(( عرافتي الغير مرئية ))
السكون رهيب ، الليل مخيف
الوجع ثقيل ، هل من مجيب ،
لاح لي صوتٌ طفيف ، إليكِ ما تريدين ،
وكفاكِ تندبين ، تقربي لأقرأ لكِ الكفين ،
وما يخبئ الحظ وما روض من أنين ،
من أنتِ ولما مني تقتربين ؟
أنا ليلكِ القصير ، وطريقكِ الطويل ،
اراقبكِ تتهكمين ، وأوجاع تضمرين ،
عرافة اسلك دروب العارفين ،
أنقذ من كانوا في التيه لاجئين ،
قدمت من بلاد المجد الأندلسية ،
حيث العرف والعشق المخلدين ،
وما وراء سمرقند تركتهم ينوحون ،
كأشباح في البلاد غريبة ، أرواحهم حزينة ،
غربتهم قاتلة ، يتتبعون الأثر شاردين ،
فهل احكي إليكِ مااصابني من ارقٍ وانينٍ ،
انا سمراء بابلية ، روحي سكرية ،
قلبي تسكنه شجون ندية ،
عيوني ازقتها مظلمة وخفية ،
أُرغمتُ في دروب الاحزان ،
ولاحت لي اوجاعاً من كل مكان ،
رمقت في طريقي أرواح ، تحاكيني
وجماجم تسألني ؟
أستطوت الجبال هياكلنا ؟
وركامها يصبح بين ذرات التلال !
وشموعنا تطفىء في الظلام الكثيف !
ويصبح عبيد النبيذ ، كهنة هذا الزمن البغيض ،
تهجر صلاتنا والآيات ، وتتعدد الالهات ،
عرافتي ، الحقيني بالخبر السار والضار ،
اسنكون كعبدة اللات والعزى السابقين ،
ام نستقيم على دين واحد صادق أمين ،
وهل سأقضي العمر اراقب الجياع والمشردين ،
ام سيحين الوقت ونكون من الأثرياء ،
وهل سأقابل من كان غائباً منذ زمان بعيد
ام سابقى أزوره في قبره المهجور ،
سأرثيه رثاء المبالغين ، وانا لم اراه حتى الان ،
فبات لي ظل الزائر المألوف ،
يراقبني من الظلام الدامس ،
في ليال الدجى العميقة ،
من احدى الزوايا المهجورة ،
فيصبح لي كأنه جاثوم ، لااخاف منه ،
فأصلي وأصلي ويحدثني بلغة فارسية ،
نعتوني بالمجنونة واساكن أرواح شقية ،
واجناس الشياطين ليلاً تخاطبني ، ويسخرون ويسخرون ،
ولا يعلمون القلب ذاب في عشق مدفون ،
احد واحد سرمدي ، يسمع النجوى ويجيب الدعوى ،
ابتسمت في وجهي تلك العرافة الشقية ،
فأخبرتني بأن الحظ يلاصقني ، ولايود مفارقتي ،
وقلبي المعسول وراء سري المجهول ،
ثم أدركت ما تقول انا وحدي ،
حيث انا والزمان الملعون ،
شكراً يا ذات العيون النرجسية
عرافتي الغير مرئية ،
حنان النشمي ✍
2019\6\20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق