(لن تشرق الشمس أبدا )
قصة متسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
٢٠٢٤
الفصل الثالث
-------------------------------------------------------
-٢٤-
ظلمات القرى
في جمعة الفتيات مع نجوى لم يكن لهن حديث سوى عن يحيى الذي فتنهن حتى الهوس،فمنهن من تمننه لأنفسهن..ومنهن من حقدن عليه ..ومنهن من سخرن منه ؛والآخريات بسبب تأكدهن من عدم استطاعتهن الوصول إليه قالت نجوى :
-ابن عمي بحبني وأنا متأكده إنو ماأجى على قريتنا لبعيده إلا عشاني أنا؟
قالت فتاة :
-هنيالكي بيه يانجوى ..ديري بالكي عليه احسن ماتخطفه وحده ثانيه منكي؟
تقول أخت سميرو:
-والله لو إنه يصح إلي ليله وحده بس أنام معاه ويذبحوني بعديها؟
ترد نجوى :
-ههههههههه الله يخزيكي ياحمده ماأنا قلت إلكي إنه إلي؟
أما حنين وهي فتاة سمينة جدا بسبب إصابتها بمرض الغدد ،فتقول:
-والله إبن عمكي هذا مو داخل ...........؟
-هههههههه ليش ياحنين حرام عليكي؟
-لأنه مابتكلم بالمره ولابمزح مثل الشباب دايما ساكت.
* * * * * * * * *
مع وقت الظهيرة يفيق سعدون وسعيدان من نومهما العميق مع وصول سميرو فيتوجهون معا إلى بحيرات الملح الدافئة.
ينزعون ثيابهم ويغطسون بالبحيرات ويغمرهم الدخان المتصاعد منها.
وتذكر يحيى أيامه في الجبل مع صديقته فرح وأمها الروحية نوال.
فقرر أن يزرهن في الجبل حالما يعود إلى قريته أم الملح.
* * * * * * * * *
بعد أن تزوج حسان الحجار من "هدى"،لم يرزقه الله منها سوى بولد أبيض كأمه ابنة المدينة، اسمته "عبد الجبار"على أمل أن يكون قوي كأخوتها ،لكن ولخيبتها الكبيرة ماأن بلغ عبد الجبار سن المراهقة حتى ظهرت عليه علامات ودلائل الإنوثة،وظهر على صدره التثدي،
وكان يشتهي كما تشتهي النساء .
بل وكان مصابا بعقدة الاستعراض والتعري كارتداء السراويل القصيرة ويسعد كثيرا بعرض جسده وفخذيه البيضاوتين السمينتين أمام بنات عمه الكثيرات.
وكان يفرح كثيرا عند سماعه لكلمات الإعجاب والمديح.
أما هدى التي تمنت إنجاب الكثير من الاولاد كي تتمكن من مد جذورها بعائلة الحجارين، وبالتالي التنعم بالمال والميراث،فلم تحصل على ماتريد تماما بالرغم من سيطرتها الواضحة على زوجها حسان وخضوعه لها .
إلا أنها كانت ناشزا؛ فدائما ماتتعمد إهانته وشتمه بالقول والفعل أمام الضيوف وأمام أسرتها الكبيرة المسيطرة.
فعندما يسألها أي ضيف لماذا لم تنجب أخا لعبد الجبار كانت ترد :
-طيب وين هذا الرجل إلي بدي أحبل منه ..دلوني عليه؟
فاضحة عجز زوجها كالعادة بالرغم من طوله وضخامته.
* * * * * * * * *
عند عودة يحيى واولاد عمه يرى شرطي يلف الحبل حول رقبة أحد الأقارب ويقوده كما وأنه كلب وسط جمهرة الأقارب وصمتهم وعجزهم،وكان في كل حين يستدير إليه ويصفعه على وجهه أو يركله.
إرتعش يحيى من شدة بالغضب وصعدت الدماء إلى دماغه كالعادة ،وسأل أحد الوقوف:
-شو هاظا ..ليش الشرطي هيك رابط الزلمه هو إحنا وين عايشين..بعدين هو شو عمل حتى يربطه بهاي الطريقه البدائية ؟
رد الشاب بهدوء كما لو أن مايحدث شيء عادي:
-هذا خالي بشير مسكه سكران في الشارع؟
-خالك !! وقاعد بتتفرج عليه.
-شو بقدر أعمل ؟
-شو بتقدر تعمل..هو إنتي مش زلمه..مابصير يربطو هيك ..واجبه بس إنو يوخذه على القسم ويحرر محضر ..مابطلعله يهين بني آدم ..ويش هاي المسخرة مابصير هذا الحكي؟
-هيك الشرطة في قرانا يايحيى..اسكت يايحيى بلاش يسمعك.. يعني إنتي بدك إتغير قرانا لحالك ..مابتقدر؟
قال يحيى بضيق:
-متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
* * * * * * * * *
أما عليان زوج ساره ،فبعد أن زنت أخته الوحيدة غروب وقتلتها أمها هلاله،فقد تغيرت معاملته لزوجته وبناته ،فقد قسى عليهن بطريقة لاتطاق وكان كلما غضب من واحدة من بناته يقول:
-كان عندنا أخت وحده وإحنا عشر رجال ماقدرنا عليها أنا مش عارف كيف بدنا نقدر على عشر بنات ؟
* * * * * * * * *
أقام يحيى عدة أيام مستمتعا بمناخ أم الدخان المعتدل والبرك الدافئة حيث الدخان المتصاعد منها كالأبخرة.
حتى كان يومه الأخير فيها،وبعد وصوله مع أقاربه من رحلتهم،دخل إلى الغرفة المخصصة للإغتسال..كانت نجوى قد أعدت له فيها جركل الماء وعلبة صغيرة كي يغرف فيها الماء، ومنشفة .
نزع ثيابه ومن ثم الشورت الممتلىء بالملح الجاف وإغتسل وإرتدى غيره ،وبينما كان يقوم بارتداء ثيابه سمع خرخشات وراء باب الغرفة المتهالك ،المحطم ،فوجد فيه ثقبا صغيرا لم يتنبه إليه من قبل ،نظر من الثقب ليرى أمامه عين صفراء كبيرة ،كانت تتلصص إليه أثناء إغتساله وتبديله لثيابه..بعد أن احست به ابتعدت مسرعة ..رأى مدرقتها "ثوبها الشعبي الأسود الطويل"وهي مبتعدة وتأكد بأنها زرقا خالة سميرو .
فعلم أنها كانت تتلصص إليه من تلك الفتحة طيلة أيام إقامته هنا دون علمه ،فقال وهو كله دهشة:
-بس هاي بعمر أمي!!
* * * * * * * * *
أما حسن الحجار فيتزوج من ابنة عمه المتسلطة "آمال"والتي كانت أكثر قوة وجبروت من هلاله ،فأكتسحت ساحتها بقوة ،وكانت أصوات صراخهن لاتخفت،ومعاركهن لاتتوقف .
كانت آمال أمرأة شبقة ..رهيبة تتمنى الرجل القاسي العنيف ليشاركها فراشها ،أما الزوج فيجب أن يكون ضعيف الشخصية ،مهزوز لتحكمه هي ؛وبالطبع هي متيقنة من عدم توافر تلك الصفتان في رجل واحد.
أطلق عليها زوجها لقب "العاصفة" فكانت عندما تقول لها هلاله معاتبة:
-لويش ماتخلي جوزكي يدخل عليكي يامره؟
فترد عليها بوقاحة:
-إنتي قلتيها ..مره ..أيوه أنا مره ..أنا مهره مابقدر يركبني غير الرجل الخيال ..وولدكي حسن مو زلمه؟
-طيب ليش ماتخليه يطلكي؟
-والله هاظا ماشغلكي ..روحي قليله هو يطلقني.
ويوما ما قال سالم لحسن منذرا بغضب:
-اسمع ياساقط ،أنا رايح أمهلك ثلاث أيام ..فاهم ثلاث أيام بس وإذا مابتدخل على مرتك وبنسمع زعيقها والله إني غير أدخل عليها أنا ،إنتي فاهم؟
أما حسن فلم يجيب لكنه
إبتسم إبتسامة بلهاء كعادته.
* * * * * * * * *
إرتدى يحيى ثيابه وحمل حقيبته مستعدا للمغادرة إلى قريته ..إستوقفته نجوى وهي تكاد أن تبكي ،وقالت له:
-خلص مروح هيك يايحيى؟
-أيوه خلص يانجوى ..الأرض طلبت أهلها.
-يعني مش رايحه أشوفك مره ثانيه؟
-والله ماظنيت إني رايح أرجع مره ثانيه هون يابنت عمي؟
-ليش يايحيى؟
-والله مابدي أكذب عليكي يابنت عمي ..أنا ماقدرت إني أتأقلم مع الناس هون؟
-بس..بس أنا ..أ..أنا عمري ماصارحت حدى بحبي قبل هيك ..بس ..بس أنا بحبك يايحيى؟
-شكرا إلك ..تحبك العافيه.
-شو بتتمسخر علي يايحيى؟
-ماعاذ الله يانجوى أنا عمري ماتمسخرت على حدى في حياتي كلها.
-طيب ..طيب شو ردك علي ؟
-والله يانجوى مابقدر إني أوعدك بئشي أبدا ..أنا طريقي طويل ..وقدامي هدف ولازم إني أصل إله ؟
-تغيير القرى مش هيك ؟
-أيوه ورايح أبدى بقريتي وبعدين بتفرغ لقريتكو وغيرها.
-بس مابتقدر إنك إتغيرها لحالك يايحيى..شو بدك بوجع الراس؟
-بحاول يانجوى بحاول..يعني لو كل واحد قال شو بدي بوجع الراس بتظل قرانا متأخره والكل بستغلها.
-طيب ..وأنا؟
-لا إنتي ولا غيركي يانجوى إطمني أنا بطلع لبنات قرانا كلهن على إنهن خواتي..خواتي وبس .
كانت نجوى بمجرد أن رأت يحيى قد أخنثت بوعدها لسميرو الذي كان يحبها ويسعى للزواج منها ،ولهذا السبب حقد سميرو على يحيى وبدأ يكيد له في كل مكان،وسميرو هو أول من ورث الفسق والزنا وشرب الخمر عن الآباء وعلمه لمن يصغرونه.
ونافس عليه سعدون.
* * * * * * * * *
بدأت هدى في التودد ليحيى لعلها تكسب وصاله ،فكانت ترسل له الرسائل الشفهية مع بنات تثق بهن،لكنه لم يعرها أي إهتمام ،ولم تتلقى منه أي رد .
حتى كان يوما وكان يحيى في زيارة إلى أخته ساره ..ذهب إلى سطح المنزل بينما كانت ابنة أخته تعد له الشاي ،كان جالس على مقعد مريح ،متكىء إلى الخلف..شارد الذهن ،صعدت هدى إليه وأحاطت عنقه بكفيها وقالت مهددة:
-يحيى..أنا مابحب إنو واحد يتجاهلني..إنتي مابتعرف أنا بنت مين؟
ثم قامت بعضه على عنقه وغادرت هابطة الدرجات بسرعة كي لايرها أحد.
* * * * * * * * *
تمضي الأيام الثلاثة على حسن دون أن يتمكن من الدخول بزوجته آمال ،فيزره سالم في وقت القيظ ويقول له :
-مادخلت عليها مو هيك ..لأنه إمبين على وجهك ؟
يخفض حسن رأسه ويبتسم ببلاهة دون أن يتكلم ،فقال له سالم:
-طيب استناني برى على بين ماأجهزها إلك ..يله؟
يبقى حسن في باحة المنزل ويدخل سالم إليها ويقفل الباب وراؤه ويقول لها :
-هسى بدي أعلمكي مين همه عيلة الحجارين ياآمال ..بدكي رجل يدخل عليكي مو هيك ..طيب هيو أجاكي الرجل..تعالي جاي؟
ثم صفعها صفعة لن تنساها أبدا ،بعد ذلك ركلها فوقعت على الأرض ثم أخذ يمزق ثيابها دون أن تتكلم أو حتى أن تقاوم ،لكنه أراد سماع صراخها ،فأخذ يعضها في جميع أنحاء جسدها ..فأحتضنته بقوة.. وتأوهت بمتعة ..ونشوة وهو يغتصبها بعنف.
بعد أن إنتهى منها قال لها بحزم :
-هسى إنتي جاهزه لجوزكي مو هيك ياآمال ؟
فهزت رأسها موافقة .
يخرج سالم بعد أن تركها كالغطاء الصيفي المجعلك ،فيخرج إلى حسن الذي كان لايزال ينتظره في الخارج ويقول له:
-يله إتفضل هي مرتك جاهزه ..أدخل عليها لأخرب بيتك ؟
فيدخل حسن إليها وهي نائمة.
ومنذ ذلك اليوم وسالم يهيئها لأخيه حسن بنفس الطريقة ..فتستمتع هي بعنفه، ويستمتع حسن بجسدها الخالي من أي حرارة بعد أن تكون قد خمدت ناارها التي كانت متأججة.
بعد ذلك يتجاوز سالم بفرض شخصيته عليها بالقسوة والضرب في كل مناسبة وعلى الملأ وهي مستسلمه دائما.
في البداية إعترضت أسرتها،لكنها طلبت منهم عدم التدخل وهي تعرف مصلحتها أكثر منهم.
وفي الحقيقة أن آمال قد حصلت على ماتريد .
* * * * * * * * * *
أما سويلم فقد انجب ثمانية بنات وولد واحد ،كان الأجمل بين أخواته الثمانية،أسموه "نور"،تعلقت هلاله به إلى حد الهوس.
فكان ملازما لها وينام باحضانها ،يرافقها في جميع نزهاتها وزياراتها إلى الأقارب .
وكان يوجد في فناء المنزل غطاء للجورة الامتصاصية،كان الغطاء محطم وآيل للسقوط ،وكانت هلاله دائما ماتطلب من اولادها إصلاحه، لكن وسط إنشغالاتهم الكثيرة باعمالهم وجمع المال وعلاقاتهم مع المسؤولين كانوا يؤجلون أمر إصلاحه،أو يتناسونه.
حتى كان ذلك اليوم ؛وبينما كان حفيدها نور يلهو في باحة المنزل وقد غفلت عنه ولم تتنبه سوى عندما سمعت صوت الإنهيار وعلو صراخ حفيدها نور.
فخرجت تجرى كالمجنونة إلى حيث مصدر الصوت.
(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه
٢٠-٥-٢٠٢٤