"في عتمة الحافلة"
سلسلة قصصية
بقلم:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قرين
-٤-
-أعود وأذكرك أن حتى الشيء الجميل قد يكون فيه بعض الشوائب؟
-كالوردة ذات الأشواك.
-نعم ، أي يمكن أن نذهب إلى المستقبل ونشعر أيضا بالضيق من بعض الأمور
ونتمنى العودة إلى الحاضر ؟
-أفهم ذلك ..فنحن لسنا في الجنة.
-إذن أنت مدرك لكل شيء؟
-بكل تأكيد.
-والآن حتى تتضح الصورة أمامك أكثر هلا و قفت ونظرت إلى المسافرين ،ذلك ليرتح قلبك؟
نهضت ونظرت فلم أرى سوى المقاعد الخالية من المسافرين ..!!خالية تماما ،قال :
-لن ترى أحدا من بشر عالمك هذا منذ تلك اللحظة ،كذلك هم لن يرونك؟
-هذا شيء يسرني.
-ماهي سوى البداية ،والآن أنظر من نافذتك؟
نظرت من النافذة لأرى الغيوم لقد كانت الحافلة محلقة في السماء كما وإنها طائرة ،فقلت بدهشة:
-حقا شيء مدهش يا أنا ،ومن أين لك كل تلك المقدرة ؟
-لست أنا وإنما هي الروح .
-ما الروح؟
-حتى أنا لاأعلم وإنما هي من علم الله.
-هل نحن محلقين الآن في الأجواء ؟
-بالطبع لا .
-لكن أخبرني وأرحني ؛هل أنا ميت أم حي ؟
-لقد أجبتك مرارا على تساؤلك هذا ،لكن
لو كنت تتبع نصيحتي وتعمل بها ، لاتسأل كثيرا بل شاهد كثيرا ،واستمتع كثيرا ،ونل حقك ..لاتضيع أي لحظة.
-نعم نعم.. سأعمل بنصيحتك ،حقا أن المستقبل يفعل الأعاجيب ،لم تعد الحافلات تسير على الطرقات بل تحلق في الأجواء، وماذا سأرى أكثر من ذلك؟
-ههههه ليست في الأجواء كذلك هي ليست على الأرض لاتستعجل الأمور ياعزيزي.
-لماذا؟
-كما أخبرتك فليس كل مافي المستقبل جميل.
-بل أن كل مافيه جميل ومدهش؟
-لكن ليس كل مايطرأ على الجسد القادم سيكون جميل .خصوصا مايتعلق بالصحة.
-وما الحكمة في ذلك؟
-الحكمة ..أن روحك هذه في علم الخالق ،وما عليك إلا أن ترضى بالحاضر ..مهما كان المستقبل مبهرا بعلمه المتوقع.
-لكني أفضل التغيير ؟
-بلا شك سترى التغيير البعيد جدا.
-لكن لماذا أدخلت الفرح إلى قلبي وبعد ذلك تقول بأن يوجد مايزعجني هناك؟
-ياعزيزي.. ياأنا ؛طالما أننا أحياء فلا بد من وجود الجميل والقبيح في حياتنا ،هي رحلات ستنطلق بها للتعرف على مستقبل أجساد ستسكنها روحك بعد أن تخرج من جسدك هذا.. وإلى أي جسد ستنتقل روحك بعد موتك ياعزيزي، وهي مشاكل ومعاناة تلك الأجساد ..القادمة..في زمنها ؛ هل وصلتك الفكرة الأن؟
ضميته بقوة على صدري وقلت بتوتر:
-لقد بدأت أشعر بالقلق ..لكن لاتتركني يا ..أنا؟
-كيف سأتركك وأنا وأنت شخص واحد،وروح واحدة، أنا سأكون بداخلك ؟
-أعشقك ياأنا.
-حسنا ..والآن ليبقى جسدك مسترخيا ومستندا على المقعد هنا بينما ترى روحك أين ستذهب بك ..هل أنت مستعد؟
-نعم .
-إلى هناك ؟
اهتزت الحافلة كما وإنها في السماء ،ومن ثم إنطلقت بسرعة قسوى ،سرعة لاتلاحظ أبدا،فأختلج جسدي بعد أن إخترقه ،ولم أعد أراه أبدا ،لكني كنت أشعر به.فاصبح مقعدي محلقا وحده بلا حافلة ، بين الغيوم.
" والقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه







