ليلُ العروبةِ
ليلُ العروبة أمسى مظلمًا نكدَا
ساق الزّمان علينا الذلّ ماقتصدَا
ليلٌ يطولُ أما يرجى شروقُ غدٍ
يعود فيه إلى الأوطانِ ما فُقِدَا
وحشٌ جرائمه فاقتْ تصوّرنَا
وفي فلسطينَ لم يحصوا لها عددَا
فاهتزّتِ الأرض من ظلمٍ لهُ رَجَفَتْ
لمّا رأتهُ صنوفَ الشرّ قدْ حشدَا
يا معشر العربِ أصلتْ غزّةَ حِممٌ
شعبٌ يبادُ .. ومن ظلمٍ قد ارتعدَا
ناشدتُ قومي ..ألا هبّوا لنصرتهِ
ألا نكون لهُ عندَ الأسى عضدَا؟
يقاومُ الرّيح والأنواء منكَسرًا
قد استغاثَ ولكن لم يجدْ أحدَا
أبكي على وطنٍ تجتاحهُ ظُلمٌ
نور الصّباحاتِ عنهُ غابَ مبتعدَا
قدْ ضيّعوا العزّ .. إذْ باعوكَ يا وطني
حكّامنا جلّهمْ أمسوا عليكَ عدَا
قدْ خانني جلدي في الصّبرِ عنْ بلدي
عن حاكم خانَ .. ساق القهر والنّكَدَا
قلْ للَذي نال سلطانًا فسادَ بهِ
مستيقنًا أنّهُ يبقى لهُ أبدَا
أينَ الملوكُ على الأزْمانِ قدْ حكموا
واليومَ بادوا وما ملكَ لهمْ صمدَا
لا تفرحنّ بما أعطيتَ من نعمٍ
كمْ يسلبُ الدّهرُ ما أعطى وما رفَدَا
كلّ الأماني سرابٌ لستُ أدركهُ
يتوهُ قلبي .. يعاني القهرَ والسّهدَا
وليس لي من إليه أشتكي وجعي
إلَا يراعي .. وأدعو الواحد الصّمدا
أدعو الحروفَ وما في النّفس من ألَمٍ
ينثال شعرا .. به أستلهمُ الجلدَا
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق