عراقٌ والهوى جناتُ عدنٍ
:::
بقلبي من عتيقِ الحـبِّ رؤيا
تدانتْ منْ مهادِ الروحِ زُلفى
وتفترشُ البعادَ جفونُ عيني
يوسِّدْنَ الفـــــراقَ المـرَّ كفَّا
فإنْ ذقنَ المنامَ حسبنَ موتاً
دنا منهنَّ بعدَ السهدِ حتفا
أجـدنَ تباكياً كالنـاي يحكي
لنا حزناً..أجادَ النوحَ عزفا
سقيمٌ مـنْ ينـوءُ بمـنْ تعنَّى
ويحسبُ أنَّـهُ بالنـأيِ يُـكفى
وأسقمُ منْهُ ذو قلبٍ جريحٍ
ويزعـمُ أنَّـهُ بالشعرِ يشفى
نجومُ البعدِ مزَّقنَ اشتياقي
فيا ليتَ اشتياقي اليومَ يُرفى
فبي منْ وجدِ من أهوى حنينٌ
بهِ المقرورُ منْ بردٍ تـدفَّـا
وهذي الأرضُ يـمٌّ فوقَ يـمٍّ
غدونَ لغايةِ التحنانِ مرفـا
هنا الحبُّ العراقيُّ استكانتْ
لـهُ أقداحُـهُ...يصببنَ صرفا
فلا عسل اللمى يكفي لحبٍّ
تصاهرَ في ثنايا القلبِ حلفا
فينظرُ باصرٌ ويطيرُ أقوى
ويزهرُ مرعفٌ ورداً تحفَّى
وتنبلجُ الغياهبُ عنْ شموسٍ
تسامقُ في الدُّنى شوقاً تخفَّى
عراقٌ والهوى جناتُ عدنٍ
على النهرينِ كلَّ الحبِّ أضفى
يقولونَ: "ارتحلْ فالأرضُ صارتْ
تشاركُ منْ يبثُّ الحزنَ نِصفا"
فقلتُ: "فديتُها أرضاً وأهلاً
وما قد فاءَ عنها العمرَ وفَّى"
::
سلام جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق