أرواح مُـتـهـالِـكـة
لم أَعُـد ذاكَ الذي قد شَـعَّ اتِّـقـادا
فـأنـا أشـكـو افـتـراقـاً واضطِهـادا
أتَـمَـنَّـاهـــا هُـنــا تَـــرقُـبُـنـــي
تَـتَـمـنَّـى الـعـيـنُ قُـربـاً لا بُـعـادا
لم تَـدَعْ في الروحِ غيرَ أسَـىً
أو هـمومٍ قَــدَّتِ الـروحُ اِتِّـقَـادا
أتَـلَـوَّى لو أتَـت طيفـاً فلا
تَـشـبَـعُ الـعـيـنُ وتُـعـطـيـني الـمُـرادا
وإذا مــا جـاءَنـي مـنهـا رؤىً
أَجِـدُ الآمـالَ تـعـطـيـنـي مِـدادا
أينَ مَن كانت على جرحي نَدىً ؟
وتَـبُـثُّ الـروحَ في روحـي وِدادا
أيـنَ مَن بَـثَّـت تَـبـاريحَ الهوى ؟
أيـن مَـن زَالَت من القلبِ الـصَّـفـادا
أطـلــقُ الآهُ بِـــآهٍ بَـعـدهــا
أيـنَ سُعدى ؟ بَـحَّ صوتي مـا أفـادا
فَـعَسى أن تَـسـمَـعَ الآهُ وتــأ
تـي ، فَـتـرويني حـنينـاً واجـتـهـادا
أيُّ آهٍ قـد رَمَـت قلبي ؟ ولا
تَـبـتَـغِـي الـسكنَ وتُـبقينـي فُــرادا
أشتَـكيـهـا الآن ، أشكو حالَـتي
بَـيـدَ أنِّـي أرتَـضِـي هَـذا الـمُـنـادى
مـا جـنـيـنـا غـيـرَ أَنٍّ وأَسَـىً
وارتَـضَـيـنــا رُغـمَ في هـذا عِـــنـادا
أنــا لا أحـتـاجُ إلَّا وصـلَـهـا
أو رُؤَىً تـأتــي بِـها أو أن تُـعــادا
لـم يَـزِدنـي الشوقُ إلَّا أمَـلاً
أتَـغَـنَّــى كــلَّـمــا مِـــدتُ ومَـــادا
قـد تَـبَـلَّـغـتُ الهوى دونَ نَـوَىً
فَـسَـبَـتنِـي البيضُ سُعدى أو سُـعـادا
إنَّـنـي ذُبـتُ الـتِـيـاعـاً وهَـوىً
ذُبـتُ حُـبّـاً واشـتِـيـاقـاً وافـتِـقـادا
أمَـلـي أُبـقـيـكِ زهـراً يُقـتَـنـى
فـي عطوري الأنَ أشكـوكِ ارتِـيـادا
وتَـركـتِ القلبَ يشكو شُـعَـلاً
فـانهزمتُ اليومَ لا أبـغي اسـتِـزادا
لا يـلُـذُّ الـنـارُ إلَّا حـطـبـاً
كـيفَ ألـقـاكِ وقد كـنـتُ الــرَّمـادا ؟
كيفَ أسعى؟ كيف أدنو حِصنَها ؟
كيفَ حـالـي ؟ والهوى فِـيَّ أبــادا
كـم أضَـعـنــا الوقتَ أيـامَ الأسَى
كـم حَـبـسـنـا أدمُـعـاً كانت حِـيـادا
كـم وكـم كُـنَّـا أُسـارى في الهوى
ما احتَضنـتِ الحبَّ بل زِدتِ السُّـهادا
والـتَـمَـسـنا كلَّ عُـذرٍ بِـيـنَـنـا
بـعـدهـا ازدَدتِ عِـنـاداً وابـتِـعـادا
ياسر محمد الناصر