(لن تشرق الشمس أبدا )
قصة متسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
٢٠٢٤
الفصل الرابع
-----------------------------------------------------
-٣٣-
الشاب الغاضب
تمر أيام على الخلاص من جائحة الطاعون الذي قضى على نصف أهل القرية،ويتم أخيرا فتح الجسر ليكون حدثا تاريخيا كبيرا بالنسبة لمن تعلقت قلوبهم بالمدينة أوالمحافظة.
يجلس يحيى على حافة القناة ويطلق العنان لأنفاسه المختنقة من خلال نايه الحزين .
يجذب صوت الناي الباكي صديقه المجنون سرور الذي إنحنى وقبله على رأسه مبللا شعره الأملس كالحرير بالدموع والمخاط ،ومسح دموعه بكم قميصه القديم الملطخ بأطنان من الأوساخ ،ثم يجلس إلى جانبه ليحدثه بحزن :
-والله إنك قطعت قلبي يايحيى؟
-كيف حالك ياسرور؟
-أنا..إيييه من الله كويس.
-خليك مع الله ولا تهتم ياسرور؟
-إيييه..بعدك بتفكر إنك إتغير القريه يايحيى؟
-مو بفكر..أنا مقرر ..هذا واجبي تجاه قريتي ياسرور .
-وفكرك هاي القريه بتتغير ..كأنك بدك إتغير الشياطين وإتخليهم يصيرو ملائكه ؟
-بحاول ياسرور بحاول؟
-إيييييه...طيب اسمع هاي السلافه إلي بدي أسولفها إلك ؟
-سولف ياخوي ياسرور،أنا سامعك سولف ..والله إنك أنظف واحد بالقريه.
وبدأ سرور بقص الحكاية وفي كل جملة منها يكرر قول "شايف كيف" كعادة جميع أهل القرية عند التحدث،ويرد يحيى ب "أيوه":
-بقولو إنه كان فيه ملك ..هذا الملك كان في بمملكته نهر.. شايف كيف؟
-أيوه.
-وهاظا النهر كان إلي بشرب من ميته بصير مجنون ..شايف كيف؟
-أيوه.
-مشان هيك كان هذا الملك مابشرب منه بالمره مشان مايصير مجنون ..شايف كيف ؟
-أيوه.
وكانو يجيبولو الميه من مملكه ثانيه ..شايف كيف؟
-أيوه .
-لكن كل شعبه شربو من هاظا النهر وصارو مجانين ..بعدين صار ملكهم غريب بين شعب كلهم مجانين وماعرف كيف بدو يتعامل معاهم ..لاهو قادر يحكمهم ولا هو قادر يتفاهم معاهم..شايف كيف؟
-أيوه.
-بتعرف ويش سوى ؟
-ويش سوى ياسرور؟
-راح شرب من النهر وصار مجنون مثليهم ..قال هاظا هو الحل؟
-يالطيف.
-ها كيف لعاد ومشان هيك بقولو إن جنو ربعك مابنفعك عقلك..وقريتنا أهلها أجسامهم وعقولهم مخدره ..أدمنو على الوساخة وتميزو بالخسه والنذاله والغدر ..كيف بدك إتغيرهم يايحيى؟
-والله العظيم إنك إنتي أعقل من كل أهل هاذي القريه ياسرور..لكن أنا بحاول وإن ماقدرت بكتفي بأضعف الإيمان.
* * * * * * * * *
يمر يحيى في طريقه بشاب سكير كان يجالس ولد في العاشرة من عمره
وكان يصب له القليل من الخمر في غطاء الزجاجة مقابل قرش للغطى الواحد؛وتلك طريقة يتبعها السكارى في القرية لجر الاولاد إلى إدمان الخمر.
ماأن يرى الولد يحيى حتى ترتعش يده خوفا منه ..فيركل يحيى يد الولد ويسقط من يده غطاء الزجاجة ويقول بغضب:
-شو هاظ وله ..قاعد بتشرب خمره ؟
فوجه له صفعة قوية على وجهه فأخذ الولد يتوسل إليه بألا يعاقبه معاهدا بألا يكرر هذا الفعل ثانية.. فأكتفى بذلك وتركه يذهب.
ثم أخذ يحيى الزجاجة من الشاب وحطمها على الأرض وقام بكيل الصفعات للشاب وقال له:
-والله إذني بشوفك بهذا المكان أو قاعد بتحكي مع ولد زغير غير إني أذبحك ..بدك تشرب روح إشرب بدارك..يله روح إقلب وجهك من هون؟
ثم ركله على قفاه وهو ذاهب.
لكن الشاب بعد تلك الإهانة وخسارته أيضا لزجاجته الثمينة لم ينسى ولن ينسى إهانة يحيى له.
* * * * * * * * *
يذهب يحيى في زيارة كالعادة إلى المرأة العجوز ويصافحها ويقبل يدها ورأسها ويجلس للتحدث إليها .
تطلب منه قبل كل شيء أن يعزف لها مقطوعة على الناي ، فيعزف لها مقطوعة "قريتي" فتبكي العجوز كما وأنها فهمت فحوى المعزوفة.
وعندما إنتهى يحيى من معزوفته قالت العجوز:
-الله يوفقك ويشدد حيلك ويحميك لشبابك ياوليدي ؟
-والله إني إشتقت إلكي ولبركاتكي ياجده..بالله عليكي لاتنسيني من دعاكي ياجده ..أنا محتاج لدعاكي دايما.
-تشتاقلك العافيه ياوليدي.. أنا إذني بنسى كل إشي مابنسى إني أدعي إلك ياوليدي يايحيى ؟
رأى عندها طفلة تبدو في العاشرة من عمرها كانت تجلس جلوس الفارسة فوق ساق شجرة كبير مبتور ،وكانت تنظر إليه وتسمع أحاديثه متأملة.
وتابع يحيى حديثه:
-أيوه ..شو بتنصحيني وبتعطيني من تجاربكي وخبرتكي ياجده ؟
-إييييييه ..اسمعني ياوليدي ..قريتنا غارقه ومامنها فايده ..يعني لو إنتي ومعاك كمان ألف رجل نظيف طاهر مثلك ماقدرتو إنكو إتغيروها وماقدرتو إنكو إتطهروها من دنسها؟
-طيب وشو الحل عنديكي ياجده..شو بتشوري علي ؟
-الحل ..إنك إتحط راسك بين الروس وإتنادي ياقطاع الروس؟
-بس هاظا ضعف ودعم للخراب ياحجه؟
-إيييييه هظول عرب..قبلك يايحيى غدروا بصحابة وصالحين وحاولوا حتى يكتلو أنبياء مشان يظلو على فجورهم.
-بس ماتركوا رسالتهم وواجبهم؟
-عمنهم أنبياء..بس إنتي خليك بحالك أحسن ياوليدي؟
-بس هيك مابنفع ياجده وإحنا قدوتنا نبينا العظيم صل الله عليه وسلم.
-لا..لا..بنفع ياوليدي ..ترى مابنوبك من ورى قرف القريه غير وجع الراس؟
-طيب..شو بتقوليلي عن أهل قريتي ..عيلة الحجارين وأهلي وغيرهم؟
-اسمع ياوليدي ..حط كلب يحمي دارك وقط يوكل فارك وعيش لحالك وريح راسك؟
-زين..وإيش كمان؟
-وخذ حذرك من أثنين ..جاهل حفظ سطرين ..وجعان صار معو قرشين؟
-زين.
-لاتعطي سرك لمره حتى لو كانت أمك ؟
-زين.
-و..عيلة الحجارين..هههههه ترى إبن القريه لمشم "أي التافه "الأجرب لمنه يحس إنو صار معاه قرشين تراه بخرب .. وهظول بنطبق عليهم القول الغني بطعم ..والفقير بطعم ..الكريم بطعم ..والبخيل بطعم ..بس كبير البطن مابطعم؟
-طيب وشو بتقولي عن ابن المحافظه ياجده؟
-ياساتر يارب ..إسمع ياجده ..إبن المحافظه لاتفوته دارك ولايشوف ولاياك ولا تعطيه أسرارك؟
-لويش ياجده؟
-إبن المحافظة إن فات دارك مابفوتها غير مشان ثلاثه ؟
-ويش هنه ياجده؟
-هاظا مابرافقك وبفوت دارك غير مشان مرتك.. أوأختك.. أوبنتك؟
-يالطيف .
-سترك يارب..ترى أهل المحافظه بكتلو الميت ..وبهتكو عرض البنت العذرى وهي بقبرها ..وبقدروا يتاجروا ويبيعو حتى برموش العين ..تراهم لابحللو ولا بحرمو ؟
-عفوك يارب ..وبيش بتنصحيني كمان ياجده؟
-أييييه ..ويش بدي أقول كمان.. والله خايفه أهزك ياغربال..يقع منك كل عزيز وغالي ..الله يوفقك ياوليدي؟
-والله ياجده أنا مابدي غير كل الخير لأهل قريتي ؟
-عارفه ..عارفه بس أهل قريتك مابدهم إياك ومابدهم الخير إلك وبضمرو إلك الشر ياجده؟
-موكل أمري لله؟
-والنعم بالله ..إيييبه طيب خليك قاعد مشان أطعمك من فتة لقريص إلي مسويتها بدي..خليك لاتروح هه ؟
ونهضت العجوز لأعداد فتة القريص بينما إقتربت الطفلة من يحيى وقالت له :
-ياريت لو كل أهل القريه مثلك يايحيى حشمين وزينين؟
إبتسم يحيى وقال لها مداعبا وهو يمسح بيده على شعرها الأجعد ويبعد الذباب المزعج عن وجهها:
-وياريت لو كل بنات القريه مثل حلاوتك ..إنتي شو اسمك؟
-أنا اسمي زهره ؟
-الله ..فعلا إنتي زهره يازهره ههههه؟
-عن جد أنا حلوه ؟
-أكيد ومثل القمر كمان؟
-طيب حبني.. "أي قبلني "؟
-فلم يرد يحى أن يكسر بخاطرها فقال لها بحنو :
-طيب قربي جاي خدكي الحلو؟
ثم أحاطت عنقه بكفيها ومالت بخدها إليه وما أن أوشك على طبع القبلة على خدها حتى أدارت وجهها في الوقت نفسه متعمدة لتأتي قبلته مباشرة على شفتيها ،فترطب شفتيه بلعابها الممزوج بآثار السمن البلدي .
فأبتسم وقال لها :
-إنتي قديش عمركي يازهرة؟
-تسعه ونص؟
-طيب إنتي شو بتتمني ؟
-أيش يعني؟
-يعني شو بتحبي تصيري لما تكبري وتصيري صبيه؟
-بتمنى..بتمنى مثل مابتتمنى كل بنت.. إني أجوز ويحطو على راسي طرحه بيضا ..وأخلف عيال كثير؟
-بس هيك؟
-آه.
-وما بتحبي إنكي تروحي على المدينة وتتعلمي مشان تصيري دكتوره تعالجي المرضى أو تصيري محاميه مشان إدافعي عن المظلومين أو مهندسه تبني عمارات؟
-ههههههه أنا ههههههههه ؟
-أيوه إنتي يازهره؟
-لا .
-ليش ؟
-أنا بس بدي أصير مثل أمي وخالتي وعمتي وكل نسوان القريه..بس بدي اجوز وأخلف عيال وبنات .
فقطعت عليهما العجوز حديثهما وهي تضع صينية فتة القريص المغطاة بطبقة من السمن البلدي وقالت لزهرة :
-يله ياجده بتوكلي معانا وبتروحي عند أمكي بلاش إتعتم الدنيا وإنتي بعدكي هونا؟
فضحكت وقال :
-هاي بنت بنتي إن شاء الله إنها إتكون من نصيبك ياوليدي ؟
فأبتسمت زهرة بحياء ممزوج بالسعادة البريئة وهي تمد أصابعها إلى إناء القريص.
* * * * * * * * *
بعد أن أصبح ناي يحيى الحزين في مثابة كابوس وإنذار لجميع المنحرفين والمنحرفات ،كثرت الشكاوي المقدمة ضده لدى عائلة الحجارين وكبيرهم عليان زوج أخته سارة .
فتلك امرأة تقول :
-الله وكيلك ياعليان إنو كانت بنتي رايحه على الدكانه ون المجنون يحيى معترض طريقها ومرجعها على الدار؟
وامرأة أخرى تقول :
-هذا المجنون قاظب ولدي وهو بلعب برى وسافخه كف على وجهه وأجى بصيح وأصابعه مطبعات على وجهه..لا وكمان ضارب شب من خيرة الشباب في القريه..لويش ..قال عمنو بس بشرب خمره..طيب مهو كل شباب القرية بشربو ..مايشرب وللا يزني هو ويش دخله بيه..هو كاين حاكي معه وللا جايب سيرته ؟
وإستمرت الشكاوي حتى أجابهم عليان وهو يشعر بالنشوة والكبر :
-ولا يهمكو إنتو عارفين مين عليان وإذنو حكى كلمه وأعطى وعد ..أنا اليوم رايح لعنده وإعتبرو إنو أمره منتهي ؟
فقام عليان بتجهيزاته وإعداداته؛من تلبيغ أخوته الخمسة المتبقين على قيد الحياة لمرافقته كي يحتمي بعظلاتهم ، وتحريض أخوة يحيى ورشوتهم وهو يعلم كم يكرهون أخيهم يحيى وذهبوا جميعهم إلى منزل أهل يحيى في موعد وجوده في المنزل.
وفي الطريق ينظم إليهم عدد كبير أيضا من الأقارب الحاقدين وساروا معهم.
وعندما وصلوا كان عليان لايزال يشعر بأنه في موقع القوة بينما جميع أخوته يقفون في مواجهة يحيى الوحيد،وأما أخواته البنات واكبرهن سارة زوجة عليان فكن أيضا يحيطن به في صف الأعداء وكن يقفن للتحريض والانقاص من قدره والتشكيك بمقدرته العقلية ، أي هو الآن في مواجهة عصابة فاجرة ..حاقدة تحيط به.
وحضرت تمارة ابنة الكحته وأخواتها للأستمتاع بالتشفي بيحيى ولتأخذ تمارة بثأرها منه.
فلم يكن ليحيى أي ظهر أو سند يستند إليه ، فتزداد حماسة الأقارب الحاقدين فينظم إليهم أعداد أخرى فيمتلىء المنزل وباحاته بكل قوى الفساد ، ليصبح محاصرا ؛فقال عليان وهو يتلذذ بأنتصاراته المتتالية وأنه قد أصبح في موقع القوة بالفعل:
-يحيى بلاش تصدق حالك وتوخذ دور عمر ..إطلع على حالك ..ترى إنتي عارف وإحنا عارفين القصة..وهاظا الإنذار الأول والأخير إلك ..إنتي فاهم؟
فقال سويلم بلهجة المستعد للهجوم منغرا بضخامته وقباحته:
-لاتخلي حالك منتي عارف ..خليني أجيبلك من الآخر ..إحنا لكبار هون وإنتي مجرد واحد مجنون ..ولو ذبحناك هسى مابطلع علينا إشي بنطلع منها بكل سهوله؟
وقال حسان أطولهم بحماسة:
-إحنا مش عاجزين عنك يايحيى ..إنتي ولا إشي؟
بلحظة رأى يحيى نفسه محاط بجيش من الأنذال والطغاة ومشركي القرن وهو الذي واجه جيش غازي مسلح ،لكن يوجد فرق بين الجيشان؛ اليوم هو محاصربالفاسدين ..بينما الجيش الغازي كان يحارب عن عقيدة راسخة..أما هؤلاء فهم ألعن من مشركي قريش ..وهذا هو الفرق بينهم.
خرج الجميع ..ورأى يحيى تمارة تخرج مبتسمة إبتسامة النصر ،وشاهد يحيى أخيه زكي في الزاوية يبتسم بنشوة ..زكي الأخ الذي كان من المفترض أن يكون السند له ويتأثر لتأثرة ..ويتألم لألمه.. لكن كيف سيتأثر وهو كغيره أبن خطيئه فريال..كيف سترق له قلوب أخوته وجميعهم أولاد حرام.
في اليوم نفسه يرى يحيى الشيخ عبدالكريم في نومه يشد على يده ويحثه على المواصلة:
-أستمر ..أستمر ولاتضعف يايحيى أنت الأقوى ..أنت الأقوى يايحيى..
القادم أفضل ..القادم أفضل يايحيى.
* * * * * * * * * *
بعد أن إنتهى يحيى من عزف مقطوعته الحزينه وهو جالس وراء صخرة كبيرة، يسمع أصوات رجال في الزقاق القريب يتكلمون ويتلفظوم بألفاظ بذيئة:
-ياعيني على السمرى ههههههه؟
-بقولو إن السمرى علاج للرجال؟
-بس عليها .................غير شكل؟
-هي بعدها بنت وللا كاينه مع...............؟
-وليش ماتعملها مهي من أم الملح هههههه؟
-فهمت عليك ههههههه؟
-شوف ..شوف كيف بتتعزز هلمقلعطه هههههه ؟
كانت لهجة من يتكلمون هي لهجة أبناء المحافظة وليست لهجة شباب القرية ،
وقف يحيى كالنسر فوق الهضبة ليرى أمامه دورية شرطة تسير وراء فتاة كانت تحمل جرتها فيتحرشون بها بذلك الكلام البذيء .
فأرتعش يحيى من شدة الغضب والغيرة على عرضه وشرف بنات قريته ،فهبط من فوق المنحدر وذهب إلى الفتاة وقال لها هامسا وهو يكاد أن يدمع من شدة الغضب :
-اسمعي يختي ..الله يستر عليكي إنكي تغيري طريكي وتروحي من طريق ثانيه؟
-ليش يايحيى؟
-أنا قاعد بسمع كلام مو كويس بحكوه هظول ؟
-بتغار علي ياابن عمي ؟
-هاظا مو وقته يختي ..أنا بغار على كل بنات قريتي..الله يستر عليكي يختي إنكي تروحي من طريق ثانيه؟
-ماشي ياابن عمي عشانك بس بدي اروح؟
ماأن غيرت طريقها وغادرت حتى ذهب يحيى إلى دورية الشرطة وهو يرتعش من شدة الغضب ..فضرب كفه بقوة على سقف العربة وقال:
-هي البنت راحت ..يله من هون لو سمحتو؟
فرد أحدهم:
-إي ..ولك هاظا الحكي إلنا إحنا؟
-أيوه إلكو ..إنتو شايفين غيركو هونا.
-إي ..ولك إحنا إلي حاميين ط.................ياواطي " مؤخرتك ولكن تنطق بشكل بذيء" ؟
-بلاش قلة أدب إنتي وياه ..بعدين عمري ماشفت دوريه جوى الزقق..الدوريه بتكون على الشوارع ..ماظل غير إنكو إتفوتو جوى الدور؟
-طيب ولك أنا بدي أربيك ياعرس؟
-ريي حالك ياخنزير.
فتح كبيرهم الباب وحاول أن يصفعه لكن يحيى أمسك بيده ووجه له لكمة فطرحه أرضا ..أما الباقين ففتحوا الأبواب وإنقضوا عليه اربعتهم معا،فأخذ يكيل لهم اللكمات والركلات فكان كالأسد الهائج، حتى تعفر الجميع بالتراب ولم يتمكنوا من القبض عليه .
يظهر زكي من الخلف وبيده هراوة كبيرة ..وفي غير القرية يكون الأخ هو السند الذي يخرج ليشد من أزر أخيه ويناصره، وهكذا ظن يحيى بأن معجزة ما ستحدث..وهي ربما أن يصطلح أخيه فجأة وأن تدب فيه الشهامة ..لربما..
ويقف زكي ملوحا بالهراوة أمامهم متظاهرا بأنه سيقف للقتال إلى جانبه ..فأطمئن يحيى له..لكن ماأن أدار يحيى ظهره للتصدي لهجوم بعضهم حتى
باغته زكي من الخلف ووجه إليه ضربة بالهراوة على رأسه فترنح قليلا قبل أن يسقط على الأرض فتنهال عليه الشرطة بالضرب والركل بالبساطير وهو فاقد للوعي ومن ثم كبلوه بالقيود والحبال ووضعوه في صندوق العربة وأقفلوه عليه وإنطلقوا به بواسطة عربتهم التي خلفت وراؤها سحابة كبيرة من الغبار.
(يتبع....)
تيسيرالمغاصبه
٢٤-٦-٢٠٢٤