*{كيف يؤكلُ الكتفُ}*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا تحــرك في أعمــاقك الشغفُ
وداهمتــك حــروفي حيثما تقفُ
فاعلم بانك مسحــــوراً بقافيتي
وإن قلبك أمسئ اليوم مختطفُ
الشعر. أنسامُ أشواقٌ تحـــــــركنا
وأجملُ الشعر ما جــاء به الشغفُ
يا من رميتي فؤادي في مواجعهِ
رفقاً بقلبٍ طواهُ الشوقُ والدنفُ
ماكنتُ احسبُ إن الشوق يفضحني
ولا توقعــتُ إن العيـــن تعتـــرفُ
يا آيةَ الحسن هل تدرين ما فعلت
عيناكِ في قلبِ هذا الشاعرُ الصلفُ
ما إن نظــرتُ إلى عينيكِ سيدتي
حتـــى توقفْ قلبُي مثـلما اقــفُ
حاولتُ أجمع نفسي مــن تبعثرها
فكيف يُجمعُ جسمً صـــار ينتسفُ
أصبحت كالطفلِ مذهولا بروعتها
وكالغــــريقِ إذا ما أوشـــكَ التلفُ
قالت بربك هل أنت الذي ذُكِــرَّتْ
حروفَ شعرهُ بين الشام والنجفُ
مالي أرى وجهكً قد صار مهتـرئاً
وألعينُ تدمعُ والأطــرافُ ترتجفُ
فهل أُصبـــتَ بـــداءٍ بعد فرقتنـــا
فجئتنا اليوم بالاوجـــــاعِ تعترفُ
فقلتُ أنتِ النـــوى في كل ضائقةٍ
واليـوم يضهرُ في أعماقكِ الأسفُ
أشعلتِ في القلبِ ناراً ليس يخمدها
من بعدِ هجـــركِ لامالٌ ً ولا ترفُ
حــاولتُ انسى هــواكِ دون فائدةٍ
كعاطشٍ مــن أجاجِ البحرِ يغترفُ
لاتعجبي مـــن وفاءٍ هـــدَّ حــاملهُ
ولتعجبي مــن فؤادٍ خانهُ الشرفُ
لو كنت تدركي مافي القلبِ من وجعٍ
لما تجاهلتِ هــذا الضيغمُ الانِفُ
كفي لسانكِ هــذا عن مجادلتي
من لا يراعي حقوق الخل ينكشف
أشعلتي قلبي بنيران الفراقِ وقد
عرفتي من اين فعلاً يُؤكلُ الكتفُ
_*الشاعر عادل درهم الرعاشي*_