السبت، 30 مارس 2019

قصيدة{{ في خاطري }} بقلم الشاعر العراقي الرائع{{علي العبيدي}}

{ في خاطري }
*************
في خاطري
أن أصنع من خاطري 
تعويذة إنسان ...
يعقد بحروفها أوراقه
ينفث فيها نبضه
فلا شيء ...
يستحق النحيب 
على جثث الأمنيات

فـ انا احاكي الكلمات 
وخاطري في كل خواطري
ولكن... كالعادة التي لا تغيب عن الأذهان
مقادير كتاباتي مربكه 
و موجعه ..

فحروفي هي ثكلة 
من آهات قلم لا تنتهي
معجونة في رصاص 
الحنين رغم الأنين

وهيهات .. 
أن يكون الأمر ورقة تكتب 
أو رقاعا تسدل ..
أو منظومة تعلق 
على النواصي وتنصب
أو معلقات كيثفة الشكر والإطراء
أو قرارا يتخذ في لحظة 
و ينتهي الأمر حينها و يطوى

بل هي لثغة شوق وحنين 
ممزوجة بأوتار الورق 
التي لا تنتهي
قد يكون في عقيدتي 
لهذه الأوتار رغيف من إنهاك
على أطراف سعف فقد
تذروه رياح الرحيل
وأفتح شبابيك الأمل 
ولا أزال أشتهي الود 
من أفواه الشجن

فـ أُحاول أن أغتال 
الحروف بخلسة من الوقت 
وياليت قومي يعلمون
فقد أجهدني الورق .. 
حتى أصبحت أتقيأ المفردات ذات قلق 
وتم إغتيالي من بين كفوف تلك الأوتار
فعلى شرفة الورق نمارس فتنة الرقص
ونمارس الإختفاء بين مسافات السطور
حتى أصبح لصرير الكفوف صرخة شاهقة
وأشرعة المفردات تنتحب من ضغوط القلم

أيا إمرأة تزرع في دخلي عطر الزيزفون 
لكِ كل قبلات الطفل العجوز 

وسأخلق من أغصان عطركِ
أساور من ذهب 
وأطواق من إستبرق
لألبسها معصم الخاطرة
حتى يكتحل بها القراء..

هكذا تبدو طقوسنا 
المنهكة في الكتابة
فحروفنا كالغزلان الشاردة
يصعب الإمساك بها 
إذا قررنا الإقتراب لصيدها 
وحينما نشيح بأرواحنا عنها 
تعود إلى أرواحنا هاويه 

هي الحقيقة 
التي لاتغيب عن الأنظار
فالأقلام تنشطر
أمام هذه الأوتار
كـ قوالب الثلج المبعثرة
على أموج بحر هائج
بأمواجه المتلاطمة
وتتطاير كـ سعف نخل
تجلوه الأعاصير 
في يوم عاصف
وأنقلب قاطبا حجبي الأمل
أضرب الكف على الكف
وأنتحب على تلال الآه.

ليست هناك تعليقات: