قصة قصيرة
رحلتي في العشرون عامآ .
قصة قصيرة أختزلت الزمن وخرجت بحكمة جميلة سمعتها من أحدهم حيث قال :
لن أعاتب أحد بعد اليوم كونوا كما تريدون !
يوم عيد ميلاد أبنتي التوأم وأيقاد الشمعة الثانية ، يعم البيت فرح ومحبة وزينة وجو أحتفالية صغيرة بشكلها وكبيرة بمعناها الحقيقي المعنوي رغم أنها لم تقام في بيتنا الذي هو أصلآ غير موجود !
نعم أحببت بنت الجيران بعد أنتهائي من نيل شهادة الاعدادي تزوجنا بأمكانيات متوسطة مقبولة ومناسبة لكلينا ،
لم يؤهلني المعدل العام لدخول كلية ولم أحصل على وظيفة حكومية عملت مثل حارسآ أو أمين على فيلا لأحد أولاد تجار البلدة وصادف عودته من السفر حيث كان مسافرآ ومضت سبعة أشهر على غيابه .
دخل مجموعة من الضيوف الى صالة الأستقبال الرئيسية تناولو الخمور وبعض المخدرات ولعب الورق والمقامرة وسط مزاحهم واصوات ضحكهم ودخان سكائرهم الفاخرة .
قرب الفجر من البزوغ أنفض المجلس والكل سكران لايعرف كيف يفتح باب سيارته الفارهه ، المهم تفرق الجميع .
عند المساء أرسلني الشاب صاحب الفيلا الى وسط المدينة لأجهز الفيلا بالمشروبات والسكائر وبعض أنواع الحلويات والمكسرات وذلك لنيته بأقامة جلسة قمار وشرب أيضآ .
توجهت الى وسط المدينة لأتبضع وتأمين طلبات الجلسة ، وفي نفس الوقت حضر أصدقائه وأقامو جلسة القمار والشرب
حصلت مشادة كلامية بين أثنين بسبب خسارة قمار في اول الجلسة ، غادر الفيلا ثلاثة منهم وبقي أثنان مع الشاب واصلو اللعب والشرب .
أرسلني صاحب الفيلا الى عنوان أحد أصدقائه الذين تشاجرو وتركو الجلسة .
ذهبت لأبحث عنه وصلت للعنوان بعد ساعة أخبرني حارس فلته أنه في النادي الليلي ، توجهت له فوجدته سكران أيضآ ولا يعرف غير الزعيق والترنح يمينآ وشمالآ ، المهم أقنعته بالحضور على كل حال فحضر معي .
دخلنا الفيلا وأذا بالشباب يلقون القبض علي ويشدون وثاقي ويضربوني ضربآ شديدآ ولا أعرف ماهي القضية ولماذا أضرب وبهذه الطريقة الوحشية البشعة .
ماهي إلا دقائق وإذا بسيارة الأسعاف الفوري وترافقها سيارة شرطة دخلو الفيلا وعلى الفور قامو بتصوير جثة مغطاة ثم حملوها في سيارة الاسعاف ، وتم أعتقالي بقسوة وأخذي الى مخفر الشرطة في البلدة .
بعد مرور ٢٤ ساعة أخرجوني من الحجز الى غرفة التحقيق
طاولة وثلاث كراسي ضابط تحقيق وكاتب وأنا فقط ، غرفة صغيرة جدآ .
لغاية الآن لا أعرف شيئ وكل ما سمعته هو لماذا قتلتها أيها المجرم ؟
رمى المحقق بوجهي صور جثة وصاح بوجهي من هذه تكلم واخذ يصرخ بكلمات متتالية لماذا لماذا لماذا قتلتها .
نظرت للصور جيدآ وإذا بها زوجتي أم بناتي قتيلة والدم على شعرها متجمد .
منظر مؤلم وشديد الوقع علي مثل صاعقة نزلت على أم رأسي حتى فقدت الوعي لفترة لا أعلمها ولم أستفيق إالا على صوت الممرضين ورشقات الماء البارد في صالة طوارئ المستشفى .
قاموا بحقني بحقنة مهدئة ونقلي الى مركز الشرطة وحال وصولي نمت نومآ عميقآ ولم أشعر بشيئ لليوم التالي ، تم أستدعائي وتثبيت بصمات أصابعي في محضر فيش بصمات .
أخبرني المحقق أنه وجدت مصوغات ذهبية ويعتقد أنها تابعة لزوجتي مخبأة في صرة قماش وموضوعة تحت أحد الشجيرات في زاوية من حديقة الفيلا التي نعمل فيها .
ماذا مصوغات ذهبية وتابعة لزوجتي ، سيدي المحقق لانمتلك أي قطعة من مصوغات ذهبية لا أنا ولا زوجتي وأول وآخر قطعة عندنا هي خاتمي زواج وقلادة تم بيعها عند ولادة زوجتي لدفع تكاليف الولادة والمستشفى قبل سنتين .
القانون يأخذ مجراه وبصماتك مطابقة لما وجد على الصرة والمصوغات الذهبية .
تحولت القضية للمحكمة الجنائية يبدو كل شيئ مرتب والحكم معد مسبقآ لا مجال للنقاش حتى محامي الدفاع المنتدب من قبل المحكمة تم تلقينه أو ألجامه بحفنة من المال حكمت المحكمة بالسجن عشرون عامآ مع توافر الأدلة وشروط الجريمة رفعت الجلسة وصدر القرار بالاتفاق .
غادر الجميع القاعة وصدر القرار .
في طريقي للسجن العام في المدينة بقيت بناتي مجهولات المصير وبقي السر واللغز في مقتل زوجتي غامضآ وبقيت وحدي عشرون عامآ ولا من أحد زارني على الأطلاق غير طيف حبيبتي يأتيني بين عام وآخر ليطمأنني على مصير بناتي التوأم وتذكيري بعيد ميلادهن وبدون أن تذكر شيئ عن مكانهن ومصيرهن المجهول .
(١__٣)
أنه عامي الأخير في العشرون من الحكم الجائر والمظلومية والأجحاف مرت منه خمسة أشهر بتمامها مازلت أعيش مع العشرات من المظلومين مثلي في عنابر ينقصها بعض الأنارة وطلاء الجدران ، تعودنا اللعب مع الجرذان وبعض الحشرات اللطيفة رغم أنبعاث رائحة كريهة منها أو هي من أقدامنا وأغطيتنا الرطبة .
مر أسبوعين من الشهر السادس للعام الأخير لي .
تم أستدعائي وأخباري من قبل أدارة السجن أنه حصلت الموافقات الرسمية للأفراج عني وأعتبار الخمسة أشهر وأسبوعان المتبقية لي هي حسن سير وسلوك للسنوات الماضية حيث لم تسجل بحقي أي شكوى تذكر أو تصرف يعتبره قانون السجن مخالفة تستحق العقوبة أو التأخير .
رجعت للعنبر ، ودعت أصدقائي ، كما ودعت الجرذ الرمادي اللطيف ووضعت بعض فتات الخبز اليابس قرب بيت النمل الجميل لعله يحتاج له ذات مساء لأطعام الصغار .
خرجت من باب السجن مثل غريب عائد من سفر بعيد ، لا أعرف هذا الشارع وبناياته الشاهقة ولا أنواع السيارات والباعة المتجولون بعرباتهم الجديدة ذات المحرك والوقود .
دخلت الى السجن وكان هذا الشارع لا يحتوي على بنايات وغير مأهول وبعيد نسبيآ عن وسط المدينة .
كانت عربات الباعة المتجولين مصنوعة من الخشب وتدفع باليد أو تجر بواسطة حمار أو حصان !
ماهذا عشرون عامآ غيرت مجرى المدينة وتخطيطها العمراني ، غيرت عربات الخشب الى موتور يعمل بالوقود مثل السيارات .
مددت يدي لأوقف سيارة أجرة لتقلني حيث مصيري ووجهتي التي أريد .
وقفت سيارة بالقرب مني قال تفضل يا عم أركب .
شكرآ بني لكن كنت أريد سيارة أجرة وليس سيارة خصوصي !
لا يهم يا عم ربما أوصلك لوجهتك تفضل ، أخبرته عن وجهتي ، أستغرب لأسم الحي والعنوان الذي أردت الوصول أليه كان شابآ وسيمآ حسن المظهر ومرتب ، سيارته حديثة ونظيفة من الداخل !
أخذني لبعض الأحياء القديمة التي تغيرت أسمائها وأسماء شوارعها ومعالم بناياتها ودورها ومنشأتها الجديدة .
نصب تذكارية لقادة وضباط وشهداء لا أعرفهم مسبقآ وسمعت بهم فقط من خلال نشرات الأخبار في مذياع السجن .
توقفنا أمام صاحب محل بقالة كبير في السن ، سلمت عليه ورد السلام بأحسن منه ، سألته عن الحي القديم والشارع الذي أنشده ، تأمل قليلآ ثم أطرق رأسه ذو الشيبة البيضاء وقال عافاك الله وسلمك أخي منذ متى وأنت خارج من هذه المنطقة ، قلت له عشرون عام يا حاج وأنا لم أزر المنطقة هذه .
أذا يا صديقي المنطقة تغيرت جذريآ وحتى أسمها القديم صار كما ترى أمامك في قطعة الدلالة المعلقة هناك حي شهداء التغيير .
حي شهداء التغيير ؟
نعم ياسيد أطلق هذا الأسم على حي الفراهيدي القديم بعد نجاح الثورة مباشرتآ وذلك تثمينآ وعرفانآ للتضحيات الكبيرة التي قدمها شباب الحي أثناء الثورة ووقوع المزيد من الشهداء في مركز الفراهيدي الثقافي الذي تم أستهدافه بواسطة قذائف مدافع الهاون التابعة لفصائل كانت موالية للحكومة السابقة .
حسنآ هل تمكنت من التعرف علي يا عم ؟
لا أبدآ لم أتأكد أني أعرفك سابقآ .
شكرآ لحسن الأستقبال وكرم الاخلاق .
تمكنت من التحدث مع الشاب وتبين أنه من منطقة قريبة من منطقتي هذه التي كانت فيها الفيلا حيث بقيت بناتي فيها مجهولات المصير بالنسبة لي .
حدث الشاب عن قصة سجني ومظلوميتي وحرماني من الحياة الكريمة طيلة عشرون عامآ مضت بآلامها وأحزانها وأحلامها السعيدة والمحزنة معآ ، حدثته عن كيفية أعتقالي وكيف شاهدت صور زوجتي والدماء تغطي شعرها الذهبي القصير .
تألم الشاب كثيرآ لسماعه هذه الحكاية والفاجعة الكبيرة ، أتصل بجهاز الهاتف النقال وأجرى محادثة سريعة .
قال لي يا عم هون عليك أتصلت بشركة محاماة كبيرة ورائدة في مجال الدفاع عن حقوق الأنسان حول العالم ووالدي أحد أبرز محامي الدفاع العرب فيها .
توجهنا فورآ للشركة تم اللقاء بوالده البالغ من العمر ما يقارب الستون عامآ وكان بعمري تقريبآ أو يكبرني بسنتين ثلاث على أقل تقدير .
سلمني أستمارة خاصة بالبيانات المتعلقة بي شخصيآ مع معلومات حول القضية التي حكمت عليها .
ملأت الأستمارة مع وجود نقص في بعض التواريخ والارقام الخاصة بالقضية كنت لا اعرفها تحديدآ وكانت من ضمن ملفي الشخصي في السجن .
حصلت على موعد المحامي والد الشاب خلال شهر واحد لأبلاغي بآخر المستجدات حول القضية ...
(٢__٣)
مر الأسبوع الثالث على موعد المحامي والد الشاب الذي ساعدني وتعاطف معي .
تم الاتصال على أستقبال الفندق الذي أقيم فيه مؤقتآ ، كان فندقآ قديمآ ومتواضع وليس فيه خدمات جيدة ، رغم هذا فهو أحسن بكثير من نومي تحت سلالم العمارات أو البنايات قيد الأنشاء كما هو حال بعض المشردين المحرومين ، أملك مالآ ليس بالكثير أدخرته لي أدارة السجن وكان ضمن الأمانات الخاصة بي لأنفاقه بعد الخروج وهذا نظام ثابت في أدارة سجن البلدة .
المهم أكملت أتصالي وكان المتحدث أحد محامي مكتب الشركة للمحاماة الدولية التي أخذني لها ذلك الشاب الوسيم حيث والده هناك ، أتصلت بالشاب وأخبرته عن تلقي اتصال هاتفي من الشركة وحظر بسيارته فورآ وخلال نصف ساعة وصلنا للشركة .
تم أبلاغي بأن القضية لها توابع وملفات جنائية أخرى ولم يتم أخباري بها من قبل أدارة السجن وذلك لوجود علاقة قرابة ونسب بين ضابط السجن المسؤول وبين التاجر الذي كنا نعمل في فلته الكبيرة .
أحداث كثيرة وتجارة مخدرات وبيت قمار .
بعد مرور خمسة سنوات وقعت جريمة قتل أخرى للحارس الجديد الذي شغل مكاني وقيدت ضد سارق مجهول بعدها بفترة قريبة حصل تبادل أطلاق نار في حديقة الفيلا بين متعاطي المخدرات بسبب عدم التزام احد الاطراف بتجهيز كمية متفق عليها سابقآ من المواد المخدرة والعملات المزورة .
راح ضحيتها التاجر الشاب وأحد أصدقائه .
وجدت الشركة أعترافات خطيرة من قبل أصدقاء التاجر الشاب الذين كانوا معه أثناء الحادث ، وأهم أعتراف وأخطرها كان حادث مقتل زوجتي وتلفيق التهمة لي وزجي في السجن ظلمآ وبمساعدة نسيب الشاب ضابط السجن ونفوذه بين ضباط الشرطة ودفع الرشى لبعض ضعفاء النفوس من شهود الزور ، كما تم العثور على أعترافات شهود الزور وكيف تم شراء ذممهم بعدة غرامات من المخدرات وبعض المال .
وهنا المفاجأة العظيمة التي تمكنت مني وأسقطتني أرضآ باكيآ وبدموع حارقة وهي أخباري بأن أبنتي التوأم مازالتا في رعاية زوجة التاجر الشاب الذي كنا نعمل عنده .
لا أعرف كيف أتصرف وكيف أقول وأقدم نفسي لزوجة التاجر ولبناتي اللواتي لا يعرفن أي شيئ عني وعن مصيري طيلة العشرون عامآ .
المهم توجهنا أنا والشاب ووالده المحامي الكبير على فيلا ضخمة تقع في طرف المدينة الشرقي المحاذي للنهر الصغير الذي يمر بجوارها وينعطف بعد مائة متر من نهايتها الغربية نزولآ للوادي .
ضرب الشاب جرس الفيلا ، خرج لنا حارس كبير السن سلمنا عليه وأخذ لنا أذن الدخول من سيدة الفيلا .
دخلنا الباب الرئيسي للفيلا وجلسنا في صالة كبيرة لأستقبال الضيوف .
حظرت السيدة المحترمة ورحبت بنا أيما ترحيب وكأنها تعرفنا منذ سنين طوال .
عرفها المحامي بنفسه كما عرف لها أبنه الشاب وعرفني أخيرآ لها .
قص عليها رؤوس أقلام قصتي وكيفية سجني من قبل زوجها وطمأنها كثيرآ بأني لم أحضر لتقديم شكوى جديدة أو فتح قضية أخرى ، وإن سبب حظورنا الوحيد هو الأطمأنان على البنتين التوأم وكيف يبدوان الأن وحول أمكانية التعرف على والدهما وهل تتقبلانه الأن بعد عشرون عامآ من الضياع في السجن .
تفاجئنا كثيرآ لما قامت به السيدة ، وهو أحظار حقيبة يدوية تحتوي على ألبومات صورة ووثائق ومستندات رسمية حكومية ، أول شيئ قامت به هو فتح ألبومات الصور ،
وكانت مناسبات الصور مبوبة في ظهر كل صورة ، صور رحلات مدرسية ومناسبات طلابية وحفلات تعارف وأعياد ميلاد البنتين .
أخرجت لنا مستندات رسمية بأمتلاك البنتين والسيدة لأملاك زوجها التاجر القتيل وجميع الأملاك مناصفة بين السيدة من جهة وبين البنتين من جهة أخرى ، أندهش الجميع مما سمع ورأى ، أستدعت السيدة خادمتها وأخبرتها بأن تعلم البنتين بوصول والدهما وخروجه من السجن .
لم يتوقع أحدآ ما جرى وكيف للبنتين أن يعرفا بأن والدهما في السجن وقد خرج وأن كانتا تعرفان بسجنه لماذا لم يقمن بزيارته ولو لمرة واحدة ، عم الصمت والسكون المكان ولم يسمع غير ضربات قلب الوالد المسكين والأفكار تمزق دماغه كيف وهل وماذا ، وإذا بشابتين جميلتين تدخلان الصالة وتقعان على أقدام والدهما وتقبلان قدماه والدمع يغطي قدميه أنحنى باكيآ عليهن وأحتضنهما وسط بكاء ونشيج والكل يبكي في موقف مؤلم لا يوصف ولا يوجد له مثيل .
تبين أن السيدة التي تبنت البنتين الصغيرتين كانت قد أكتشفت ومن خلال تسجيل أحد كاميرات الفيلا عن ظروف مقتل أم البنتين وكيف قام زوجها بأستدراج ضحيته البريئة وكيف تم أرسال الرجل المسكين الى التسوق ، وبعد ممانعة الضحية من بيع شرفها وعفتها للتاجر المتعاطي ومقاومة وحشيته وغريزته الحيوانية تمكن من ضربها ضربة شديدة ماتت على فورها ، وقام بالاتصال بقريبه ضابط الشرطة وتلفيق التهمة للأب المظلوم .
وتمكنت السيدة منذ سنوات من شرح الموقف بالكامل للبنتين وأفهامهن بأن والدتهن ماتت ضحية للغريزة الحيوانية ودفع حياتها ثمنآ للحفاظ على شرفها وشرف بناتها وسمعة زوجها الطيب .
وكانتا تعرفان بأن والدهما سجين ظلمآ وعدوانآ وأنه بريئ وضحية للرشوى وشهود الزور وتاجر متهور متعاطي للخمور والمخدرات قتل بذنبه وسوء تصرفاته وشذوذه عن المجتمع .
بعد مرور سنة واحدة من سكني في الفيلا مع البنات قامن وبخطوة جريئة غير متوقعة بخطبة السيدة التي ربتهن وحافظت عليهن من الظياع طيلة فترة عشرون عامآ .
وافقت على الخطبة والزواج منها وعادت البسمة والأمل على الوجوه البريئة وأشرق صباح يومآ ربيعي جميل .
(٣__٣)
الكاتب أحمد جبار الجوراني
بغداد
تنويه : الأسماء الواردة في القصة أفتراضية وليس بالضرورة أن تكون حقيقية .