الأربعاء، 6 فبراير 2019

قصيدة{{شرفة}} بقلم الياسمينة السورية{{نهلة البدوي}}

*شرفة*
تسمر الكلام حين بوح...وهامت النظرات من الشرفة الراكضة في الهواء ..
انشطرت الضفة ..وحبل الوريد رهين شرود ذاكرة .
كان هناك حيز ضئيل للعبور الى اكذوبة النسيان ..كل الحقائق قررت الالتباس.
لابأس..
ناحت الاصابع ..وتلمست الطيف القابع في الصوت .
(ياسنين اللي رحت ارجعيلي...ارجعيلي شي مرة ارجعيلي ..ورديلي ضحكات اللي راحوا.........
هو الصوت ذاته...ولكنه فاقد كل الصدى .
كنت هنا ..
والمحطة مأهولة بفراغها..
كنت اتابع..بغبطة ..بحبور ..
ابتسمت لتلك الطفلة ..وهي تصعد القطار المزركش بالفرح  ..كانت تذكرة سفرها شريطة زرقاء كلون مفكرة تركتها تحت وسادة قريبة من نافذة شتائية العنوان ....
اشارت الي ان اتبعها..وانا مذهولة بشغف مطبوع على جبينها من عاشق التهمته المحطات في اسواق المواويل الممجوجة بحناجر غرابيب...
هل عرفتني ياترى؟ ام اختلطت عليها الوجوه في تضاريس القصائد المكررة ؟
ولكن ..اين تذهب تلك الامنيات التي لاتتحقق؟
ولماذا تمر اللحظات ولاتتركنا؟لماذا نبقى داخلها؟
لماذا انا هنا ؟
الى من احدق ياترى؟اليها !!!الى تلك النافذة الغبشة !!!!الى المقعد الذي استهلكه المسافرون بين جيئة وذهاب ؟!!!الى تلك النظرات الحيرى انتظارا  وترقبا لعراء يشبه الهراء.؟لتلك الرسالة المشمعة بين الاصابع التي تمسح بوح الانفاس عن زجاج القطار؟
لااريد ان اعرف الى من اطيل النظر ..ولكنني كنت بحالة وئام مع لحظة لااخلها تتكرر.
ابتسمت لها...وشاركتها شرودها ..
كان القلم بين اصابعي يتقاطر كطيف شمس غاربة محملة بنواقيس تقرأماتيسر لها من سيرة قدر.
كررت الابتسام..مع الاعتذار ..مع الحب ...مع عدم النسيان ...مع....
لوحت لها قبل ان يطلق القطار عويله مغادرا..بريشة طير ملونة كانت منذ برهة في قلب مفكرتي .
رددت وانا اشيح نظراتي بعيدا حيث رجع صوت ناي يلوك العمق في مدى الاتجاهات..
(منذ كنت طفلا اكره الوداع..لانه يمثل لي شكلا مصغرا للموت )*حمزاتوف*
لم تلوح لي ..ولكن لمحت اصابعها الناعمة تكتب على غبش انفاس تقطع نطقها ..حروف بلانقاط..
(لاتوجد لقاءات عبثية في حياتنا..فكل من نقابلهم ..هم اما اختبار ..او عقوبة ...او هدية من السماء)
كم هي موحشة تلك المحطة الماهولة بالفراغ....
وكم هو نشاذ صوت الزاجل بعد تغيير حنجرته..ونسيان اجنحته على قا رعة المحطات.
ولكن ...
اين تذهب تلك الامنيات التي لم تتحقق؟
***********************
شرفة ...
بقلمي /نهله البدوي /سورية ..طرطوس

ليست هناك تعليقات: