الجمعة، 21 يونيو 2019

قصيدة{{عرافتي الغير مرئية}} بقلم الكاتبة والشاعرة البابلبة المبدعة {{حنان النشمي ✍}}

(( عرافتي الغير مرئية ))

السكون رهيب ، الليل مخيف 
الوجع ثقيل ، هل من مجيب ،
لاح لي صوتٌ طفيف ، إليكِ ما تريدين ، 
وكفاكِ تندبين ، تقربي لأقرأ لكِ الكفين ، 
وما يخبئ الحظ وما روض من أنين ، 
من أنتِ ولما مني تقتربين ؟ 
أنا ليلكِ القصير ، وطريقكِ الطويل ، 
اراقبكِ تتهكمين ، وأوجاع تضمرين ، 
عرافة اسلك دروب العارفين ، 
أنقذ من كانوا في التيه لاجئين ، 
قدمت من بلاد المجد الأندلسية ، 
حيث العرف والعشق المخلدين ، 
وما وراء سمرقند تركتهم ينوحون ، 
كأشباح في البلاد غريبة ، أرواحهم حزينة ، 
غربتهم قاتلة ، يتتبعون الأثر شاردين ، 
فهل احكي إليكِ مااصابني من ارقٍ وانينٍ ، 
انا سمراء بابلية ، روحي سكرية ،
قلبي تسكنه شجون ندية ، 
عيوني ازقتها مظلمة وخفية ، 
أُرغمتُ في دروب الاحزان ،
ولاحت لي اوجاعاً من كل مكان ، 
رمقت في طريقي أرواح ، تحاكيني
وجماجم تسألني ؟
أستطوت الجبال هياكلنا ؟
وركامها يصبح بين ذرات التلال !
وشموعنا تطفىء في الظلام الكثيف !
ويصبح عبيد النبيذ ، كهنة هذا الزمن البغيض ، 
تهجر صلاتنا والآيات ، وتتعدد الالهات ، 
عرافتي ، الحقيني بالخبر السار والضار ، 
اسنكون كعبدة اللات والعزى السابقين ، 
ام نستقيم على دين واحد صادق  أمين ، 
وهل سأقضي العمر اراقب الجياع والمشردين ، 
ام سيحين الوقت ونكون من الأثرياء  ، 
وهل سأقابل من كان غائباً منذ زمان بعيد 
ام سابقى أزوره في قبره المهجور ، 
سأرثيه رثاء المبالغين ، وانا لم اراه حتى الان ، 
فبات لي ظل الزائر المألوف ، 
يراقبني من الظلام الدامس ، 
في ليال الدجى العميقة ، 
من احدى الزوايا المهجورة ، 
فيصبح لي كأنه جاثوم ، لااخاف منه ،
فأصلي وأصلي ويحدثني بلغة فارسية ، 
نعتوني بالمجنونة  واساكن أرواح شقية  ، 
واجناس الشياطين ليلاً  تخاطبني ، ويسخرون ويسخرون ، 
ولا يعلمون القلب ذاب في عشق مدفون ، 
احد واحد سرمدي ، يسمع النجوى ويجيب الدعوى ، 
ابتسمت في وجهي تلك العرافة الشقية ، 
فأخبرتني بأن الحظ يلاصقني ، ولايود مفارقتي ، 
وقلبي المعسول وراء سري المجهول ، 
ثم أدركت ما تقول انا وحدي ،
حيث انا والزمان الملعون ، 
شكراً يا ذات العيون النرجسية 
عرافتي الغير مرئية ، 

حنان النشمي ✍

 2019\6\20

ليست هناك تعليقات: