*ويحك يا جابرْ!!*
.............
كتبتها على حين غفلة من الفقهاء ....
قصيدة عصماء....سمّيتها هاجرْ
بسمة كبريق اللؤلؤالمنثور
على شفاه الرّضاء
دمعة صوفيّ ملأت قاع الإناء
بعد ليل شارف على الفناء
وقبيل فجرقد يفجّرعين الفجور الماكرْ
رسمتها كحوريّة الإغراء
جالسة على النّواصي فوق جبين الجوزاء
عزيزة تختال في حسنها
بين طيّات المثاني لكساء الباء
تعالت ....فإستمالت
وحسبها أنّها تجاوزت حدود التّفاخر
قصيدة بهيّة.... رائيّة لترى
أطياف الوله وهي تتراقص
كحروف تعويذة لتسحق الغوغاء
وبروق اللواعج إذ تتطايرمن أعين السّاحرْ
فلم يكن من السّهل حملها ....
فمن سيتجرّع كؤوس ...سكرها
وهي التي وضعت على التّمهّل...
فأهلًا وسهلا ويا مرحبًا
بوجه التأنٍّ الجميل
هبة من سخاء القلب الصّابرْ
والآن وقد إشتدّ عودها
وتكعّبت كواعب نهودها
وقد أصبحت جاهزة
لتُرضع الوقت المعاصرْ
تركتها تقضي حاجة في نفسها
ربما لحسابات بعضهم (تهاكرْ)
فقيل لي قل أيّها الشّاعرْ.....
بأيّ لون زيّنتها، وبما كسوتها؟
وعلى أيّ فطرة أفطمتها؟
فأجبت بلسان الحمد الشّاكرْ ...
.......الله وحده أعلم
إلا أنّها تصنيف فريد
بأياد كريمة.... للحاذق الماهرْ
أخذ من أنفاس صبح إذا تنفّس
قبضة ألقها على وجه الدّيجورالفاجرْ
ونبض قلب إمتلأ حبًا
ففاض كالحبر...
واختلط بحرف الجبرولم يكابرْ
وعشق هائل وذكاء هوى
عشق يري من بين رموش الغجر
طيور الإشتياق إذ تختال في الفضاء
مرساها على صدري لتلقي النّوادرْ
فعادت في مسراها
على الصّحف تجري لتحيي ذكراها
بقدرة القادرالحكيم ....القاهرْ
هذا ولا زالت قصيدتي
في لحظات الولادة الأولى
بين عالميْ الخلق والأمر ....
على أيدي إدريس المشاعرْ
تدرس حكمة الملك عند بلقيس الدّهاء
وبعلوّهمّتها للهول المهول ...تذاكرْ
........ريحانيات
الاديب المفكر والشاعر التونسي
محمد نورالدين المبارك الريحاني