شلال القدر
بقلمي
--------
شلال القدر
تجلس بجانبي.. طفلة صغيرة.. أميرة أميره.. لم تعرف شيئا عن بطولات الزمن..وقساوة الأيام..لم تعرف شيئا بعد عن غدر السنين.. وتجاعيد الوهن..عيونها مستديرة.. تحدق بي .. وكأنها تبتسم لشيء تخافه.. ففي الذاكرة عندها سنين بيضاء.. وأمنيات طفوليه.. لاتتجاوز..دمية تلعب بها .. او أرجوحة.. لا يتعدى طموحها اللحظي سوى زيارة لحديقة.. او صيد أسماك على طرف بحيرة ساكنة.. لم تعصف بها الأيام.. ولم تحط بها حالك الليالي.. ولم تهاجمها أحزان عاتية.. تبتسم.. فيبدأ الضجر في داخلي بالازهار والتورد.. تضحك.. فيلتئم الجرح في قلبي وشرياني.. تعانقني.. فيتبدد الحزن..وتغيب الهموم .. الى غير عودة.. وتشتعل حينها المصابيح في دجى الظلام الحالك..
انها شلال قدري.. شلال أتى مع فيضان هامر..لايتوقف .. فيضان لاينقطع الا بموتي.. وسكنت أسفل الشلال.. رغم أنفي..سحبني الموج.. تداعبني قطراته حين ينهمر.. فيجدد نشاطي.. ويزيل تعبي..وينعش رائحة الصيف عندي..
انها في الثلاثون من ريعان العمر..ولكنها ما زالت طفلتي المدللة.. رفيقة دربي.. تلك التي عصفت بي الايام.. ولم أجد سواها تلازمني.. ترافقني ك ظلي.. ليست صديقه.. وليست حبيبه او عشيقه.. هي كل شيء في دنياي.. غيابها يمزق شراييني.. ضحكتها لاتغادر خيالي.. انها نبضي..انها روحي
انها رفيقة دربي.. تلازمني.. اذا فرق اجسادنا الموت.. لن تفترق ارواحنا.
بقلمي /
المهندس فراس هميسات
الاردن 16/8/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق