يتيمة الدهر يا مدينة تباد
يا أمة محمد...!!!
يا منارة آخر الزمان...
انت ايتها الطعينة المغدورة...
وأنا الطفل الأشعث المذ عور فيك
لا مأوى عندي فيك ولا دار...
جوعان ويتيم في غبار الهجر..
متلحف بالنار و الدخان ...
بالسواد والدمار...
أكبر لله من خوفي ومن هلعي
لحظة أستشهد...
و أذكر عند النهايات فيك
لحظة البعث والميلاد
أستغيث لربي ثم أحمد...
يا هواني على إخوتي
يا لتعس هذا الزمان...
يا صرخة مكلومة
تحت الركام ضعيفة
تمشي للموت بالصمت والأنين
تتلاشى ثم تبعد...!
يتيمة مثل يوسف المغدور
والبئر والقميص والسماء
ودم الذئب الباطل والزور
والإخوة الأعداء...
والسيل والغثاء...
وكذبة من منبر الإسلام....
إسلام هذا العصر...
ودعوة مزعومة ودمعة مكذوبة
ولحية و مسجد...
يتيمة أنت ياعروس البحر
تحت سيف الغدر ترقد...
والاعصار وسيول المنايا
وأمطار العار والحصار...
وغيوم الموت السود تتلبد
أنت أيتها االثكلى الطعينة
كم كنت في حيك أَسعدْ...
وَحيدًا أرجف... وحيدا أَبرَدْ...
فآهٍ لو كَانَ بقلبِكِ موقِدْ
آه لو كان لظهرك مسند...
أو كان لقاؤُكِ أشرعةً...
تاهت في البحر دون موعد
وعند الفجْر بُعيْدَ السَّحَر
كنازلةجاءت ذات غفلة...
وذات مغدر و مرقد...
برعشة مذعورة في خافقي
تهتزّ إليكِ ضلوعُ شجوني
تتلمَّس طيفَكِ المغدور
غيماتٍ تتلاشى. عابرةً ثم تَبْعُد
وأنادي أصدحُ في ذاتي
يَا أنت يا مدينة الرجال والرباط
يا حبيبتي يا جَذْوةَ رُوحي
كم كنتُ في حيك أسْعَدْ
ساظل رغم الغدر والجراح
عاشقا لماتبقى فيك...
من بكاء للثكالى والأطفال
جوع وموت وخيام...
لما تبقى منك من حطام
محتسبا وصابرا لله
اكبر واشكر ثم أحمد
يتيمة الدهر يا مدينة تباد
يا أمة محمد...!!!!
-سمير بن التبريزي حفصاوي- تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق