالرَّصَاصِ يُقَتِّلُ أَطْفَالَنَــــا
وَشَبَابٍ أَتَوْا نَاشِدِينَ الْغِــذَا **لِيُـــــلَاقُوا حَتْفَهُمُ هَاهُنَا ؟
                 *****************
عِوَضًا عَنْ غِذَاءٍ يُشْبِعُهُمْ **يَجِدُونَ الْمَوْتَ هُنَا هَاهُنَـــــا     
يَا رَبَّ الْعِبَادِ وَرَبِّي أَنَــــا**يَا رَبَّ الْكَــــوْنِ وَرَبَّ الْمُنَى
الزَّمَانُ يَمُرُّعَلَى بَلَــدِي **دُونَ جَدْوَى نَرَاهَا لَهُمْ أَوْلَنَــــا
مَا الَّذِي فَعَلُوا حَتَّى يَلْتَقُوا ؟**ذَا الْمَصِيرَ النَّحْسَ لَهُمْ وَلَنَا؟
أَوَلَسْنَــــا نَأْسَفُ أَجْمَعَنَا ؟**إِذْ نَرَى فِي التَّعَاسَةِ إِخْوَتَنَــا ؟
                  ****************
أَكَذَا قَدَّرَ الرَّحْمَانُ لَهُمْ ؟**أَمْ  لِأَنَّ الُّلُحْمَـــــــــــةَ تَنْقُصُنَا؟
أَمْ لِأَنَّ الْفُرْقَةَ دَيْدَنُنَـــــا ؟**فَالرَّبُّ دَوَامًا يُوَجِّهُنَــــــــــــــا
أَوَمَا قَدْ جَاءَ بِآيَاتِـِـــــــهِ ؟**:"اِعْمَلُوا" هَلْ عَمِلْتُمْ إِخْوَتَنَا ؟
مَا سِرُّ تَفَوُّقِ مُلْحِدِنَـــــــا ؟**أَوَلَيْسَ الشُّغْلَ بِهَذِي الدُّنَى ؟
وَتَأَخُّرُنَا مَا يُبَـــــــــــرِّرُهُ ؟**إِلَّا إِجْلَالُ أَجَـــــــــــانِبِنَــــا  
                    ***************
أَسْلَمْنَــــــــا الْقِيَادَ لَهُمْ أَبَدًا **بِتِعِلَّةِ مَا يَصْنَعُونَ لَنَــــــــــا
فَاِسْتَبَاحُوا الْعُرْبَ بِأَكْمَلِهِمْ **وَاِسْتَعَانُوا دَوْمًا بِأَعْدَائِنَــــــا
هَؤُلَاءِ صَهَايِنَةٌ سُخِّرُوا  **لِجِلَادِ الْعُرْبِ هُنَا وَهُنَـــــا
وَاِسْتَقَرُّوا بِغَزَّةَ غَايَتُهُمْ **أَنْ يُبِيدُوا غَزَّةَ دُونَ عَنَـــــا
يُطْلِقُونَ النَّارَ عَلَى عُزَّلٍ **مِنْ نِسْوَتِنَا أَوْ صِبْيَتِنَــــــا
              *****************
أَوْ شُيُوخٍ طَالَ بِهِمْ عُمُرٌ **أَوْ مَرْضَى حَتْفُهُمُ قَدْ دَنَا
 هَؤُلَاءِ بَيَادِقُ فِي عَهْدِنَا **أَسْيَادُهُمُ يَشْمِتُونَ بِنَـــــــا
يُعْطُونَ السِّلَاحَ لَهُمْ خُفْيَةً **مَدَدًا وَافِرًا لِلْفَتْكِ بِنَــــــــا
ثُمَّ يَبْقَوْنَ فِي ظِلِّ فُرْجَتِهِمْ ** سَاخِرِينَ كَذَا شَامِتِينَ بِنَا
بَلَدٌ مِثْلُ ذَا لَيْسَ قُدْوَتَنَا   **لِأَنَانِيَّةٍ أَبْدَاهَا لَنَـــــــــــــــا
                ***************
لَوْ أَنَّهُ أَبْدَى مُسَانَدَّةً **لِبَنِي غَزَّةٍ ،هَلْ تُرَى فِي الْعَنَا ؟
هَلْ تَرَاهَا تُفَارِقُ أَمْوَاتَهَا ؟**أَوَمَا كَانَ ذَاكَ لِأِذْلَالِنَــا ؟
كُلُّ حَرْبٍ أُقِيمَتْ مُفَاجِئَةً **سَوْفَ تَلْقَى نِهَايَتَهَا عِنْدَنَا
إِلَّاكِ أَيَا غَزَّةٌ لِمَ ذَا ؟**مَاذَا قُلْتِهِ  يَا حَبِيبَتَنَــــــــــــــا ؟
فَتُجِيبُ بِ"أَنَّ الدُّنْيَا بِأَكْــ**ــــمَلِهَا ضِدَّهَا لَا تُبَالِي بِنَا"
                         عبد المجيد زين العابدين
                          تونس في 26 جوان 2025
                          الموافق لغرة محرم 1447هجريا

 

ليست هناك تعليقات: