الحساسية المفرطة
الحساسية المفرطة معول يهدم قصور الود
ويسقط جسور التراحم بنهر الذكريات .. إن
أردنا ان نديم العلاقات فيما بيننا . وليس المقصود هنا العلاقات الرومانسية فقط ابدا
بل كل العلاقات الاجتماعية على حد السواء
يجب علينا ان ننكر الذات ولانتحسس من أبسط الأمور .
لكل منا خصوصياته ، وان أردنا ان نكمل الرحلة معا يجب ان نراعي ذلك لتستمر سفينتنا بالابحار لنصل لشاطئ حلمنا الجميل . ان لانتعامل بمبدأ أنت ( ملكي أو أنت لي ) ؟
لايمكنك ان تحتكر الانسان ابدا . وان تعاملنا بهذه الطريقة سينفر بالتأكيد . الانسان بطبعه يكره القيود ويعشق الحريه حتى ان كان صعب عليه ان يعيشها بواقعه سيعيشها بعالم الاحلام .
عملية التطويق والاحاطة لها نتائج عكسية
والانسان بطبعه متذمر . هذا هو المعول الذي لابد لنا ان لانسمح له بأن يخرج من خبايا الروح ليحطم كل ما بنيناه ؟
البناء صعب جدا والهدم أسهل منه بكثير
يجب ان نتفهم المقابل ونمنحه حقه بالتنفس والتفكير . قد تستغروب من مصطلح ( التنفس ) ؟
المتابعة والاحاطة هي عملية خنق وكتم للأنفاس . محاصرة المقابل والمراقبة الدائمة كشرطي يحمل بيده هراوة يلوح بها بوجه ذلك أو تلك المتذمرة هذا سيخلق بداخلنا مخلوق من نوع آخر لايمكن فهمه ولن تأمن جانبه لأنه يشعر بالظلم الواقع عليه .
يجب ان نمنحه فسحة ليلتقط أنفسه. وحق المقارنة ليكون مسؤولا عن قراراته التي سيتخذها وهو بكامل الأريحة والهدوء النفسي .
الحب ليس فقط الحب الرومانسي الذي يجمع مابين الجنسين . كل مافي هذه الدنيا وقود محركه هو الحب كل شيء من دون إستثناء . حب الله حب ، حب رسول الانام حب ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) .حب الوالدين حب ، حب الاولاد والعمل والجار حب ... الخ .
تعالوا نتفكر بحكمة الباري عز وجل ؟
أرسلنا لنا ولأسلافنا من قبلنا الأنبياء والمرسلين و أنزل عليهم كتب كانت لهم ولنا دساتير لتنظم حياتنا وتهدينا سبل الرشاد . ومنحنا عقول تفكر لتختار
إما جنة أو نار . جعل العمل هو المقياس ليكون رصيدنا يوم العرض . اذا هو لم يقيدنا بل ترك لنا حق تقرير المصير .
على الزوجة والزوجة ، والأحبة والأشقاء
وكل علاقة إجتماعية ان يتعاملوا بهذا الرقي الرباني .
فالنمنح المقابل تلك المساحة أو الحيز ليحسن الاختيار . تأكدوا من وجد شريكا متفهما لن يتركه أبدا . ومن وجد نفسه محاصر ؟
سيرفع شعار النضال لينال حريته . مشكلة الانسان ان إقتنع بتلك القضية سيناضل من أجلها ولن يفكر بالنتائج ان كانت بالسلب أو بالإيجاب ؟
المهم ان يشعر بأنه حر كما ولد . عملية التملك وإحكام الخناق لن تجدي نفعا . مهما طال عهدها سيحطم المظلوم القيد في نهاية المطاف . والندم لن ينفع اصحابه يوم يكسر باب القفص ويحلق لسماء الحرية ذلك العصفور . فالنرتقي بعلاقاتنا الإجتماعية لنعيش بسلام ونتذوق طعم الشهد بملعقة من ذهب من يد شريك إختارته عقولنا قبل قلوبنا . كفانا تسلط وإحتكار . نحن شعوب بالفطرة نعشق الدكتاتورية وهي متأصلة بنا . لايروق لنا التعامل بالديمقراطية . نعشق السلطة وننصب أنفسنا مناصب عدة ؟
نحن الحاكم والجلاد . ونمارس تلك الأدوار بحرفية عالية !
على الزوجة والاولاد وكل من تربطنا بهم صلة من أي نوع .
الزوج يحتكر الزوجة بالكامل . وكأنها قطعة أثاث من أثاث بيته . والزوجة إن شعرت بأن الرجل يحبها ويضعف أمامها بسبب ذلك الحب تكون طاغية . أما الحبيب والحبيبة فحدث ولاحرج قد يقتلع عينيها ويسلبها أدمية والعكس صحيح . وهذا يطبق بالحرف الواحد على كل علاقاتنا الاجتماعية !
تعالوا نضع نقطة نهاية عهد كله مشاكل وإضطراب . عهد نحرة فيه قلوب محبة بنصل بارد مقيت . والتكن تلك النقطة هي نقطة النهاية والبداية في آن واحد ؟
ان نعتلي ظهر سفينة سفينة النجاة . كسفينة سيدنا نوح ( عليه السلام ) لنبلغ قمة الخلاص من ظلم أنفسنا بأيدينا ؟
أكاد أرى شاطئ الأمل يلوح لنا بمنديله الأبيض على المدى المنظور .
تعالوا نمسك أيدي بعضنا الاخر لنرفع أشرعة السعادة على سارية العقلانية وحسن التدبير . أكيد سنصل لذلك الشاطئ بسلام . هناك الشمس أدفء والنسيم عليل ، والقطوف دانية ، ونهر الشهد هو من يملء الكؤوس الود بنفسه لترتوي القلوب بعد طول ضمئ . فالنتعاهد على تحطيم كل المعاول التي تتحين الفرصة لتظهر من ظلمات الروح لتدمر كل شيء . كرهنا الدمار والبغضاء والحقد الدفين . أيام العمر معدودة . وكل ثانية تذهب لن تعود
أما عن قطار العمر فحدث ولاحرج . وكأنه صاروخ يسابق الزمن لنرقد تحت الثرى محملين بأطنان من الخطايا والذنوب
وكل الاطنان لاقيمة لها ؟
مجرد ظنون قيل وقال ، وحب تملك وفرط تحسس من صنع الخيال !
كراهيو وبغضاء ، كيد ونميمة ، وقطع أرحام مع الأسف . هي جل خطايانا والله ارحم الراحمين .
رأس الحكمة مخافة الله . من خاف الله لن يظلم أبدا ؟
زوجة و ولد و والدين وأولي القربى وصديق وحبيب . تعالوا نغلب العقل على القلوب . والنكبح جماح النفس اللوامة لننجوا ونعيش بسلام .
نتيجة كل ما اسلفت خراب ودمار
هذا يطلق ، والاخر يهجر ، واللسان يثرثر تسود القلوب وتحقد . ويحطم المعول قيوده فيخرج من فانوس الحقد الدفين ليحطم قلعة الود لنجد أنفسنا حفاة عراة بأرض خلاء جرداء لا ماء فيها ولا خضراء ترابها اسود اللون وتتسيد سمائها الغربان ؟
تبا للقلوب الغبية التي لاتعود للعقول فيهديها سبل الرشاد .
لاتخسروا أحبتكم بتحسسكم المفرط !
إخلق ألف عذر له لتستمروا معا برحلة الحياة
الكاتب
جاسم الشهواني