هَامَ الفُؤادُ بِأعرَابِيّةٍ
***
والذِي فَطرَ القُلوبَ عَلى الهَوَى
هَامَ الفُؤادُ بِأعرَابِيّةٍ أسعَدَت قلبِي رُؤيَاهَا
حَتى سَكَبتُهُ حُبّا لفَاتِنة أضَاءَ البَدرُ فِيهَا
وَقلبِي حِصنًا وحُسنًا لِجَمَال بَهجَتِهَا
مَلِيحَةٍ تَبَارَكَ رَبُّ الجَمَالِ سَوَّاهَا
مَاءُ الوَسَامَة كالدّمِ جَرَى بِعُرُوقِهَا
وَفِي الجَمَال طُولهَا نَاسَبَ عَرضهَا
قَدُّهَا فَاتِنٌ لمَّا تَجَلت لِلفُؤادِ بِحُسنِهَا
فَتَفَتّقَت بِالخَافِق ألحَانُ الخُلُودِ بِعِشقِهَا
وَأزهَرَ وَردُ الخُدُودِ حِينَ لقيَاهَا
تَنصُبُ الأشوَاقُ بِأضْلعِي أوتَارَهَا
فَتَبِيتُ الرُّوحُ فِي تَلهّفٍ لِعِنَاقِهَا
تَتَكحَّلُ مَحَابِرِي وقِرطاسِي بعَبَرَاتِهَا
وسَعَادَتِي أيَا سَامِعِي مَحذُوفَةٌ مِن دُونِهَا
حَبِيبَتِي أوّلَ مَن نَبضَ قَلبِي بِحُبهَا
كَسُحُبٍ تَتَكاثفُ فِي شَوقٍ لِأرْضِهَا
حُسنَهَا جِنَانُ وَردٍ حِينَ أرَاهَا
حتَى لوْ أخفَت شَوقَهَا بِعَينَيهَا
تَكفِينِي تَعَابِيرُ الغَرَام بِوَجنَتَيهَا
ليْسَت سَاحِرَة بَل أغْوَانِي جَمَالهَا
رَسَمتُهَا بِالقلبِ مَلِكَةٌ عَلى عَرْشِهَا
وسألتُها فبَكتْ وَفَاضتْ بالحَنَانِ عَينَاهَا
قبّلتُهَا وَمَسَحتُ دَمعَهَا عَلّي أبَدِدُ حُزنَهَا
فَقالتْ وَعَبَرَاتُ الشوقِ تُسَابِقُ صَوتَهَا
دَعنِي فَدَقاتُ قَلبِي آلامٌ لِأضْلُعِي وَشِفَاؤُهَا
سُبحَانَهُ بِالخَافِق مَدّ الحُبّ مُعجِزَةً وأرْسَاهَا
أحْيَتْ فُؤادِي وَمِنَ الأشوَاقِ أكرَمَنِي بِأحْلاهَا
أسْكنتُ عَاشِقِي بَينَ الضُلوعِ فأسْعَدَنِي وَاحْيَاهَا
فَيَا بَدرُ صَبرًا فَالليَالِي قَصِيرَةٌ حين خُضتُهَا
حِينَ وُلِدَ الحُبُّ فِي فُؤَادِي عَنِيفًا قَالتهَا عَينَاهَا
فَنَادَيتُ تَمَكّنْ مِنّي مَا حَيِيتُ أيَا غَرَامَهَا
وَزِد مَا بِي مِن صَبَابَةِ العِشقِ ومِن هَوَاهَا
فَكأنّ شَوقِي قَادَنِي لِمَن رَبّي لِي قَد سَوّاهَا
فَفِي ليْلةِ أُنسٍ قَضَينَا حُقُوقَ الحُبّ وأوْفَينَاهَا
فعِندَ الوِصَالِ كُلُّ ذُنُوبِ العِشقِ رَبّكَ غَافِرُهَا
****
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
21/09/2023