الاثنين، 8 أبريل 2019

قصة قصيرة بعنوان{{حوار بين ثلج ونار}}بقلمة الجمبدة العراقية {{غفران العزاوي}}

حوار بين ثلج ونار
يحكى ان هناك كان اثنان متضادان لايلتقيان ابدا ثلج ونار
كل منهم له شخصية عنصرية وكل يسير باتجاه معاكس للاخر
احدهم يتوقف والاخر يمضي التقت النار بالجليد صدفة ودار حوار بينهما فياترى لمن الغلبة ستكون؟ 
قالت النار للثلج ياثلج اوصف لي شعورك وأنت كتلة جماد
فاجابها وكيف تشعرين وانتي كبركان يثور؟
أجابته النار لست ادري ربما هو شعور الاحتراق والضياء
قال الثلج لاتحرقي نفسك لاللضياء ولالدفئ عشق الاشقياء
هذه السنين تمر كسيف ذباح انتي ستغدين مجرد ذكرى رماد
شعرت النار بالخجل العارم ازاء هذا الكلام
وقالت النار للثلج وماالعيب ياسيدي الثلج أن احرقت نفسي
لأوقظ اوكار المشاعر وأهيج الحب في الافئدة
فاجابها الثلج انتي مخطئة يانار لاتدخلي أبواب الحب
ستنهار شرارتك وتحرقين الشجر الاخضر قبل اليابسات
وقالت النار للثلج ياسيدي العزيز علامك تتهرب من الحب
وتأبى الدخول مدن العاشقين
فأجابها ضاحكآ انا لا املك مشاعر حتى،فكيف السبيل للعشق يانار؟
قالت له النار فقط أعطني بيدك وسأريك العشق بأطيافه السبعة وأحول جليدك الى قصائد غزل 
فضحك الثلج بصوت عالي وقال لن تستطيعي أن تذوبي ولو شبرا مني واخبرتك بأني مجرد أنا من الاحساس
حزنت النار جدآ وقالت ليتني استطيع تحطيم جمودك
ونحترق في الحب انا وانت حتى يطفئنا القدر
قال الثلج أمجنونة أنتي؟حتى لو أنفجر البركان بداخلك
لن تستطيعي أذابة ولو جزء من كتلتي
قررت النار ان تضحي بنفسها وتتحول الى ثلج
لانها احبت الثلج اقتربت من الثلج راحت تبرد
شيء فشيئا رغم الالم وخذلان الخمود الذي يعذبها
راحت تصرخ وتصرخ من الم الجمود فأخبرها الثلج
يانار لاتعذبي نفسك فالطريق الذي سلكتيه متعرج وليس له
مخرج أنتي اردتي الحب وكنتي تخوضين حروب لا نهاية لها
انتي شرارة الحب وانا لا املك ذرة منها
لاانا رابح ولاانتي ، ولاطريق يجمعنا ولاحتى قدر
حتى وإن اجتمعنا لاانتي تذيبيني ولاانا قادر على خمودك
فلماذا ياسيدتي هذا العناء خذي طريقك واخذ انا طريقي
ولنعود بأتجاهنا المعاكس لانلتقي، حزنت النار بكت صرخت
تمنت ان الخمود الى الابد فاخبرهاالثلج لايانار لاتضعفي ولاتنطفئي أبقي متأججة ربما سيأتي يوم وتلتقي بمن يتقد لاجلك، ولكن النار وعدت الثلج بانها سبقى وفية لهذا الحب
وقررت تبقى وحدها تضيء عتمتها لوحدها رافضة ان يشاركها احد بالاحتراق
2019/4/8
غفران العزاوي

ليست هناك تعليقات: