( إبن الأم الحرة )
خيم الأحرار من اللبد
نصبت في الأرض بلا وتد
جوع يتربص أرملة
في بطن الوادي المنجرد
و وليد بين أناملها
يتميز بالشعر الجعد
قبلات عطشى تمطره
بحنين جم في المهد
و تسارع نحوه مرضعة
متناوبة من كل ثدي
و بسمعه تدنو قائلة
عبدا ستؤول أيا كبدي
و تعيش وحيدا مكتئبا
من دون معين أو سند
و سأغدو بعدك يائسة
و أموت سريعا من كمدي
و ستسقي القهوة مضطغنا
برضوخ المحترق الهمد
لطغاة تنكر نظرتهم
و تكن لهم أقسى اللدد
تتمنى السم تدس لهم
و تناولهم من كل يد
و لأنك تحذر سطوتهم
ستداهنهم رغم العند
و سيحزنني بل يؤلمني
ذل مقرون بالجلد
و يحز بنفسي أنك من
يضطر لذلك ياولدي
لتظل عيونك شاخصة
صوب الآمال ليوم غد
* * *
ولدي ياذخري يا أملي
يا من بفراقك ملتحدي
دمك الغالي .هو شهقة أنفاسي الملائ حمم النكد
يا شكوى نفسي منذ متى
ضد المحتل المضطهد
لا تسمح للغازي أبدا
يستشري شرا في بلدي
هل تعرف كم يسحق شرسا
ببلادك آلاف العدد
كل الأبدان يمزقها
بل ينهشها نهش الأسد
لن يثني ذاك عزائمكم
أو يهبط عزما من أحد
فعزيمتكم في الثأر مدى
لعزيمة إجتاحت عضدي
علنا .لاتخشو معتديا
هبوا و بقلب متحد
و إضرب بذراعك يا أملي
و بقبضة فولاذ صلد
ستقود شرارة ثورتنا
و شرارتنا هي من مسد
و تزلزل كل الأرض بهم
و تحطم أسوار الصفد
و ستجمع ممن قد ركنوا
و توحد مختلف القدد
و ستلقى الناس مواكبة
لحماسك تسجد للصمد
لتعيش الأم مؤملة
تتنشق أنسام السعد
و سيروي تاريخي قصصا
تثري الأجيال إلى الأبد
ولدي يا اشجع منتفض
يا كنزي الأوحد يا تلدي
جسدت الروح لثورتنا
ما نفع الروح بلا جسد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق