الأربعاء، 25 يونيو 2025

نص نثري تحت عنوان{{نُقطةٌ في آخِرِ السَّطْر}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "نُقطةٌ في آخِرِ السَّطْر"


نُقطةٌ
تُعلِنُ نِهايةَ الخُرافةِ،
وتَشهَقُ في وجْهِ البَياضِ 
كَفى.

كانتِ الحُروفُ تَتَدافَعُ
كمُهاجِرينَ على حُدودِ المَعنى،
كُلُّ نَبْضَةٍ
تَحمِلُ تابوتَ فِكرةٍ،
وكُلُّ فاصِلَةٍ
مَشْنَقَةٌ مُؤجَّلة.

نَزَفَ السَّطْرُ
حتّى استَغاثَ بالحِبْرِ،
وارتَجَفَ العَقْلُ
مِن صَمْتِ العَناوينِ،
فَجاءَتْ هي،
صَغيرةً كَرَصاصةٍ،
ثابتةً كالقَدَرِ،
ومَرْئيَّةً
كَخِيانةٍ على جَبِينِ النِّهاياتِ.

نُقطةٌ
ولَيْسَ بَعدَها مَجالٌ لِلتَّبريرِ،
ولا مَكانٌ لِمُوَشَّحاتِ الانْتِظارِ.

هيَ اخْتِصارُ العُمْرِ في شَهْقةٍ،
وإجْمالُ الحَقِّ في لَفْتَةٍ،
هيَ يَدُ الزَّمَنِ
تَطْوي الكِتابَ
قَبْلَ أنْ نَكْتُبَ النُّدْبَةَ التّاليةَ.

نُقطةٌ
تُغْلِقُ فَمَ اللَّيْلِ،
وتُنْهي حِوارَ النُّبُوءَاتِ العَقيمةِ،
تُحَرِّرُ الأسْئِلَةَ مِن طِينِها،
وتُلْقِي بِها
في وادِي السَّهْوِ الأبَدِيِّ.

لَمْ تَكُنْ نِهايةً فَحَسْب،
بَلْ بِدايةً بلا بِدايةٍ،
صَفْعةً لِفَوْضى الامْتِدادِ،
وقُبْلَةً لِلْفِكْرَةِ التي
أرادَتْ أنْ تُخَلِّدَ نَفْسَها بِنَفْسِها.

بقلم دنيا محمد

ليست هناك تعليقات: