الأحد، 2 فبراير 2020

قصيدة {{شَــهـــْقــــَةٌ}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{دنيا العبادي}}

شَــهـــْقــــَةٌ

قُــلْ لــِلَــذَّيْــنَّ قّــزّعَــتْ ســمَــائَــهِـمُ بـَعْـدّ الـفُـرَاقِ
سَـــيــُنــْزِلُ الـْـغـَـيْــثُ صَــيْــبــَاً كـَـمــُتْــرَعَ الــْوَدَقِ

فَــمـَاْ هَـــمـْـنِـي حَــيْــفَ الــْقَـيْـظَ وَرَمْــلٌ بَــالْآفــَاقِ
أَرَى الْــــوَسِـــنَ أَفــــَلَا حَــثـِـيــثَــاً مـــِنْ الْأَحْـــدَاقِ

وَضُــرُوبُ الْـــمَــــوَاجِـــدَ مُـنَــاصَــّبــةُ الْإِرْهَــــــاقَ
جــَـاسُـــوا دَوالِـــيَـــكَ بـَــــّشـــطَــــاطَ الْإِمـــــــْلَاقَ

أنَّ خُــلَـتــْنِـي انّـي تَأزّفتْ الـتّـَرَائِـبِ مِنْ الْأَعــْمَاقِ
أَتَــوَلَ بِـخُــطَــى الـــتَـــيْــهِ عَـــلَ قَـلـبُـكَ ذِي وَدَقِ

وَجَــلْــبَ الــْبَــلَاءَ رِئَــائِــي بِــشَــهْــقَــةٍ اِحْــتِــرَاقَ
بِـنَــاراً مــُسْــتـَعـــِرَةَ الْــحَــرْقَـــةِ مــِكْــوَاة بِــحَــرْقِ
#دنيا_العبادي
***********************
#القزع: سحاب متفرقة
#كمترع: ممتلئ
#القيظ: شدة الحر
رَمل: هرول
#ضروب: أصناف 
#المواجد: الاحزان
#النصب مناصبة:التعب
#جاسوا: توغلوا
#دواليك: مرة بعد مرة
#شطط: التجاوز
#تأزّف: ضاق
#الترائب: عظام الصدر
#الاتول: هو المشي المتثاقل

نص نثري بعنوان {{ انتهى اللقاء }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ ساهر الأعظمي }}

انتهى ....اللقاء   ....بقلم ..د..ساهر الأعظمي 

دع ......تراتيل..... صلواتي  
توقظ ...فيك ....عصب ..الذكريات 
واترك.... ابتهالاتي .... تطوف 
في بحر........ الصلوات 
فأن حبي... لايزال يرتل ....الحكايات 
وقلبي ...يعزف.... نشيد ..تلك
المساءات ..... ويخبئ .....وجه بكلتا ....يديه 
فلا تسأل .... ..كيف.....غادر ...قمرنا 
 تلك المساءات .......  ...فتذكر .........
فأن الامبالاة .....التي.... تعجز ......
التفكير ....وتتعب ...القلوب ..هي...
 من...... ساهمت .............
بالرحيل ......لاتتحير... فكل ..شي... معقول 
ستبحث... ولن... تجدني .
فأن الوجوه......يكتنفها... الخوف ..ولا ...تبتسم
 ....هذة... اخر..... كلماتي ....................
التي.... اهدرها..... في... الفضاء
عد إلى...... المساء ......وتذكر ....كيف... خف
..الضياء... واستلقى..... فوق ...ذكرياتك 
فلم تكن...... كلماتي .....جارحه ......
ولكني نطقتها بحرقة وانتهى .......اللقاء

.د.ساهر الاعظمي

اللوحه للفنان والرسام محمد الرباط

قصيدة {{مناجاة}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{هيلين شيشكلي}}

قصيدة بعنوان 

       /   مناجاة   / 
_______________________

متى سينتهي ألمي يا حبيبي 

و قد تركت قصيدتي تنزف ألما

تحدثني حروفها بحبك شجنا

و أمضي في نسج خيوطها نغما

عبرتُ البحر في عينيك أميالا

و انتهيت عند شطئانه ندما

أحكي للبحر مُرّ قصة تجربتي

و أكتب دمعا من عينيك سجما

كتبتُ فوق الغيم تراتيل الحكي

و دمع عينيك قد أمطر الغيما

فأمضي في تحدي الزمان قُدُما

و رفرفة عينيك تقتل الحلما

أهواك يا حبيبي  هل ستعرفها

أم بذاك القلب أشجى و الألما
_______________________
بقلمي
الليدي هيلين شيشكلي
1/2فبراير 2020

مقال تحت عنوان{{ الحب واللاحب }} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الاستاذة {{رفيعة الخزناجي}}}}

الحب واللاحب !

عكس الأبيض أسود ، وعكس النهار الليل ، وعكس الجوع الشبع ، وعكس الحب هو اللاحب !
الجميع يعتقد بأنه الكره ، و يعتقد هذا شيئا بديهيا ، و لكن من أجل صحتك النفسية ، لابد أن تتعلم ، أن  عكس الحب هو    "اللاحب " ، هو التسامح  والسلام مع الآخرين ، حتى لو لم تكن تحبهم أو تتقبلهم ، وتلك الحالة عزيزة و نادرة وتوصلك إلى السلامة .
هناك ملايين الناس ،  في هذا العالم ، من اللذين يختلفون عنك بجنسياتهم واديانهم واعراقهم واوطانهم تربطك بهم علاقة اللاحب 
إنتقالك إلى" اللاحب " يقيك من المشاعر السلبية (التفكير الزائد ، الحقد ، العداوة ) وغيرها ، كما يكفيك شر سيئات الغيبة ، وذكرك لمن تكره .
و‏عندما تكره شخصا ، فمن الرقـي ،  ألّا تجعل الجميع يكرهه ،
من خلالِ حديثِك السيء عنه ؛ دع غيرك يخوض التجربة ، فقد يكون الخلل منك انت .
مهارة " اللاحب " ، عندما تتقنها ، فإنها تعمل عمل الفلتر ،  لتنقية قلبك ، فلا يحمل إلا حبا أو " لاحب " ، مما يجعلك سليم الصدر ، مطمئن البال ، فلا غل ولاحقد ولاعداوة .
‏لا يمنعنك ما تراه من عيوب وأخطاء ، أن تكون سليم الصدر جاعلا النية الطيبة مطيعة لك.

ختاما أُهديكم هذة العبارة  :
عند تغير النوايا ، تتغير العطايا ، راقبوا أموركم ونقّوا قلوبكم ، واحرصوا على سلامة الصدر ، 
وطهارة السر ، وطيب النفس ، إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا !
أمسية ممتعة للجميع !!!
رفيعة الخزناجي
تونس
Pica So
2/2/2020

قصيدة {{بكرية الشفتين}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}

بكرية الشفتين

***

كَتَمْتُ شَوقِي بِخَافِقِي

 لِجَمِيلَةٍ، رَقِيقَةٍ 

ضَاحِكَةٍ و مُسْتَبْشِرَة

 صَوتُهَا

صَوتُ البَلَابِلِ

تغَنِّي عَذَابَ الشَّوقِ

مِنْ شَفَتَيكِ 

.......... أَيَا بِكْرِيَّةَ الشَفَتَينِ

وعَلَیٰ كَفَّيكِ حَطَّ قلْبي فَرحَانًا

أيَا مَلاكِي أَنتِ 

............ أَنتِ مُذْهِلَةٌ

بِقَلْبِي أَلْفُ دَقَّةٍ عَن المُعَدَّلِ زَائِدَةْ

 فقَدْ تَعَلَّقَ بالْهَوى

 وعَنِ الْهَوَیٰ

كُلُّ الأَحِبَّةِ أَجْمَعُوا

 أَنَّ العِلاجَ عَلیٰ يدَيكِ

***

عزالدين الهمامي

تـــــونس

02/02/2020

قصيدة {{أومأت لِي فاندهشتُ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ {{أحمد عفيفي}}

/ أومأت لِي فاندهشتُ!! /
************
لاحَـتْ كما بـدرٍ تكاملَ , واتسق
وأزفـرت فشَمَمتُ ريحاً كالعبـق
وتَبسمت , فـرأيـتُ بين شفـاهها:
صفًَين لـؤلـؤِ يلمعان كما الشفـق
ورأيتُ هُـدباً فوق جفنيها يـرفًُ
كديدبانِ يحرسُ مُقلتيها ويمتشق
**
وميضُ عينيها خطيرٌ كالشهـابِ
يشيرُ:أنًَـي لـو دنـوتُ..سـأحترق
ناهيك عن حـورٍ يحوطُ المقلتينِ
كما سماءٍ صفـوُها يُزهي الأُفـق
ظللتُ أسـرحُ في مفاتنها..أهـيـمُ
كأنًَ بـي:شـبـقٌ سـيُبلغني:الـنزق
**
أوْمأت لِـي..فاندهشتُ , وخِلتني
وكأنًَ سهماً غـزًَ قلبي , واخترق
ودنـوتُ منها فلم أجدها , ولم أرَ
إلًَا السرابَ , وكاد قلبي يختـنـق
لا أدري هـل إنـسيًَـةٌ..كانـت هنا
أم تلك حُوريًَة وتاهت في الغسق!!
**************
الشاعر/أحمد عفيفي - مصر -

نص نثري بعنوان {{حروف منك}} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الأستاذة {{رجاء عبدالهادي}}

حروف منك تجعل الصباح بطعم الفرح ...
ففي عينيك صباح آخر لي 
فأنت مدينتي ... 
وأنت حكايتي ...
وأنت كل أشيائي الجميلة ...
فقد اكتفيت بك وطنا فلا أمان غيرك ...
واكتفيت بك نبضا ...
فلا حياة لي إلا بقربك ...
ولا سعادة لقلبي إلا بوجودك ...
فلا فرق بين قلبي وعقلي ... 
ذاك ينبض لك وهذا يفكر بك ...
كلاهما لك أنت ولا أدري أين أنا مني ...
أنت فكري وعافية قلبي ... وابتسامة صباحي ...
صباحي أنت يا من تسكن القلب والوجدان ...

رجاء عبدالهادي

قصيدة {{شفتان لذيذتان}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ {{ رامزالآحمدي }}

شفتان لذيذتان 
مُطعَّمتان بقطرِ العنب
وفائِحتان بعطرِ المها 
وبارقتان كالسُها
وشهيتان كالتمر 
هما الأكل والشرب
هُما خيرُ علاجٍ مما
في صاحبتهما 
هما الأَرَب..

رامز الآحمدي 
شاعر الشرق
2020/2/2

قصيدة {{ستورق}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ {{ جمال الدين همامي }}

على البحر الطويل 

ستورق فالأشجار لم تخلف وقتها
و تشرق شمس طالما الأرض تدور

و يلعب بالرمال طفل يبن أبراجا
و موج متهورا ينساق حين يخور 

و تسمعِ الأطيار تشدو لحن أذكار
فتسبّح للبارئ  سبحا صلاة نهار

أمن فضل للأله قنطت أم غويت
بما وسوست ليلا شياطين مكّار؟

فهل أن تمادينا يسر ضياع الحب!
و أني يزول العشق والقلب له القرار؟

وحبي بنارٍ قد طمر فيك مالئ الثنايا
فكيف الهجر يا عمري يكون لك جارا؟

جمال الدين همامي
تونس في 2/2/2020

نص نثري بعنوان {{رمت سهما في قلبي ورحلت}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{سهـــام محمـــد}}

رمت سهما في قلبي ورحلت...
==================

دوما تباغتني...بقراراتها
أي ذنب ذلك الذي تعاقبينني عليه...
احببتك..بكل جوارحي 
بكل كلمات العشق 
بكل قواميس الهجاء
ماذنبي حين يتسلل طيفي إلى مخدعك ليتنسم عبير تلك الاميرة الحالمة النائمة
ذات الجدائل السوداء المتناثرة فوق وسادتك الفضية..اتلمس  خديكِ الناعمين..وذلك الجيد العاجي...
تثور داخلي ثورة جنون 
لضمك و استنشاق عبيرك 
ارسم قبلة على الجبين
والعينين الغافيتين 
وقبلة على الشفاه 
انثر قبلات الشوق 
والحرمان على جسدك المرمري الساحر..
يثيرني ذلك الملمس
فاهفو للانصهار في تفاصيلك الانثوية
ياأمرأة عُجنت من طين الجنة وماء زمزم ومسك
من اي الينابيع ذلك الشهد المصفى في رضاب شفتيكِ
كلما ارتشفت زادت سكرتي
وثملت في تفاصيل جسدكِ 
ماذنبي وانا تثيرني ابتسامةٌ
من شفتيكِ
ماذنبي وذلك الشوق يؤججني يجبرني لطرق ابوابك صباحا ومساء
اجلس في شرفتي
 أرتشف قهوتي
 استحضر طيفكِ
أنادمه ومع كل رشفةٍ
اهديكِ عناقا وتقبيلا
انتِ ثورة عشقي ساحقق مطالبي حتى لو خضبت جدار قلبك بدمي

سهـــام محمـــد 
العـــراق

مقال تحت عنوان{{التحول }} بقلم الكاتب المصري القدير الاستاذ {{يسري الشرقاوي}}

🌹التحول👍
التحول ظاهرة في الأشياء تتسول منفذا للتغير عن ماكان عليه الوضع الأول.
في المعادن تحدث ربما دون تدخل وفي الكائنات تغير نسيج وينسى المتبدل.
وفي النفوس لا يستطيع تغييرها الرجوع إلى نقطة البداية قبل التحول.
وفي القلوب لا يشملها القلب إلا إذا كانت قلوب من احببناهم بالكره يوما عن يوم تتجول.
وربما تلام أصحابها عن علة اصابتهم بالتغيير وجعلت مشاعر البغض والكره تتوغل.
ولكننا نتناسى أن من يخسر أحد فهو المتسبب ولا نحاسب من بأيدينا جعلناهم يسلكون طريق التحول.
ربما لم نكون أهلا لعلاقات جعلت من طريقنا شوك مطعم بالخزلان لمن تحولوا عنا يوما ولم يجدوا للرجوع سبيل.
ببخل من مشاعرنا وربما بمشاعر فاترة جعلت من الاستمرار فى دروبنا قمم المستحيل.
وجعلت قلوبهم تتصدع كالارض فى الخريف ولن يفيدها من قلوبنا أي تجميل او تشكيل.
وأصبحت أفعالنا هي التحليل الوحيد الذى لا يرقي إلى قلوبهم ولن يستطيع عبورها أى تضليل.
وربما لو جملناها لا ينفع فيها اي تجميل وتسري من بين أيدينا مشاعرهم لتتخذ طريق الفراق دون تأجيل.
حتى لو زرعنا فى بساتينهم الورود بعد التحويل وحاولنا أن نضع على جروحهم  الأكاليل.
وحتى لو كان فيهم من الطباع ما هو أصيل فقلوبهم سترفض قطعا كل ماينسب من تعليل.
ولو خضنا في كل صغير وكبير وبحثنا في كل سبيل لن يصلح التحويل أي تفاصيل.
فهي اصبحت   بعد التحول شيء بغيض بدلائل أفعالنا ورؤيتنا فى عيونهم بالنقيض الثقيل.
فلا تحاول أن تتمسك بمن جعلته على النقيض حتى لا تصتدم بانكساره واتركه للرحيل.
وهذا من صنع ايدينا وأن كنا لا نقصد التحول ولكننا بدلنا قلوبنا ومشاعرنا فلا نلوم من علينا تبدل.
بقلمى
 يسرى الشرقاوي

بحث تحت عنوان{{ الحرب }} بقلم الباحث العراقي القدير الاستاذ {{د. صالح العطوان الحيالي}}

الحرب
ـــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 29-1-2020
تُعرّف الحرب لغة كما ورد في معجم المعاني الجامع أنّها قتال بين فئتين، وجمعها حُروب وعكسها سِلْم، وإذا قيل استعرت الحَرْب؛ أي أنّها أصبحت شديدة وقوية، أمّا إذا قيل وضعت الحرب أوزارها، فهذا يعني أنّ القتال انتهى، ومصطلح الحَرْبُ بينهم سجال يعني أنّ الحرب انتهت دون فوز أو هزيمة أي من الأطراف المتحاربة للطرف الآخر، ودارُ الحَرْبِ هي بِلاد الأعداء، ورجل الحَرْبْ هو صاحب الخبرة في إدارة وتسيير المعارك الحربيّة. 
وفي القانون الدولي العام فإن التعريف التقليدي للحرب هو أنّها عبارة عن نزاع مسلّح بين فريقين من دولتين مختلفتين؛ إذ تُدافع فيها الدول المتحاربة عن مصالحها وأهدافها وحقوقها، ولا تكون الحرب إلّا بين الدول، أمّا النّزاع الذي يقع ين جماعتين من نفس الدولة، أو النزاع الذي يقوم به مجموعة من الأشخاص ضد دولة أجنية ما، أو ثورة مجموعة من الأشخاص ضد حكومة الدولة التي يقيمون فيها، فلا يعد حرباً ولا علاقة للقانون الدولي به وإنما يخضع للقانون الجنائي، أما التعريف الحديث للحرب فقد تم توسيعه ليشتمل على أي نزاع مسلح ولو تم تتوافر فيه عناصر التعريف التقليدي من امتلاك الجماعة المسلحة لصفة الدولة، وإن كان النزاع قائم من قِبَل دولة لحسابها الخاص وليس لغرض جماعي، كما أصبحت النزاعات الأهلية التي تحدث في نفس الدولة تندرج تحت مسمى الحرب. 
والحرب اليوم هي وضع نتيجة حاسمة للخلافات الدولية المرتبطة بالكيانات الاقتصادية والاجتماعية للدول المشاركة في الحرب؛ وذلك عن طريق الإجبار والقتال بعد أن يتعثّر حل الخلاف بالطرق السلمية؛ الأمر الذي يدعو كل دولة مشاركة في النزاع لأن تعطي لنفسها الحق في أن تكون الحكم الأول وصاحبة السلطة العليا في أي نزاع بهدف الدفاع عن مصالحها القومية وأهدافها، إذن فإنّ كلمة حرب تشير بمعناها اللغوي إلى القتال، وليس شرطاً أن تكون عادلة وإنما قد تكون لوقوع العدوان من طرف على طرف آخر؛  وهي عبارة عن صراع بين طرفين يسعى كلٌّ منهما للتغلب على الطرف الآخر وتدمير قوته وكيانه
الحرب رحى ثقالها الصبر وقطبها المكر ومدارها الاجتهاد وثقافها الأناة وزمامها الحذر ولكل شيء من هذه ثمرة فثمرة الصبر التأييد وثمرة المكر الظفر وثمرة الاجتهاد والتوفيق وثمرة الأناة اليمن وثمرة الحذر السلامة.
ولكل مقام مقال ولكل زمان رجال والحرب بين الناس سجال والرأي فيها أبلغ من القتال.
قالو في الخرب
ــــــــــــــ
قال عمرو بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن معد يكرب: صف لنا الحرب قال: مرة المذاق إذا كشفت عن ساق من صبر فيها عرف ومن نكل عنها تلف ثم أنشأ يقول: الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا حميت وشب ضرامها عادت عجوزاً ذات خليل شمطاء جزت رأسها وتنكرت مكروهة للثم والتقبيل وقيل لعنترة الفوارس: صف لنا الحرب.
فقال: أولها شكوى وأوسطها نجوى وآخرها بلوى.
وقال الكميت: والناس في الحرب شتى وهي مقبلة ويستوون إذا ما أدبر القبل كل بأمسيها طب مولية والعاملون بذي غدويها قلل وقال نصر بن سياد صاحب خراسان يصف الحرب ومبتدا أمرها: أرى خلل الرماد جمر فيوشك أن يكون له ضرام فإن لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام وفي حكمة سليمان بن داود عليهما السلام: الشر حلو أوله: مر آخره.
والعرب تقول: الحرب غشوم لأنها تنال غير الجاني وقال حبيب: والحرب تركب رأسها في مشهد عدل السفيه به بألف حليم في ساعة لو أن لقماناً بها وهو الحكيم لكان غير حكيم وقال أكثم بن صيفي حكيم العرب: لا حلم لمن لا سفيه له.
ونحو هذا قول الأحنف بن قيس: ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا.
وقال: لأن يطيعني سفهاء قومي أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.
وقال: أكرموا سفهاءكم فإنهم يكفونكم النار والعار.
وقال النابغة الجعدي: ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا وأنشد هذا الشعر للنبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهى إلى هذا البيت قال له النبي صلى وقال النابغة الذبياني يصف الحرب: تبدو كواكبه والشمس طالعة لا النور نور ولا الإظلام إظلام يريد بقوله: " تبدو كواكبه والشمس طالعة " شدة الهول والكرب كما تقول العامة: أريته النجوم وسط النهار.
قال الفرزدق: " أريك نجوم الليل والشمس حية " وقال طرفة بن العبد: " وتريك النجم يجري بالظهر " وإليه ذهب جرير في قوله: والشمس طالعة ليست بكاسفة تبكي عليك نجوم الليل والقمرا يقول: الشمس طالعة وليست بكاسفة نجوم الليل لشدة الغم والكرب الذي فيه الناس.
ومن قولنا في صفة الحرب: ومغبر السماء إذا تجلى يغادر أرضه كالأرجوان وكل مشطب المتنين صاف كلون الملح منصلت يماني كأن نهاره ظلماء ليل كواكبه من السمر اللذان وفي صفة المعترك: ومعترك تهز به المنايا ذكور الهند في أيدي ذكور لوامع يبصر الأعمى سناها ويعمي دونها طرف البصير وخافقة الذرائب قد أنافت على حمراء ذات شباً طرير تحوم حولها عقبان موت تخطفت القلوب من الصدور بيوم راح في سربال ليل فما عرف الأصيل من البكور وعين الشمس ترنو في قتام رنو البكر من بين الستور فكم قصرت من عمر طويل به وأطلت من عمر قصير العمل في الحرب قيل لأكثم بن صيفي: صف لنا العمل في الحرب.من الحكم التي تتعلق بأدب الحرب ، إذ كان للعرب آداب وقواعد في الحرب يطلبون من
المحاربين إتباعها والالتزام بها من اجل كسب الحرب والانتصار فيها فقال : ( اقلوا الخلاف على أمرائكم ، فلا جماعة لمن اختلف عليه ، واعلموا إن كثرة الصياح من الفشل ، فتثبتوا فإن احزم  .  الفريقين الركين   وادرعوا الليل فإنه أخفى للويل ، وتحفظوا من البيات )
المصادر
ـــــــ
1- تعريف و معنى حرب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي 
2- أ.د.وهبة الزحيلي - آثار الحرب: دراسة فقهية مقارنة
3- موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن، "الآثار السلبية التي تخلفها الحرب والأسباب المؤدية لنشوبها"،
4- أبن دريد : الأشتقاق
5- أبن حزم : جمهرة أنساب العرب
6-العسكري: جمهرة الأمثال
7- أبن عبد ربه : العقد الفريد

قصيدة {{راية الحق}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}

-راية الحق-

في الساح ننفرد
لا حق لمغتصب

كلاب تستعر
من رمم مستلب

ضمائر فيها النوم
وحق لنا مغيب

قلوب غلف هاجره
لا تصحوا لا تهبّ

وطن سليب لنا
سرق الحق مغتصب

الفجر يأتلق الفضا
ثبات الحق لا النوب

نمشي على النار لظاً
نحترق لا نَهِب

كرامة الأرض لنا
الذود عنها بالحِراب

كن شهيداًكن أسيراً
في الأرض يا حر تأهب

لا صفقة لا صفعة
هُزم من قبل ثعلب

روم وفرس تكالبوا
قل لأمريكا لا تجرب

نحن أصحاب حق
الأرض لنا فالتهربوا

القدس بيت لنا
نحميه من النوب

نرفع راية الحق
فلسطين اليوم في غضب

#لا-لصفقة -القرن

#لا- لسرقة-الوطن.

صفوح صادق-فلسطين
٢-٢-٢٠٢٠.

خاطرة بعنوان {{زحام سماواته}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{ليلى العراقية}}

خاطرة بعنوان (زحام سماواته)
.......................................................
غروبا تغتسل النوايا
تدخل فم الليل عارية 
تمجد العتمة  
تبتل  وتستتر بتوق
تتمحور حول أضراس الغياب
يلوكها  بنهم  ، يفتح فاه 
ثم يغلقه  لتكون خمرا 
زحام  في سماواته  
ستبقى ......

ليلى العراقية
2/فبراير/2020

قصيدة {{اكتب للحروف}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{ علي محمد }}

اكتب للحروف....
#العين.....ع
عين عابرة عاندها القدر
عين عاشت..وترعرعت عشقا.. فارعدت وعربدت بين اضلعي
عشعشت وعمرت في عرين قلبي..فعلت.. وفعلت
هي عذوبتي وعزائي وعبادتي.... 
هي لوعتي ودمعتي وعبراتي..
هي شمعتي في عتمتي..
عريشة ياسمين عذراء..  عبير عبق عذب عطر
عين..هي عروبتي وعزتي وعزوتي وعلمي وعلمي..وعشرة عمري..وعين اسمي
وعين العيون....انتم..سلمتم ودمتم
عمتم صباحا..ومساءا
عين من عسجد..لكم👇
دمشق..سوريا

السبت، 1 فبراير 2020

قصيدة {{أقبل الليل}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ {{هادي الحناوي}}

أقبل الليل 

  بدأت دموعي
بالحديث
عن قصة حلم  ضاع
تحدثني
عن ذكريات وأيام
قد مرت
مع عشقي في صراع
لن تخفى قصتي
معك للملأ
وبلوة عشقي ستذاع
أنا ودموع عيني
نتألم من عشقك
كيف نبقى لك تِباع
  كل العاشقين يعلموا
أن حلمي
في آفاقك ضياع
بقيت كلماتك
تجرحني وتنزف
وأنا والموت في نزاع
لن أعلم أن حبي كنز
في روحي
   وأحلامي تُباع
أذكر الأيام معك
كنت أنشد الحب
    في كل البقاع
والأن جمر الحنين
والإشتياق
يمزق الأضلاع
أبحرت
في بحر غرامك
دون قارب ولا شراع
إحترت في أمرك
هل تجيدين لباس القناع
من اليوم سأبدأ
بكتابة
قصة جديدة
  عنوانها الوداع

               الشاعر هادي الحناوي
                    29/1/2020
                        سوريا

نص نثري بعنوان {{تلعثمت أنا}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة {{رفيعة الخزناحي}}

تلعثمت ... أنا
وتبعثرت .....
 كلمااااااااااتي
فهمومي بحر 
ماله قرااااااار 
وأنا يااااا بحر 
وبقدرة قااادر
أطبق الاواامر
وأخفي مثلك
الاسراااااااااار
فلا هرووووب 
من الاقداااااار
ساعترف آسفة
أن ....سفينتي 
خربت و نهبت 
وسرق ... منها 
كل الاماااااااان
سازفهااااااا لك
 يا عااااااشقي 
فأعتني ... بها 
ولا .... تغرقها
فسأعود لها ... 
رغم .. صعوبة
الاقداااااااااااار
طفلتك ،يا بحر 
كما ..... تنعتها
وليس .... ذما
وصفك .... لها
فهذا دليل على
صفاء داااخلها
ونقاء رووحها 
وجوهرها ....
والوقاااااااااار 

# خربشاتي المسائية 
رفيعة الخزناجي 

Pica So

خاطرة بعنوان {{في عيد ميلادك}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ماروسي}}

في عيد ميلادك
.................
بعد أن أيقنت.....
أن الورد.........
 يذبل خجلا.......
في حضرت جمالك
نسجت من خيوط...
لظا الوجد......
وشاحا.
نقشت عليه....
بوح مشاعري.
،
.. ماروسي ...
....العراق

نص نثري بعنوان {{ ضمير مستتر }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ساهر الأعظمي}}

ضمير ....مستتر بقلمي ساهر الأعظمي 
دعني اختزل مطرك 
بين ثنايا 
ملابسي لتعطر أريج 
ورودك عطر
أوقاتي .....
كل المساءات
كانت.تنتظر تساقط رذاذ 
الذكريات 
اترك معطفي مبلل فاني
انتظر مطر 
نيسانك.الذي يبطل السحر 
كي أقدم قرابيني   لمعبد حبك.
كل الشتاءات رحلت
  ولم يبقي سوى ظلال 
الثلج شاحبا
وحيد دون هبوب البرد 
اترك فصولك تدور وتعال
نحصد بذور البحر ونخوض
وسط الحقول  فأن أمواج
حبك لم تكن تثور 
وتنثر الشعر بين السطور 
دعنا نشرب خمر العشق 
ونسكر بدون اقداح بلل
شفتي برذاذ رحيقك حتى أثمل كي 
اتوه بين الحقيقه والخيال 
لأرسم ظلالك الذي يحتضن صوتي
  وينشد  أغاني الغرام 
ساهر الأعظمي

قصة قصيرة بعنوان {{عبث أطفال}} بقلم القاص العراقي القدير الأستاذ{{رعد الإمارة}}

(عبث أطفال) 
كان يكبرني بسنوات ثلاث، صبي اخرق بغمازات مضحكة! مد اصابعه القصيرة الممتلئة، ثم برقت عيناه بلمعة انتصار طفولي وراح يحدق بدهشة للدعابل الملونة التي وضعتها بأسى في كفه اللعينة! رمقني بنظرة رضا، دس الدعابل في جيبه الواسع ثم ربت على كتفي مثل رجل حكيم وقال :
_بوسعك ان تلعب مع شقيقتي لمدة أسبوع منذ الآن، لقد سمحت لك بذلك، لكن اسبوع فقط! تذكر ذلك. قال هذا وهو يرفع أصبعه في وجهي حتى كاد أن يخرق به عيني. انطلقت من أمامه مثل الأرنب المذعور، فيما ظل صدى ضحكته الكريهة العالية يلاحقني، وجدتها خلف حظائر الماشية، كانت تلهو مع شقيقتي الصغرى ورفيقة أخرى لهما من بنات الجيران، أحمر وجهي! كانت رفيقتها قد همست بشئ في اذنها، رمقتني عندها من بين الصبيتين المتقرفصتين واحمرت وجنتاها! صفعت شقيقتي التي همست هي الأخرى بشئ لم اسمعه او اتبينه، ثم أطلقت لساقيها الريح صوب سيقان عباد الشمس التي كانت تنوء بحملها. نظرت يمينا وشمالا، ثم عادت نظرتي لتستقر على الصبيتين الضاحكتين، تبا! حتما هي اخبرتهن بكل شئ، لطالما كنت حريصا، وقد تصرفت بحذر كما يفعل الكبار، هززت كتفي، أطلقت العنان لقدمي انا الآخر، توقفت عند المكان الذي اختفت فيه، تلفت حذرا، ثم غبت خلفها. سرت متمهلا وانا اتلفت باحثا عنها، لم أكن خائفا كثيرا، فشقيقها كان قد منحني وعدا كبيرا يليق بصبي طماع واحمق مثله! وجدتها اخيرا، كانت مستلقية خلف تلال مخلفات الماشية التي تكدست في شكل أكوام كبيرة متفرقة، حالما رأتني تورد وجهها، سقط عود عباد الشمس الذي كانت تعبث به،رمقتها بشغف، التفت خلفي للمرة الأخيرة، لاشئ، لا أثر لمخلوق او حيوان! انحنيت بسرعة وقبلت فمها المالح، لم تجفل، كانت قد توقعت حركتي هذه التي لطالما كررتها مرارا وتكرارا، التصقت بها، همست في عنقها فيما كان صدرها الصغير يعلو ويهبط :
_دعينا نجد مكانا آخر، ستحضر الصبيتان عاجلا ام آجلا، ربما هما تتلصصان الآن، هيا تعالي خلفي. لم نبتعد كثيرا، كان ثمة مكان اعرفه، فسحة صغيرة لكنها شبه منزوية وغير مطروقة كثيرا، رفعت رأسي عاليا وانا احدق يمينا وشمالا من فوق سيقان عباد الشمس المغبرة، كانت تقف غير بعيدة عني، دنوت منها وسحبتها من ذراعها النحيلة، برقت عيناها على استحياء، مددت اصابعي العشر واحطت بوجهها المنحني ورفعته، حدقنا ببعضنا ثم ضحكنا بجذل! جلسنا متكئين على بعض سيقان عباد الشمس الكثيفة، كان كتفانا ملتصقان وفي داخلنا كان ثمة شئ يغلي، استدرنا لبعضنا، راحت اصابعنا المتشابكة تعبث مع بعضها، كنا نجهل ماذا يمكن أن يحصل بعد ذلك! فأعمارنا لم تكن قد تجاوزت الثالثة عشرة بكل الاحوال، جربت الانقياد خلف غريزتي، ثمة قصص قد سمعتها عفوا بشأن ذلك من بعض الكبار! مددت يدي صوب صدرها البض الصغير، كان ثمة نتوءان بارزان خلف ثوبها البني الداكن، احتكت رؤوس اصابعي بطرف النتوء البارز! ندت عنها شهقة، ارتدت بسرعة للخلف وقد احمرت وجنتاها، راحت تتلفت واصابعها تعبث بشعرها الذهبي المنفوش، دنوت اكثر منها، اخذت رموشها ترتجف، احطت كتفها بذراعي ثم ضغطت جسدها النحيل وجذبته نحوي، جفلت الشقراء مبتعدة وكأنها اشتمت رائحة الخطر! لاح الرأس الكبير لشقيقها المندفع خلف الصبيتين المذعورتين، صوب نظره الي وارتسمت بسمة ساخرة على زاوية فمه، ازاح البنتين جانبا ثم تقدم نحوي، ابتلعت ريقي بصعوبة، رحت احدق في كفيه المضمومتين واصفرت ملامح وجهي، حتما سيضربني، هكذا فكرت! حانت مني نظرة سريعة لشقيقته بشعرها الأشقر المنفوش وقد احاطت بها الصبيتين شبه الباكيتين، وعندها فقط قررت الصمود والقتال ان تطلب الأمر ذلك. راح يدور حولي، تعلقت نظراتي الجامدة في بعض أوراق عباد الشمس التي راح النسيم يعبث بها، كنت متوترا وكانت ركبتاي تصطكان مع بعضهما، واصل الدوران ثم توقف، كان بوسعي سماع نحيب البنات المتقطع، وضع كفه السميكة على كتفي، ضحك ضحكة قصيرة مبتورة، سمعته يهمس بأذني فيما واصلت اصابعه الضغط على كتفي :
_لقد خسرت كل الدعابل التي وهبتني اياها، اتعلم! لم يتبق لدي ولا حتى واحدة صغيرة. هبط جسدي للأرض دفعة واحدة، أصابني قوله بأكبر اندهاش يمكن أن ينتاب صبي مثلي! رفعت رأسي وتمعنت في ملامح وجهه المستدير، كانت ركبتاي لازالتا ترتجفان، ضحكت فجأة مثل ابله ووضعت يدي في جيوبي، انعقد حاجبيه وهو يحدق في يدي المدسوسة، هززت كتفي، اخرجتهما فارغتين! اللعين، سلبني كل دعابلي ذات الألوان الزاهية. لم يفهم في البداية، راح يحدق بصورة جامدة في فراغ كفي الممدودة، انحنى ووضع فمه قريبا من اذني، ثم همس بصوته الكريه :
_لديك، اعرف انك مازلت تحتفظ بالكثير منها في داركم، عليك أن تجلب لي المزيد. كانت اصابعه تواصل الضغط مع كل حرف يخرج مع أنفاسه الكريهة، نظرنا لبعضنا بتحد، لم ترمش عيناه، راح يهز رأسه مرات عديدة، فيما كادت اصابعه ان تنغرس في كتفي، نهضت وانا أصر على اسناني، فكرت هل بأمكاني تحطيم بعضا من أسنانه لو انني لكمته بقوة وهربت! التفت صوب البنات وجذبني منظر شقيقته بشعرها النافر، كانت ماتزال ترتجف رغم احتضان الصبيتين لها، حولت بصري نحوه وهمست له وأنا احدق في بطنه المكورة :
_هيا بنا، سأعطيك ماتبقى من دعابل لدي، ستمضي فترة طويلة قبل أن احصل على المزيد منها. هتف وهو يحاول اللحاق بي :
_هذا واضح، واضح جدا. مضى يومان ثقيلان قبل أن يتجدد لقاؤنا، وجدتها كالعادة تلهو مع الصبيتين المشاكستين، دنوت منهن ورحت ادور حولهن، أخرجت بعض الحلوى من جيوبي، كانت أمي ماهرة في إعداد هذا النوع من الحلوى، وزعت بعضا منها على الصبيتين، لكني احتفظت بالقسم الأكبر لها، احمر وجهها وهي تحدق في لساني الذي راح يلعق حبات السكر الملتصقة على أطراف اصابعي، خبأت حصتها في جيبها، ثم واصلت اختلاس النظر الي، مع ذلك كنت ما ازال احتفظ ببعض الدعابل القليلة في جيبي، تلمستها بأصابعي المبتلة بلعابي وتنهدت وانا اسمع خشخشتها! أطلقت لساقي الريح انا هذه المرة ، وقبل ان اختفي خلف القصب وسيقان عباد الشمس، التفت لبرهة فوجدتها تلاحقني ببصرها. جلست متقرفصا في ذات المكان، رحت اجذب الأعشاب النافرة من حولي، لقد تأخرت هذه المرة! مر الوقت بطيئا، لا أثر لها، واصابعي مازالت تجذب الأعشاب بصورة آلية مملة، انتابني القلق، ليس من عادتها أن تفعل هذا بي، طيب سنرى هكذا همست لنفسي بغضب وقد قررت العودة. اخذت امشي بين سيقان عباد الشمس الجافة شارد الذهن، حين خيل لي بأني قد سمعت صوتا بشريا! توقفت في مكاني، كان الصوت حقيقيا وقريبا جدا، اشبه بأنين، تقدمت بحذر شديد وانا اتوجس خيفة، لم أكن جبانا تماما، لكن الحذر كان واجبا في هذه اللحظة، اقتربت اكثر، تبا! لقد ميزت الصوت بسهولة، لكن ماذا يفعل صاحب الصوت الكريه هنا! ومع من تراه يتحدث بغضب هكذا؟ ازحت بحذر بعض عيدان عباد الشمس، طالعتني عينيها المذعورتين الدامعتين، وكأنها كانت تعلم مسبقا بحضوري. كانت مستلقية على بطنها، تحدق بعينيها الزائغتين في الفراغ، فيما ارتفعت كلتا يديها فوق شعرها الذهبي المنفوش وكأنما أرادت ان تحميه من شئ مجهول! لكن لا، لم يكن الشئ الجاثم فوقها مجهولا ابدا، كان شقيقها اللعين قد أطبق بجسده فوقها حتى كاد أن يخفيه! اما عيناه فكانتا بعيدتان عن مرمى بصري، إذ كان يخفي رأسه الكريه في طيات شعرها، ارتسم الذعر والخوف والخجل بصورة واضحة وجلية في عينيها حين التقت نظراتنا، بقيت احدق مذهولا ومندهشا فيها! كان قلبي يدق بسرعة، وقد شلتني المفاجأة فسمرتني في مكاني! طفرت الدموع من عيني او كادت، واحمر وجهي غضبا، وجدت نفسي اهرول بعيدا غير عابئا ولامكترثا بوخز الأشواك في قدمي، وصلت قريبا من دارنا، التففت خلف سياج بيتنا الطيني الكبير وقرفصت هناك ثم بدأت اتقيأ. وجدت نفسي بعد لحظات استرجع بذهني صورة لما رأيته هناك، انسابت دموعي، رحت ابكي وارتجف كأني رجل كبير! حل المساء بسرعة، بدأت الجنادب تصدر أصواتا كريهة، فيما طغى نقيق الضفادع على صوت شقيقتي وهي تنادي علي بصوتها الرفيع الخائف، استجمعت شتات نفسي ونهضت متحسرا ومتنهدا بصوت مسموع، كانت تعرف أين تجدني، وقفت خلفي ثم همست بصوتها :
_تعال، أن أمي سألت عنك، وقد ارسلتني للبحث، هم ينتظرونك، لقد تركت أمي تسكب العشاء. التفت نحوها، لم أنبس بحرف، مسكينة هي لاتعرف! لكن قد يكون هذا البدين السخيف الكريه وقحا حتى مع شقيقتي ورفيقتها، من يدري، تبا! لابد أن أفعل شيئا، دنوت من شقيقتي التي كانت تعبث بردائها، مسحت على رأسها، سرنا نحو البيت وقد قررت أن اتصرف بشكل طبيعي. في اليوم التالي لم ابارح بيتنا، بقيت راقدا في سريري، كانت أمي وشقيقتي الصغرى تحومان حولي وهما ترمياني بنظرات الاستغراب! فآخر مايمكن ان يحدث من المفاجآت في هذه البقعة من الأرض من وجهة نظرهما، أن ابقى راقدا في فراشي وعيناي تصافحان سقف الغرفة. بعد ظهيرة نفس النهار جررت نفسي واتكأت مستندا بظهري إلى جدار البيت، كانت أشعة الشمس ترسل شواظا من نار، حتى أن رأسي بات يدور وأصبح جسدي ساخنا، ثم خطرت لي فكرة، سأقطع بها ساعات ماتبقى من هذا النهار الممل، قررت أن اسبح في النهر العميق البارد الذي لايبعد عن بيتنا كثيرا. مددت ساقي، كانت مياه النهر فعلا باردة ومنعشة، تخلصت من قميصي بسرعة ورميت به على الجرف، تراجعت خطوتين للخلف ثم هرولت بأقصى مالدي من قوة، ألقيت بنفسي محلقا في الهواء، قبل أن يهبط جسدي ناثرا رشاش المياه على حافة الجرف، غطست مرة ومرتان، رحت اجذف بذراعي للخلف وللامام وكنت في أثناء ذلك اراقبها من بعيد! كنت اعرف ان شقيقتي المشاكسة ستتبعني، هتفت بها وأنا ارمي الماء بكفي صوبها :
_أظهري نفسك، لقد رأيتك، ثوبك الأحمر يفضحك ياغبية. راحت تضحك وهي تتقدم نحوي، كنت اميل إليها من دون كل اخوتي الآخرين، ربما بسبب كونها آخر العنقود، أو لأنها كاتمة أسراري اللعينة! توقفت عند جرف النهر، راحت تمد ساقها بحذر، نهيتها عن التمادي في عبثها، رغم علمي بأنها تحسن العوم تماما، فأنا من علمها ذلك! قالت وهي تدير عينيها في كل الاتجاهات بصورة بدت خرقاء وكأنها قد ارتكبت ذنبا :
_هناك من يريد رؤيتك، شخص يعزك جدا. قالت عبارتها هذه، ثم استدارت منطلقة كالغزال النافر، وهي تختبئ خلف الشجيرات القريبة المتشابكة. كففت عن العوم، رحت احدق في المكان الذي تلاشت خطوات شقيقتي فيه،شخص عزيز! من تراه يكون، وما علاقة شقيقتي به! رحت اهرش رأسي وانا أفكر، لحظات ولاح من بعيد الرأس المتوج بالشعر الأشقر الذي اعرفه! تبا! غطست بسرعة حالما التقت نظراتنا، ظننت لوهلة بأني سأهرب منها بهذه الحركة، سحقا! لم تسعفني انفاسي، سرعان مالاح لهما رأسي، وجدتها وشقيقتي تحدقان في بنظرات متوسلة تحمل الكثير من الخوف والحذر والترقب! أدركت سريعا بأن اية نبرة غضب في صوتي، ان تحدثت اليهما ستكون كفيلة بأن تجعلهما يلوذان بالفرار! فكرت بأني لا أود لهذا ان يحدث، ليس قبل أن أعرف الحقيقة من بين شفتيها! اقتربت من الجرف، وضعت كلتا ذراعي على الحافة، كانت ملامح وجهي عابسة، اقتربت شقيقتي مني بحذر، همست بصوت ضعيف :
_سأراقب الطريق. احنت رأسها واستدارت، لم تنطق بأكثر من هذه العبارة، ولم اكلف نفسي عناء الرد عليها حتى! وجدت نفسي وحيدا مع فتاتي النحيلة الخائفة، كانت واقفة حائرة، حدقت فيها بغضب اول مرة، لكن غضبي هذا سرعان ماتبخر، عندما شاهدتها تنهار باكية وهي تجلس على الأرض! كانت الخدوش تملأ خديها وذراعيها، خدوش كثيرة وكأن قطا كبيرا قد خمشها! عندما جلست بقربها، فهمت منها بأن شقيقها هو من فعل بها كل هذا، قلت لها :
_لماذا لم تمنعيه! لماذا لم تخبري أهلك بما جرى!؟
_لقد هددني بك، هو يعرف مابيننا! لقد خفت كثيرا عليك. راحت تنشج بصوت عال، ارتديت قميصي بسرعة، رحت احدق فيها وانا احاول التفكير، الملعون هو يعرف كل شئ اذن! الآن فهمت معنى ابتسامته الساخرة وضحكته الكريهة، واصراره على سلب كل مقتنياتي من الدعابل! طيب سنرى! هتفت بها، بعد أن انهضتها عن الأرض وانا اجفف دمعها بأصابعي :
_اذهبي الآن، قد يحضر في أية لحظة، لايجب أن يرانا مع بعض، اليوم على الاقل! ستخبرك شقيقتي متى يكون موعد لقاؤنا التالي، دعيني أفكر في حل لهذا الموضوع، وداعا الآن. رحت اتابعها بنظري قبل أن تخفيها سيقان عباد الشمس المنحنية، قررت مع نفسي بأنه لابد أن اتصرف! لكن كيف!؟ وما عساني صانع بهذا البدين، انه يكبرني حجما، كما أنه أقوى مني بالتأكيد!! كانت شقيقتي تمشي بجانبي عندما عدنا، لم نتحدث بشئ، لكن قبل أن ندخل للدار، التفتت صوبي وقالت :
_نحن ثلاثة، لاتنسى ذلك. رحت احدق فيها، بوجهها النحيل، كانت رغم عمرها الصغير تفهم معظم مايجول في ذهني، أمسكت بيدها وضغطت على اصابعها بقوة! اتسعت عينيها وصرخت بصوت ضعيف، لكنها مالبثت أن ضحكت وفرت من أمامي للمطبخ. كانت ليلة طويلة تلك التي قضيتها في فراشي وانا اتقلب وافكر جاهدا، كانت اغلب أفكاري خرقاء مثلي! فكرت مثلا بأن أبقر بطن البدين بسكين المطبخ الكبيرة، ثم فكرت بأن احراقه وهو راقد بين أكوام التبن افضل وأسرع! وجدت قبل أن أغرق في النوم، بأن الأفكار تراكمت وتجمعت في صف طويل أمامي، وكل منها تقدم اغراءا وحلا لما انا فيه! بالنهاية غفوت وظلت الأفكار تعبث مع بعضها البعض في ذهني الصغير. كان صباحا عاديا، كسائر غيره من الصباحات! تناولت الفطور مع اخوتي، الذين اسرعوا بألتهام البيض ثم فروا خارجا، ظلت شقيقتي تحوم حولي، بدت قلقة، ظهر ذلك واضحا في ملامحها، قلت لها :
_بوسعك ان تلعبي في الخارج، لكن كوني حذرة. اللعينة! كانت قد اختفت من أمامي فرحة، حتى قبل أن انتهي من عبارتي، ملأت جيوبي بآخر ماتبقى لي من الدعابل، تنهدت متحسرا، علي أن ابتاع المزيد منها، لكن ليس الآن على كل حال، مددت رأسي من الباب، كان الطقس دافئا، تسللت خلف جدار بيتنا الذي يشرف على حقول عباد الشمس، كان اخوتي الصغار وبعضا من صبيان الجيران يلهون مع بعضهم، قررت الإبتعاد صوب النهر العميق، لم أكن بمزاج يسمح لي برؤية البدين، حتما هو يحوم حول الدار الآن! لفحتني نسمات باردة هبت قريبا من أذني، كانت مياه النهر ساكنة، رحت اتفحص المكان، راقت لي بقعة صغيرة من الأرض، بدت صلبة، رسمت دائرة بأحد العيدان القوية ثم خطا مستقيما في وسطها، تأملتها بعين الرضا، أخرجت دعابلي الملونة، كان منظرها بهيجا وهي تلمع تحت أشعة الشمس، صففتها على الخط المستقيم بعناية، ابتعدت للخلف، تأففت بحسرة، لم يكن لطيفا اللعب بمفردي، حاولت التركيز لكن أفكاري كانت تسبح بعيدا، سرعان ماشعرت بالملل بعد جولة واحدة من اللعب بمفردي! كنت منحنيا اجمع الدعابل بأصابعي، حين حجب الشمس خيال ضخم، رفعت رأسي بسرعة، سحقا! إنه البدين بشحمه ولحمه! رماني بنظرة تحد قصيرة ثم حول بصره نحو الدعابل وراح يحدق فيها بأشتهاء عجيب! ببطء شديد افرغت كفي من الدعابل، كنت أدرك انه سينتزعها مني إن خبأتها في جيوبي، اخذ يدور حولي، كان يصفر بفمه لحنا كريها مثله، توقف خلفي فجأة، انحنى برأسه الكبير، همس :
_مارأيك بأن نلعب دورا صغيرا معا، انا بحاجة لهذه الدعابل، في كل الأحوال سآخذها لأني سأغلبك! قلت له وانفي يرتجف، فيما راح قلبي يخفق بسرعة :
_وعلى ماذا سأحصل إن هزمتك! انت لاتملك شيئا كالعادة. انحنى اكثر وراح يتنفس غاضبا في إذني، قال بفحيح بشري اخافني :
_سأمنحك اسبوعين هذه المرة، اذا تركتني اغلبك سأتركك تلعب مع شقيقتي كل هذه المدة. التفت للخلف، حدقنا ببعضنا لبرهة، هربت بنظراتي من ضحكته الكريهة، كنت على وشك الموافقة، حين سمعت حركة خلفي، استدرت برأسي سريعا، كانت اللعينتان شقيقتي وشقيقته قد اطلتا برأسيهما كالعادة، ما أن لمحتهما حتى غمرني شعور بالغضب انا الآخر، ترددت في منحه مالدي من دعابل، نظرت اليه وتكلمت بصوت عال هذه المرة، قلت له :
_سنلعب، ان فزت انت ستأخذ كل الدعابل، لكن إن خسرت، سألهو مع شقيقتك ثلاثون يوما، هه، مارأيك!؟ راح يرمقني بدهشة وكأنه يراني لأول مرة، قد يكون صوتي القوي اخافه قليلا! لكن لا، فمثل هذا البرميل لايخاف بسهولة. اخذ يهرش أنفه بأصبعه السبابة، عقد مابين حاجبيه، ثم فجأة دفعني بيده في صدري، تراجعت قليلا للخلف، لكنه تقدم بسرعة لاتتناسب وجسمه البدين وضرب يدي، تبعثرت الدعابل على الأرض وسقط بعضها في المياه قريبا من حافة الجرف! كان غاضبا جدا، وقد ارتسم الحقد بصورة واضحة في ملامح وجهه المنتفخ، هرولنا صوب الدعابل المبعثرة يتبعنا صوت الصبيتين المذعورتين، التقطت بعضها، كنت أخف منه حركة، انحنيت قريبا من حافة النهر، لم انتبه لحركة ساقه ولا لصوت التحذير من الصبيتين، وجدت نفسي غاطسا في مياه النهر وضحكته الكريهة تلاحقني. رحت انظر اليه، دس بعض الدعابل في جيبه، حول نظره الى الجرف، راح يبحث جاهدا عن ماسقط منها، توقفت خطواته فوق رأسي تماما، غرزت اظافري في الحافة وتشبثت بقوة، كانت بعض الدعابل تملأ كفي، انحنى وهو يحدق في كفي المضمومة :
_ناولني مالديك من دعابل وسأخرجك فورا، أعدك بذلك. سمعت صوت شقيقتي شبه الباكي وهي تصرخ فيه بقوة :
_لاتصدق كلامه، أنه ماكر. استدار نحوها بكامل جسده، راح يهددها بيديه وقدميه، انزوت شقيقتي بعيدا، شعرت فجأة بأن ثمة بركان من الغضب قد أخذ يغلي في رأسي، جذبت ساقه بقوة نحوي، فأنهار جسده دفعة واحدة، اختل توارنه وهوى منزلقا في مياه النهر العميق! ابتعدت بسرعة للخلف وانا أكاد أشرق بضحكتي، كان منظره فعلا مضحكا برأسه الكبير ويديه اللتان أخذتا تتخبطان وهما تحاولان عبثا الوصول إلى حافة الجرف، اللعنة! رحت احدق بذهول، وانا أتراجع اكثر بجسدي للخلف، انه لايحسن العوم! سيغرق بالتأكيد، دنوت منه وقد اصفر لوني، لكن صراخ الصبيتين ابعدني اكثر عنه، كان يحاول الوصول إلي، ظل يدور ويغطس وهو يرمقني بغضب وحقد! رحت اسبح بعيدا عنه، وبأقصى مالدي من سرعة، فيما كان صراخ البنتين المذعورتين يلاحقني، تمسكت بحافة الجرف،اخذت ارتجف بشدة لكني لم التفت للخلف، حاولت الصعود لكن يدي لم تسعفاني، مدت الصبيتان اذرعهما وراحتا تجراني جرا على الأرض، استلقيت بكامل ثيابي وانا الهث، فيما كان صوت نشيج الصبيتين يعلو. التفت بحذر، كان النهر قد ساده السكون الآن، حدقت في بقعة المياه التي كان البدين يدور فيها، غير اني حولت بصري بسرعة، همست بضعف :
_أين ذهب، ألم يخرج!؟ لقد تركته خلفي.
_لقد غرق، كان يصرخ وهو يغطس هناك. كانت شقيقته التي كفت عن البكاء هي من نطقت العبارة الأخيرة وظلت تشير بيدها نحو النهر، نظرت لها بخجل وخوف، شعرت بأنها يمكن أن تتحدث بالأمر، وجدتها فجأة تضغط على كتفي وتحدق في وكأنها امرأة راشدة :
_سنقول انه كان يلعب بالدعابل قريبا من جرف النهر، ثم سقط واختفى لوحده. قاطعتها بيدي، قلت :
_لا، ليس هكذا، سنقول إنه كان يلعب بالدعابل طبعا، ثم وقعت احداهن في المياه وانحنى ليجلبها، فزلقت قدمه واختفى، سنكون ثلاثة، علينا أن نحفظ الكلام جيدا! ثم اننا لسنا كبارا، لامصلحة لنا في موته ولن يرتابوا بنا، سأقول اني رميت بنفسي خلفه، واريهم ثيابي المبللة. صدقنا الجميع! والأيام مرت بسرعة، لقد قمنا بأداء أدوارنا بصورة أفضل مما لو كنا كبارا بالعمر! مع ذلك كففنا فترة عن اللهو واظهرنا الحزن، وظلت شقيقتي هي حلقة الوصل بيننا انا وشقرائي، تبا٦، نسيت أن اخبركم بشئ، عندما عثروا على البدين الغارق تماما والمنتفخ اكثر من ذي قبل، وجدوا كفه اليمنى منطبقة على بعض الدعابل، وذلك عزز من من روايتنا المحبوكة! وهكذا انتهى الصيف ومرت الأيام واخذنا ننمو وننمو بسرعة! احيانا وانا احدق من خلال النافذة، لبعض النقاط الوهمية التي يرسمها خيالي، أبتسم رغما عني، وتلمع في عيني نظرة غريبة، وأهمس مع نفسي :
_هل انا سعيد حقا، وهل أصبحت قاتلا أخيرا! ثم سرعان ما اتنهد وانا أفكر أكثر وأكثر بتفاصيل، جريمتنا الأولى!!!

بقلم /رعد الإمارة /العراق
٢٦/١٢/٢٠١٩

نص نثري بعنوان{{ من يشتري قلبي }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{علاء الدين منيف}}

من يشتري قلبي 
بلا ثمن 
وينحر أضلعي 
ويشدّني خوف النجاة
إلامَ أهربُ
من أجيز له المرور
ومن إلى أحضانه أجد الحياة
رحل الندى خوف الربيع
وغادرَ الطفل المدلل مرغماً
وعلى خطوط يدي تعثرت الفصول
والبرد عشعش في الطلول
ولاغدٍ
أرقَ المساء
بلا نجوم عزّ أن ينام
من أين يبتدأ المسير إلى السلام 
هيأت بيتاً للمكوث
من التراب
وأوراق بلا ماضٍ
تلف ملامحي 
كي استريح 
فلا مفر
آن الأوان 

علاء الدين منيف 
العراق

قصيدة {{رسول الغرام}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{ أمل عبده }}

{ رسول الغرام }

هل من طبيب للعشق  
 يشفي مريضا بالحب 
 عليلا 
 أبقى الهوى من الوجد 
 به رمقا قليلا 
 حتى جرت به المقادير 
   كيفما يريد
 ياويل نفسي من آهات 
 سهادي 
 أصبر النفس صبرا 
 وهي جازعة 
 والصبر بالحب أمنية 
 كل العشاق
 ونسيم الصب له عبق 
 يسري بمياه العيون 
 كالامواج
 بستان الحب به البلابل 
 بالهديل تتغنى بأعذب 
 الترانيم 
 أصبو إليه علي بعد 
 أهيم في ثوب الأفتتان 
 لي غرام دوما له مكان 
 بمكاني 
 إن تذكرته نزل الدمع 
 بالآماقي 
فيا حمام الغرام بلغه 
 أني مقيم على عهدي 
 وميثاقي 
 فهو المنى والأمن 
 والأمان 
 له مني أغلى ود 
 وسلام وهيام  

 بقلم / الشاعرة 
          أمل عبده
8/1/2020

قصيدة {{بعاد ولقاء}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{ أمل عبده }}

{ بعاد ولقاء } 

 أيا أيامي
 ما أنت ببقاء 
 أطلب كأس حب 
 مابه من رواء 
 لاأريده بل 
أرجوه رجاء
 لننعم بلحظة
 ود وصفاء 
 فهو الداء
  والدواء 
 عندها يزهر
 ورد قلبي
. بنماء 
 ويخضر زرع 
 أرضي برخاء
 ياحبيب الروح
 العمر كله فداء 
 لنظرة هي لي
  إكتفاء 
 مكانك بين
 النبض والفؤاد 
 ودقات قلبي تردد 
 إسمك بنداء
 تعال لننهل 
ومازلنا عطشي
 لتنعم ياقلب 
 بأي عطاء 
 وتتحول الأيام
  لرخاء 
 بعد سنين بعاد
  وشقاء 

 بقلم الشاعرة 
    أمل عبده
    12/1/2020

قصيدة {{سهم الحبيب}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة{{ أمل عبده }}

{سهم الحبيب }

 طاف سهم الحبيب   
 شرقا وغربا 
. حتي أصاب قلبي  
         بنصاب            
 فلم يعد لذة للحياة 
          تطيب 
 ولا عيش من بعده  
 ولا   مطلب 
 فهو  كطوق من 
         ذهب 
حبه أوقد حنيني
 مهما فعلت فهو شيء
        عجيب 
 مر بالعمر ليال مظلمة
 لكن     ضياء 
 حبه أضاء سمائي
 فتغزلت الشمس 
 بجماله عند الإشراق
 أوصدت علي حبه 
         الأبواب 
 حتى الأحباب لا
         أجيب 
 به إكتفيت والاكتفاء 
      حسبي ووعدي
 لاأزايد عليه ولا أزيد 
 تفارقني روحي لكنه 
 لايفارقني فروحي
    به    تذوب 
    ليس  مني 
           بقريب
    لكن حبه  
          بالقلب
   أقرب من الوريد  
  ياعزيز عيني عزتي 
  في عز حبه 
  بحضن همساته 
 أستكين وأطيب 
 أفديه بكل عزيز
 له يهون 
  مالي حيلة 
         أصاب 
  سهمه الفؤاد بعد 
   أقسمت أني
           أتوب 
    

بقلم /الشاعرة  
                    أمل عبده
25/1/2020

نص نثري بعنوان {{في داخلي سحابة}} بقلم الشاعرة السورية القديرةالأستاذة{{ كرمة شحادة }}

في داخلي سحابة 
تمتد اتساع الكون 
        محملة بعشق دفين 
          لاأحد يعلم مداه 
           سوى رب العباد 
كغيمة حائره 
 لاتعرف
أين تهطل أمطارها
          تماهت روحي 
           عشقا من سحر 
          عينيك 
أغوص  في بحرها
 تأخذني 
إلى أعماق روحك 
الحالمة 
تطير بروحي على 
             أجنحة الشوق 
هو حبي 
        هو عشقي 
          هو صانع المعجزات 
توحدت ملامحه 
في روحي
      حتى بدأت الناس 
           تراه في عيوني 
                     اختصر المسافات 
جعل حياتي
 ربيع 
يزهر
      في كل الفصول

                           ¥  كرمة شحادة¥

قصيدة {{جأني هواك }} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة{{سهام يوسف}}

قصيدة..جأني هواك 
--------------------------
جأني هواك سائلا 
أين الملاذ لحبه
رق قلبي نابضاً
وذادت دقه لهمسه
نظرت عيوني للهوا
فمال رمشي نحوه 
دابت مشاعري 
عندما سلم
 عليا بكفه
العقل واقف صامتا 
لحين فهم لوعاته
فالحب جاء سارقا
لقلب صدت أقفاله
الروح هامت عاشقا 
تنعم لروعة الهوا
سكن فؤادي حبك
فكنت بالقلب جالساً
متى اللقاء يا حلا
كي تحلو جميع أيامنا
----------------------------
بقلمى ....سهام يوسف 
البلد... مصر
1/2/2020

قصيدة{{صباحك دائما يبقى}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}

صباحك دائما يبقى...
 بهمس الفجرْ 
و صوتِ الأزرق الكحليِّ 
يغزوهُ ...
و موجَ البحرْ 
صباحُك مثلُ أجفانِ الرؤى تحكي 
 لماءِ الزهرْ  
و يروي كلَّ أشيائي 
يعطِّرها بأشهى عطرْ 
صباحُك مثلُ الشمسِ تعشقني 
 تلوّنُ مهجتي الحرّى 
بلونِ الغيمِ يبدو لي 
كلون الخيلْ 
و لونِ الأيلْ 
و لونِ مواكبٍ سارتْ 
بأهدابي ، و أجفاني 
و لون الورد يجتاح 
المدى يحكي حكاياتِ الهوى 
بالسرّ أو بالجهرْ 
صباحكِ دائماً يأتي 
كصوتِ الخفقْ ، و همسِ الدفقْ 
كما يأتي يلوّعني 
بلونِ السّحرْ...!!

سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة

قصيدة {{يَا أُنْثَى مَقضُومَةً مِنْ فَمِ القَمَرِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{إِيَاد الصَّاوِي}}

( يَا أُنْثَى مَقضُومَةً مِنْ فَمِ القَمَرِ ...!! ) .. د.مهندس/ إِيَاد الصَّاوِي .

تُبَعثِرِينَ لَيْلِي بِسَطرِي ..!!
فـَ أَطرِقُ بَابَ أُمنِيةٍ شَارِدَةٍ ..!
أَجِدِلُ مِنْ ضَفَائِرهَا حُلمِي ..!!
وَتُبَاغِتُنِي مَلَامِحُكِ ..!
فَلَا تَستَطِيعُ الذَّاكِرَةُ الإِفلَاتَ مِنهُ ..!
رَغمَ أَنَّهُ ذَنبٌ لَمْ أَرتَكِبُهُ بَعدُ إِلَّا حُلمًا ..!!
كَأنَّهُ نَصِيبٌ مِنْ خَيَالٍ ..!
فـَــ أَكتُبُ لِأَهرَبَ مِنِّي إِلَيّكِ ..!!
وَأُمَرِّغُ الْوَقتَ بِالأُمنِيَاتِ ..!
وَأَورَاقُ اللَّهفَةِ  تَتَسَاقَطُ فِي خَرِيفِ الحِرمَانِ ..!!
زَارَ طَيفُكِ طَرفِي ..!!
فَتَصُبِّينَ شَهدَكِ فِي كَأسِي ..!
وَتُبعِدِينَ ظِلِّي عَن طَرِيقِي  ..!!  
تَتَنَاوَبِينَ وَالهَوَاء عَلَى أَنفَاسِي ..!!
وَلحظةُ إِفَاقة بَعدَ غَفوَةِ عِشقٍ ..!!
فَكَيفَ تَجرُؤ أَنَامِلُ العَتمةِ أَن تُمارِسَ عُقُوقَها لِلشَّمسِ عِندَ الغَسقِ ..؟؟!
سَأقتُلُ الغِيَابَ وَالعِتَابَ بِرَصَاصَةِ شَوْقٍ ..!!
وَأَعشَقُ فِيكِ أُفقَ البَحرِ المُمتَد حَتى أَهدَابَكِ ..!!
هَمسٌ مُهمَلٌ يَسكُنُ بَينَ الشُّقُوقِ ..!
يَأبَى الخُرُوج لِمُلَاقَاتِنَا .. يَخشَى المُوَاجَهَة ..!
يَقتَاتُ علَى الحَنينِ وَالِاشتِيَاقِ وَينتظِر ..!
يَسكُنُنِي شَجَنٌ مَا أَقتَبِسُهُ مِنْ بَريِقِ عَينَيّكِ .. !
وَتُشِيرُ سَاعَةُ الحَنِينِ دَقَّاتُهَا لِمُنتَصَفِ لَيلِ اللَّهفَةِ ..!!
فَــ أَبدَأُ فِي شَدِّ رِحَالِي إِلى عَينَيكِ ...!
لِيَكُونَا آخِرَ مَا أَرَاهُ ..!!
قَبلَ أَنْ تَأخُذَنِي رِحلَتِي إِلى الأَحلَامِ .. إِلَيكِ ..!!
وَأَنزَوِي لَاجِئًا عَلى أَعتَابِ ثَغرِكِ ..!
أَتَسَلَّلُ عَلَى أَطرَافِ شَوْقِي ..!
أُلَملِمُ شَتَاتَ عِطرِ أَنفَاسكِ ..!!
فَتَتَمَايَلُ بَتلَاتُ الدِّفءِ ..!!
يَكفِيكِ بَعثَرةُ خَيَالَ طَيفكِ في وَسَائِدي ..!!
يَا أُنْثَى مَقضُومَةً مِنْ فَمِ القَمَرِ ...!!
فَقَد ضَاقَت أَرصِفَةُ النَّأي عَلى آهَاتِ الحَنينِ ..!!
.............................

قصيدة {{فلتكوني حليفتي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{جمال الدين همامي}}

فلتكوني حليفتي ضد كل العالم 
لا يقوى علي العالم  لو لي تسند 

انتمي لك و أنت زماني و الموطن
الدنيا بك مطوّعة كأنها رهن يدي

فلتكوني حليفتي و أياي فعاهدِ
امطرك الحب اليوم كأمس و غد 

انسج خيوط العنكبوت و لم تهن
لما علمت أني بين الرجال النَجُدُ

و الحب يا عمري لكل عزم يجنده 
تصغر الكبائر كالموج مآله إلى زبد 

أوراق شجرة الزمان تسقط مبعثرة
تساقط لا تخلفها من الأوراق جدد

اغتنمي عمري ساعاتي زيدي بالقرب
كل الخلاف له حل أن تحلي بالرّشَد

 يا زينة النساء مالي فيك من خلف
كيف تخلف من هي بينهم عسجد 

جمال الدين همامي 
تونس في 1/2/2020

قصيدة {{حبها غالي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ {{رامز الآحمدي}}

.
                         حبها غالي

أسفر خفوق القلب حين 
                            ذُهِلت عيوني بظبيةٍ شقراءُ

تضرعَ لقلبيَّ الحُب حتى 
                            تواضعتُ لخُدودها الحمراءُ

أتتني بمكرِ سِحرِها تنهلني
                             فأفاقت بي شعوراً لا يُشاءُ 

أأنتِ غزالةٌ أم لبؤةٌ ساحرةْ 
                           أم حوريةٌ فغيظاً زِدتينا ثناءُ

فكيف لو بالحبِ أشرت لي
                             لما  فاقَ  إطرائُكِ  أيُّ ثراءُ

رامز الآحمدي 
شاعر الشرق 
2020/2/1