تهانينا
هنا فزنا تهانينا ـــــ هناك ترى مغانينا
تهانينا فمن وطن ـــــ علا حزنا أفانينا
و لا تخفى مبانينا ـــــ بدت منا معانينا
و كم طابت مساعينا ـــــ و ما خابت أمانينا
من الآن الذي فينا ـــــ تبدى لن يجافينا
*****
من الآن الحياة لنا ــــ و ما فيها يصافينا
بها تسمو أمانينا ــــ و ما خاب الرجا فينا
و سر فمن تحابينا ــــ ليكمن في تصابينا
نسيم من غوالينا ــــ يطل على روابينا
لنا عادت كرامتنا ــــ و في كرم تنادينا
*****
و شيئا لم نعد نشكو ــــ تجاوزنا مآسينا
ظلاما لم نعد نلقى ــــ تجاوزنا ليالينا
و حين تهب عاصفة ــــ نرى فينا مراسينا
و ما عادت تعادينا ــــ هي الدنيا تحابينا
و حين هوى ينادينا ــــ نرى فينا الملايينا
*****
تراءت في تدانينا ــــ من الأقصى أقاصينا
من القدس الشريف نرى ــ ملاعينا أعادينا
نرى عربا معارضة ــــ قضيتها موالينا
نرى تركا سلاطينا ــــ نرى فرسا ميامينا
نرى كردا أياديهم ــــ لها تهدي الرياحينا
*****
نهب نرى امازيغا ــــ و لا يجري تنائينا
نرى فيها أفارقة ــــ و كل يد تواسينا
نهب نرى شعوبا لا ــــ نرى شيئا يضاهينا
نرى أمما تخط على ــــ قداستها العناوينا
و كم تقلي مُرابينا ــــ إذا تلقي القرابينا
رأينا الحق ما عادت ــــ تناجينا دياجينا
******
بأجواء العلا صارت ــــ تصيرنا شواهينا
و نبدو نحن أحيانا ــــ و نخفيها أحايينا
نديم بها براكينا ــــ نقيم لها براهينا
إذا صاغت عناوينا ــــ بها ندري المضامينا
و عن قصد بها حجبت ــــ شواغلها ملاهينا
*****
و نمضي عن مواضينا ــــ فلا يجدي تغاضينا
من المجد التليد فما ــــ يواتيها يواتينا
لها صرنا موالينا ــــ و ما كنا مُرابينا
لها عدنا و ما عادت ــــ تعادينا عوادينا
إليها نحن قاطبة ــــ أتينا من مهاوينا
*****
و من سقم و من عقم ــــ فما زالت تداوينا
كرهنا أن نفارق من ــــ تلاقينا مساكينا
نجر فمن نواصينا ــــ إذا كثرت معاصينا
نديم بها تراضينا ــــ إذا عادت أراضينا
و أحرفها مزخرفة ــــ و ما زالت تناغينا
*****
و بعضا من ازاهير ــــ نحط على سواقينا
و أشتانا تلاقينا ــــ ترى شتى دواعينا
و فينا باسمها عاشت ــــ و ما طاشت مرامينا
و تضحكها إذا شاءت ــــ تحاكينا مباكينا
نعود إلى دواهينا ــــ إذا جفت مآقينا
******
سمعنا في تداعينا ــــ فحيحا من أفاعينا
ترى أعداءنا فينا ــــ فتسمعنا تلاحينا
و دولتهم كحرباء ــــ نرى منها تلاوينا
و ما قصت حواشينا ــــ و تغشاهم غواشينا
نلاقي أغبياء لا ــــ نلاقى في تغابينا
بدرب نضاله يسمو ــــ فمن شاد الميادينا
******
جعلنا نحن قادتهم ــــ و سادتهم موالينا
نعم نجري أوامرنا ــــ بلاءات نواهينا
به المهديّ كم يجدي ــــ و في نفع تباهينا
من الهادي و من نسل ــــ شريف جاء هادينا
و قومته فكم نرجو ــــ مخلصها و فادينا
******
نصابح من يماسينا ــــ نراوح من يغادينا
و لا تؤذي ملائكة ــــ بها إلا الشياطينا
و ما زالت تباركنا ــــ مباركة أسامينا
بدنيانا تدانينا ــــ نقيم بحبها دينا
إذا شئنا فيافينا ــــ نحولها بساتينا
*****
فلا تدري ترامينا ـــ أيجدي ام تنامينا
و من جود فما صنعت ــــ فلا تدري أيادينا
فما نصبو إليه نرى ــــ و إن صرنا مغالينا
مع العقلاء مبصرة ـــــ فقد أضحت مجانينا
لهم صرنا موالينا ــــ دفاعا عن أهالينا
تراءت من معاليهم ــــ على الأعلى معالينا
*****
و نحمل كلما نمشي ــــ على أهدابها طينا
مغانينا تدانينا ــــ لقد فزنا تهانينا
لنا شعر الصمود إذا ــــ نواريها يوارينا
و نجعلها موازينا ــــ و نهديها دواوينا
لنا ردت عوافينا ـــــ توافينا قوافينا
فنحن قصيدة ولهى ـــ بها صيغت أغانينا
*****
طنجة المغرب في 24يونيو 2025
قصيدة عمودية موزونة على مجزوء الوافر
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق