العرافة
عرافتي الغجرية تقطن في بلاد اسمها الاناضول في احدى بقاع تركيا..
زرتها يوما كي تكشف لي ما اشكو منه وتهديني دلائل ربانية
حرقت البخور والغار لتمحي المس في روحي النقية
ترتل تراتيل مبهمة كأنها حروف اعجمية
ثم اشعلت شموعها وجمعت كل طلاسمها لتطلع على طالعي وسري..
فقالت لي وهي تطالع بفنجاني الممتلئ بالالغاز وتبصر قدري المحتوم بتراجيدية..
باتت تتمتم بالفاظ وارقام غيبية مشفرة..
وبانت على وجهها الشاحب والمرعب تفاصيل غريبة..
لا اعلم هل انا غفت اجفاني ورايت كل الاشباح الشريرة بتلك البشاعة..
فجلست تفكك الطلاسم وجعلتني اسرح بعالم سري
وامسكت بيدي وطالعت كفي وقالت عن التعرجات والخطوط امور عجزية
كادت ان تفنيني بقراءة كفي والدخان في جميع الجهات يتصاعد والشموع اذابت ولاقاويلها مددت
كأنها ابصرت مستقبلي وبعثرتني وزلزت فؤادي وصرخت بأعلى صوتها ورتلت
اله الجود والملكوت و الجلمود لين كل ما هو بشديد وعتيد
وانهي الشرور في قلبها واسعدها بتحقيق ماتريد
وازل كل السموم والهموم والمختوم واعطيها من رزقك المقسوم
واذا رايت العرافة قامت ودارت حول المنجمات والاحجار والطلاسم والكرة النارية التي تشتعل وكأنه شفق لامع
ومن ثم جثم الصمت على المكان وبغفلة تتصاعد صوتها ترجف للقلب من هولها
اعطتني قلادة باخر محاولات تجسيدها عن ما اشكو منه..
وكانت القلادة عقيق اسود اللون جميلة جدا ذو ملمس ناعم وتبرق من شدة جمالها وعادت بتراتيلها الغريبة
كشعائر وطقوس دينية سطت على نفسي وروحي وقالت لي خاتمتك هي القدر يا ملاك فقدرك قد بان كجمال طهرك ويقينك وايمانك قد جعلك تصلي لامر خطاك لفتح المقفول والمقفول عند ربك
يا ملاك الحياة نحن متعلقين بهذا
المفتاح لانه الناتج الالهي وهو المحتوم
ففي كل حجر ونجم وطلسم يحاكي القدر غرابة اسفارك
اتيتي امام محرابي ولست مؤقنة بما افعل
فلا الغار ولا المسك ولا العنبر
يثير عليك وانت أمنة بروح الله المقتدر
الذي رمى العشق في في روحك وتسربل وانشقت كجمال القمر وابهر
فلا الاجندات ولا الاشباح ولا الشياطين يغور، بروحك الطاهرة..
فانا منذ مجيئك رأيت هالة لا بل وميضا يشع حولك كبرق كوكب زهرة وانار
تالله يا ملاك ما عاد ينفع الطلاسم ولن يتلبس بروحك جن متغطرس متكبر وبك يتأثر
فهات اذا ابطل التعويذة وانهي كل شيء واطفى الشموع وارمي بالنرد وعودي من حيثما كنت وليدبر حياتك الرحمن بكل تدبر
بقلم الكاتبة والشاعرة العراقية
پرشنگ اسعد الصالحي ✍️
19/6/2019 الاربعاء
2:73 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق