الحلم الكابوس
قصة واقعية .. سأسرد لكم أحداثها
لكنني غيرت بعض من مجرياتها لتكتمل
صياغتها بالشكل المطلوب .
البارت الأول
محمد .. شاب ولد في عائلة غنية
لكنه كان كمن يجلس عند حافة النهر وهو
يعاني من العطش الشديد .
كان وسيم مهذب خلوق وأنيق جدآ ومثقف
لأبعد الحدود ، ورغم كل الإمتيازات التي
يمتلكها وكل أسباب الترف التي تحيط فيه
لكنه كان يعيش الحرمان والضياع .
كان كل أفراد عائلته قد أعلنوا الحرب عليه
إلا والده الملياردير .. ؟
كان يحبه كثيرآ لكنه يخفي ذلك الحب خوفآ من زوجته التي هي بالفعل والدة محمد .
جلس محمد مع نفسه ليصارحها وليجد الحلول الناجعة ليبلغ بر الأمان .
وبعد أن دار حديث طويل بينه وبين ذاته
إتضحت الصورة أمامه .. !
الإعتماد .. على النفس لإثبات الذات وإتباع
ماكان قد تردد على سمعه منذ نعومة
الأظفار .. ؟
( ليس الفتى من قالى كان أبي بل الفتى من قال ها أنا ذا ) .
فشمر عن ساعده وأمسك بمعول النجاح بيمينه وخاض معترك الحياة .
كانت الأمور عليه صعبة للغاية في بدايتها لكنه تمسك بقراره وأصر على المضي قدمآ لتحقيق أهدافه .
نجح محمد في مسعاه وأثبت جدارته وتفانيه في عمله وكان نجاحه باهر وسريع
جدآ .
كان له من والده ستة أشقاء وخمس شقيقات ووالده ووالدته مازالا على قيد الحياة .. لكنه كان وحيد بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .
تزوج من زينب وهذه المرأة كانت تعني له
كل مسميات السعادة .
أعادة له إبتسامة ثغر الحياة له ولاحت في سمائه تلك الألوان السبعة المقوصة .
وحلم وتطاول في أحلامه ورفعها لتعانق
الشمس والقمر .
إزدهرت تجارته وتحسنت أحواله وكانت
زينب مفتاح لكل ماهو فيه .
حلم بطفل ليكمل جواهر تاج رأسه لكنه
رزق بطفلة فحمد وشكر وتوالت الولادات
فكانت الثانية بنت حمد ربه على مامن عليه
حملت زينب بمولودها الثالث ، صلى لربه
ودعى كثيرآ ليكون المولود القادم ذكر .
وكان له ما أراد ولد أحمد بعد عناء ، جن
جنون الرجل وتطير فيه .
ووضعت زينب بعد ولادة أحمد أبنتان وولد
لكن قلبه كان متعلقآ بإبنه الذكر الأول أحمد
بذخ عليه الأموال وكانت كل أحلامه أوامر
لايرد له طلبه ويحمله على كتفيه ويطعمه
مالذ وطاب وثيابه كانت تليق بالأمراء .
أحمد بات قبلة الحساد وشبت نار الغيرة
بقلوب شقيقه وشقيقاته .
كانت والدة زينب سيدة حكيمة قالت له
أنك تبالغ في دلال أحمد وستدفع ثمن ذلك
في قادم الأيام .
لم ينصت لها محمد ونصحته زوجته زينب
كثيرآ لكنها لم تجد منه أذان صاغية .
كان أحمد كل أحلام محمد ولأنه عانا من
ظلم ذويه له إنعكس ذلك على تربيته لإبنه
أحمد .
توالت الأعوام ومازال الحال على ماهو عليه ، أحمد لايرد له طلب حتى لو كان
ذلك ضربآ من ضروب الخيال .
كبر أحمد ليبلغ من العمر خمسة عشر عام
كان والده لايسمح له بالخروج من باب الدار خوفآ عليه من رفاق السوء .
للشارع ضريبة قاسية أن لم تكن تحت السيطرة ، غابة تخشاها وحوش خلقت
لتسكن البراري ، لكن البشر تسيدوها وأفسدوا كل الصور الجميلة .
لكنه مرغم على أن يسمح له بالخروج ليذهب لمدرسة ، من هنا بدء أحمد
بالإختلاط مع ما كان والده يمنعه منه .
تراجعت تجارة محمد وبدأت الخسائر المادية تتوالى عليه ، وإضطربت أموره
وساد جوا من القلق في سماء العائلة
السعيدة .
زينب تعاني من كثير من الضغوطات
وزوجها بلغ حافة الهاوية . كانوا شقيقات
أحمد وشقيقه الصغير مقدرين لما ألت اليه
ظروف والدهم ، فتكافلوا وتكاتفوا مع والدهم ووالدتهم إلا .. أحمد .
بدأ يضغط عليهم ويسبب لهم المتاعب
إزداد خروج أحمد من المنزل بل بلغ الأمر
حدآ لايمكن تصوره يعود لمنزله في ساعات
الصباح .
زينب توقظ زوجها من نومه ، أستيقظ يارجل الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل وأحمد لم يعد بعد .
يخرج الزوج ويرافقه ولده الصغير سنان
للبحث عن ذلك الولد العاق أحمد . الوقت
متأخر والشوارع تسيدتها الكلاب والجو بارد ومفارز الشرطة تستوقفهم وتسألهم عن سبب وجودهم في هذه الساعة .
أصيب الوالد بالإحباط هل هذا هو الذي حلمت فيه ، لم يكن زرع يدي زرع صالح
ويبقى بحيرته وولده الصغير يرتعد من
شدة البرد .
موقف الوالد محرج ولده يدله على بيوت
أصدقاء أخيه ، يطرق أبوابهم والخجل يتملكه من تلك النظرات التي ترمقه وكأنهم
يقولون له هل هذه هي تربيتك لكن بلغة العيون بئس التربية وبئس الولد .
يعود الوالد لمنزله بعد قطع الرجاء من أن
يعثر عليه .
ليطلق ولده الصغير صرخة كانت حبيسة
ذاته ، ذاك هو أحمد ياوالدي ينظر والده
لذلك الشقي العاصي بنظرة كلها حزن وألم
يقول له أين كنت .. ؟
يتبع
الكتاب
جاسم الشهواني
العراق
2/1/2020